«كاثيمريني»
أفردت مساحات واسعة من صفحاتها لتغطية أحداث الحرب على العراق بقيادة الولايات المتحدة وحليفتها الدائمة بريطانيا، وفي مقال بعنوان «العالم الجديد» أوردت الصحيفة الأهداف الحقيقية وراء غزو العراق، فقالت إن اعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط لتسهيل بسط الهيمنة هو الهدف الرئيسي الذي لم تخفه الولايات المتحدة ضاربة بعرض الحائط الشرعية الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة.
وتابع المقال: إن دولاً مثل ألمانيا وفرنسا وروسيا وبلجيكا قد أعلنت رأي شعبها الذي استمعت اليه خلال التظاهرات المناهضة للحرب، فوقفت بقوة أمام الطلبات والضغوط المستمرة التي مارستها أمريكا لمباركة الحرب، وطالب المقال الحكومة اليونانية التي تشاطر هذه الدول الأوربية الرأي بعدم الصمت وانتظار ما ستحققه الدبلوماسية الأمريكية بل يجب ان تعجل وتلحق بركب الدول الرافضة والتي تسعى لتكوين تحالف قوي الأمر الذي سعت اليه احزاب المعارضة اليونانية وسارعت بالاجتماع بالرئيس الفرنسي.
أما صفحة التعليقات فقد تناولت مقالاً تحليلياً بعنوان «بذور التغيير» بقلم «انتونيز كراكوزيس» عرض من خلاله حالة الفشل واليأس التي اصابت القوات الغازية المفعمة بروح الانتصار السريع قليل الكلفة المادية والبشرية فاقدموا على قتل آلاف المدنيين الابرياء من الاطفال والنساء.
ويستمر المقال في القول إن قادة التخطيط لهذا الغزو اصابهم الفشل الذريع فراحوا يرمون بالتصريحات على انها حرب سيطول أمدها على عكس ما كان يعتقد، ويقول المقال إن مثل هذه الأعمال والكوارث هي التي تصنع التاريخ لان بذور الكوارث سريعة النمو حسبما جاء في المقال.
وكان دور صفحة الرأي من صحيفة كاثيمريني اليونانية أكثر تميزاً من خلال عرض مقال ساخر بعنوان «اخفاء الحقائق القذرة» متحدثاً عن جهود واشنطن الحثيثة سعياً وراء حفظ أرواح المواطنين الأبرياء من خلال خطاب بوش في فلوريدا الذي لقي ترحيباً حاراً من قبل الحضور إلا أنه بعد مرور ساعتين فقط تقوم القوات الأمريكية بقصف صاروخي عنيف على أحد الاسواق الشعبية ليحرر أرواح نقلاً عن المقال عشرات الاطفال والنساء من الشعب العراقي.
وتطرق المقال الى الاعلام الأمريكي الموجه الذي يعتبر عرض صور الكوارث الانسانية التي تحدثها قواتهم العسكرية نوعا من انتهاك حقوق الانسان، أو ان مثل هذه المشاهد ستؤثر في نفسيات المشاهدين، ثم انتقل المقال الى القصف الصاروخي الذي تعرض له مبنى التلفزيون العراقي لأنه يسيء معاملة الأسرى بصورة منافية لقوانين الانسانية العالمية بعرض صورهم حسب رأي الادارة الامريكية التي تعتبر الهجوم على المدنيين وممتلكاتهم ليس بمستوى هذا الانتهاك.
ويمضي المقال في القول أنه ليس مستغربا من هذه القنوات التلفزيونية الأمريكية(ABS & NBC)
للقيام بهذه الأدوار طالما تتبع لمصانع انتاج الأسلحة.
|