**تجسدت الرؤية الصحفية العالمية للحرب الدائرة ضد العراق من الانتقادات الحادة لمجريات الحرب و تكثيف الرسومات الكاريكاتيرية الساخرة ضد الزعماء الامريكان والبريطانيين ، والتي تعبر عن خيبة أمل قادة الحرب في قطف ثمار مبكر لمخططاتهم التي باتت ترجح المد الطويل للقتال ، بعد ان انحرفت قنابلهم (الذكية ) عن مسارها لتستهدف المدنيين بشكل واسع . في ما أسماه البعض بثقافة الحرب القذرة التي تخلط بين الحرية و الجريمة. بينما استأثر الجدل الدائر حول فشل خطة الحرب على العراق في مراحلها الأولى بنصيب وافر من اهتمام العديد من الصحف التي تحدثت عن آثار الصدمة والترويع ، وما أصاب مهندسي الحرب من نتائجها الأولية التي دعت الى توقف الزحف. والاعتراف باطالة أمد الحرب التي تتجه لحرب المدن والشوارع وتشهد مواجهات مع استشهاديين يسعون الى الموت بأقدامهم .وتطرح الصحف العديد من التساؤلات التي ينتظر أن تجيب عليها فيتنام الجديدة !!. **
«واشنطن بوست»
أبرزت الصحيفة نبأ الهجوم الجوي ضد مجمع عراقي قالت إنه تابع لأجهزة المخابرات العراقية. وأضافت أن المعارك ما زالت دائرة على طول خطوط إمداد القوات الأمريكية داخل الأراضي العراقية، وأن هذه المواجهات مجرد استعداد للمواجهة الحاسمة مع قوات الحرس الجمهوري العراقي.
وفي تحليل حول المواقف المتباينة من تطورات الحرب تحت عنوان «انقسام المستشارين الأمريكيين بشأن الحرب» أوردت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش وجد نفسه حاليا بين معسكرين من المستشارين وكبار المسئولين في إدارته وفي الحزب الجمهوري بشأن الحرب الدائرة حاليا في العراق.
وأضافت أن هناك معسكراً يضم عدداً كبيراً من المسئولين يرون أن الرئيس بوش قد أخطأ عندما انحاز إلى مواقف الصقور في إدارته، وفي مقدمتهم نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذين رسموا له صورة وردية عن الحرب لإقناعه بإصدار القرار الصعب وقد أثبتت الأيام أنها كانت صورة زائفة.
ومن العاصمة العراقية بغداد أوردت الصحيفة تقريرا عن المآسي الإنسانية للسكان الذين يسقطون ضحايا الهجمات الأمريكية، وقالت تحت عنوان «السماء انفجرت ومات الطفل ضيف».
إن القصف الجوي الذي تعرضت له بغداد مؤخرا أسفر عن مقتل الطفل ضيف الذي لم يتجاوز عمر الزهور، وتحت عنوان «النشاط الاجتماعي في العراق» كتب هارولد ميرسون مقالا قال فيه إن الإدارة الأمريكية التي تتحدث عن اعتزامها إعادة بناء العراق بعد أن تدمره بحربها تتجاهل فشلها في إعادة بناء أفغانستان رغم أنها ملأت الدنيا ضجيجا بتلك المزاعم التي لم تتحقق لذلك فأنا أشك تماما في أن تفعل هذه الإدارة ما تقوله بالنسبة للعراق.
«نيويورك تايمز»
أولت اهتماما واضحا بالمواجهة بين الفرقة الثالثة مشاة الأمريكية وعناصر الحرس الجمهوري العراقي حول العاصمة بغداد.
وقالت إن القوات الأمريكية شنت أول هجوم لها على مواقع الحرس الجمهوري جنوب العاصمة العراقية. وأضافت: ان هذه المواجهة ليست المعركة الحاسمة ولكنها تأتي في إطار الاستعداد للمعركة التي يؤكد الخبراء والعسكريون أنها ستحدد مصير الحرب بصورة كبيرة.
