«اللوموند»
كتبت تحت عنوان «الفرانكوفوبيا، هل هي النهاية؟» متناولة العلاقات الفرنسية البريطانية والأزمة القائمة بينهما بسبب الحرب على العراق قائلة: «الفرانكوفوبيا، أو الخوف من الفرنسيين، حرب الكلمات التي بدأت بعبارة «سحقاً» وانتهت ب«دودة الأرض».. لكن هل حقا الأزمة العراقية هي التي تسببت في تلك الأزمة؟
و«تضيف الصحيفة رداً على السؤال نفسه: «لا .. الفرانكوفوبيا التي طرحها البريطانيون كمرض يستوجب مقاومته ليست وليدة اليوم، والحال أن «توني بلير» لم يفعل شيئاً للتخفيف منها، على العكس تماما منذ وصول «بلير» إلى رئاسة الحكومة كبرت المشاكل بين البلدين والتي فضحتها الاتهامات المتبادلة داخل الاتحاد الأوروبي..
و«تضيف: هل هي بداية النهاية؟ توني بلير يتكلم عن الدور الذي يمكن لفرنسا ان تلعبه.. مجاملة كبيرة في وقت يعيش فيه التحالف الأمريكي البريطاني في العراق مأزقاً حقيقياً، إن لم نقل بداية الانهيار.. الحرب المستمرة والتي تزداد صعوبتها يوماً بعد يوم لا يمكن تجاوز تراكماتها بهذه السهولة.. هنالك كلام عن «حالة استغاثة» من قوات التحالف لاستدراج دول أوروبية في هذا النزاع الدموي.. «بلير» الذي وصف الفرنسيين «بالقردة الأوروبيين» لن يجرؤ على مطالبتهم بالدعم اللوجيستيكي في الحرب على العراق.. حتى لو كان الحديث بين «شيراك» و«بلير» في إطار «ما بعد صدام حسين» يجب الاعتراف أن صدام لم ينته. و أن مقاومته أربكت الأمريكيين وسخرت منهم دولياً، البريطانيون يخشون من الاعتراف علانية أنهم ارتكبوا خطأ الهرولة إلى الحرب، وخطأ شن الحرب الإعلامية على الدول الأوروبية الرافضة للحرب وأولهم فرنسا..».
وقالت الصحيفة: ان سبر الآراء الأخير في فرنسا أثبت أن شيراك في حالة جيدة.. أكثر من سبعين بالمئة من الفرنسيين اعتبروا أن الموقف الذي تبناه «جاك شيراك» إزاء الحرب على العراق كان أكثر من جيد، على الرغم من الخسارة الاقتصادية التي تبدو في الأفق من خلال سياسة «الفرانكوفوبيا» التي أدت إلى مقاطعة البضائع الفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا واسبانيا و ايطاليا «على المستوى الرسمي».. لكن «شيراك» لم يكن شعبياً مثلما هو الآن، ولهذا يبدو من السابق لأوانه الحديث عن تراجع محتمل للموقف الفرنسي في هذا النزاع !
«لوفيغارو»
كتبت تحت عنوان: «جرس الإنذار» تقول: «هذه الحرب قيل عنها الكثير.. من حرب ساعات إلى حرب أسابيع وربما شهور طويلة المدهش في الأمر كله إعلان «هدنة» من خلال توقف عمليات الزحف نحو بغداد.. أليس هذا هو الزحف الحقيقي نحو الاعتراف بالعجز أمام حرب لم تأت كما خطط لها.. العراقيون لم ينهاروا و لم يستسلموا.. ولم يتراجعوا.. هذا أقسى ما يحز في نفس الأمريكيين الذين تغيرت لهجتهم من «تحرير» إلى «تبرير».. كل هذا كانت فرنسا متخوفة منه منذ البداية، فالشيء الذي يبدأ بالخطأ ينتهي بالخطأ..» وتشير الصحيفة إلى مجزرة السوق الشعبي ببغداد قائلة: «ما ارتكبته أمريكا في حربها على العراق يتلخص في عدد القتلى من المدنيين، ويتلخص أكثر في مجزرة السوق الشعبي التي تعكس بكل دقة الانهيار النفسي الذي بلغته إدارة بوش في تعاملها مع العراق، مع الوقت الذي تأخذه هذه الحرب عليه، وهو وقت يبدو طويلاً جداً.. هستريا القنابل الثقيلة تكمن في عبارة: «الوقت لم يعد لصالحنا» و لهذا بدا الخطاب السياسي الأمريكي غريبا وهو يتكلم عن الباب المفتوح لمزيد من التحالف ضد العراق.. نتساءل: «أليس من الجنون أن ننادي اليوم بقتل شعب بأكمله لأنه لا يبدو متنازلاً عن أرضه ولا عن نظامه؟»
«لومانيتي»
تناولت العلاقات البريطانية الفرنسية بعنوان: «الدودة و الثعبان» قائلة: «لم تشهد العلاقة البريطانية الفرنسية أسوأ مراحلها منذ عشرين سنة، لكن الأزمةالعراقية فجرتها إلى السطح، كلنا شعر بالصدمة أمام الحملة البريطانية على الفرنسيين، الأكثر سوقية تلك التي وصفت فيها أكثر الجرائد البريطانية شعبية الرئيس الفرنسي بدودة الأرض، بينما قال «توني بلير» في قمة إحساسه بالضغينة من الموقف الفرنسي «الفرنسيون قردة».. لا يمكن الحديث عن علاقة أسوأ من تلك، وعن سوقية حاولت استدراج الشعبين إلى حرب كلامية، هل يبدو ذلك منهياً الآن؟ «بلير» يتكلم عن «ثقته» في الحكمة الفرنسية، أية حكمة يعنيها الآن؟» تواصل الجريدة هجومها على رئيس الحكومة البريطانية قائلة: «ربما الحكمة معناه محاولة إقناع الفرنسيين أنه ما زالت هنالك فرصة للانضمام إلى التحالف ضد العراق.. فرنسا التي رفضت الحرب قبل اندلاعها، ستكون أكثر حكمة و هي ترى الحرب تسير إلى طريق مسدودة.. نشكر الله أننا لم ندخل إلى المستنقع العراقي الذي حولته القنابل الأمريكية غير الذكية إلى ساحة مفتوحة للموت.. المدنيون يتعرضون للإبادة في غياب حكمة دولية حقيقية».
|