وفي تحليل تحت عنوان «توقف عملياتي» قالت إن قائد القيادة المركزية الأمريكية الذي يقود الحرب الحالية ضد العراق الجنرال تومي فرانكس نفى أن تكون القوات الأمريكية قد أوقفت عملياتها ضد العراقيين، ولكن الحقيقة هي أن القوات الأمريكية اضطرت بالفعل إلى هذا التوقف أمام المقاومة العراقية الشرسة التي نجحت في قطع خطوط الإمدادات للقوات الأمريكية، وعن دقة القنابل الأمريكية نشرت افتتاحية تحمل سؤالا يقول «ما مدى دقة قنابلنا؟».
تقول الافتتاحية إن تزايد أعداد القتلى في صفوف المدنيين العراقيين يثير الكثير من التساؤلات حول مدى دقة الأسلحة الأمريكية التي قيل إنها ذكية، ورغم ذلك يخرج قائد الحرب الأمريكية ليقول إنهم قادرون على تدمير السيارة التي تقف أسفل كوبري دون تدمير الكوبري نفسه. وانتقدت الجريدة هذه التصريحات وقالت إنها كلمات جميلة لكنها خلت من أي دليل؟» كتب بوب هاربرت يقول إنه في الوقت الذي ينصب اهتمام العالم كله على متابعة المواجهات العسكرية بين القوات الأمريكية والبريطانية من ناحية والقوات العراقية من ناحية أخرى، فإن هناك ما هو أكثر أهمية وهو كيف يعيش الشعب العراقي حياته اليومية في ظل هذه المواجهات الدامية. وطالب الكاتب كافة الأطراف بضرورة البحث عن إجابة لهذا السؤال خاصة بعد أن اتضح أن الحرب سوف تستمر أكثر مما كان يتوقع الأمريكيون.
«لوس أنجلوس تايمز»
كغيرها من الصحف الأمريكية أبرزت لوس أنجلوس تايمز المواجهات العسكرية بين العراقيين والأمريكيين. وقالت تحت عنوان «قوات التحالف تقاتل العراقيين في الشوارع» إن القوات البريطانية الأمريكية تخوض حاليا معركة شوارع في مدينة البصرة على الرغم من فشل هذه القوات في اقتحام المدينة.
وتحت عنوان «الأمريكيون يبررون توقفهم بالاستراتيجية» قالت إن العسكريين الأمريكيين يدافعون عن خططهم الحربية في العراق ويؤكدون أن توقف التقدم نحو بغداد مجرد مسألة تكتيكية وليس لها علاقة بمراجعة الخطط الحربية التي زعموا أنها تسير كما هو مرسوم لها.
وفي اشارة لاجتماع زعماء القبائل العراقيين قالت إن زعماء القبائل جاءوا من مختلف المناطق العراقية إلى العاصمة بغداد لعقد مؤتمر مع القيادة العراقية لبحث سبل مقاومة الغزو الأمريكي.
وفي افتتاحية حول استخدام القوات الأمريكية لقذائف اليورانيوم المستنفد ضد القوات العراقية قالت إنه على الرغم من إصرار العسكريين على فاعلية مثل هذه القذائف إلا انه يجب التفكير فيما تمثله من مخاطر على البيئة والسكان حتى بعد الحرب.
«شيكاغو تربيون»
تابعت العمليات العسكرية للقوات الأمريكية و قالت انها تخوض معركة شوارع في مدينة الهندية على بعد خمسين ميلا جنوب العاصمة بغداد.
وتحت عنوان «فرانكس يعترف بتذبذب الحرب» قالت الصحيفة إن الجنرال تومي فرانكس اعترف بأن المقاومة العراقية التي تواجهها القوات الأمريكية أدت إلى عرقلة تقدم هذه القوات وأن سير المعارك يأخذ شكلا متذبذبا بسبب هذه المقاومة.
وتحت عنوان الولايات المتحدة لا تستطيع معالجة صورتها كقوة استعمارية نشرت مقالا جاء فيه أن اغلبية الرأي العام العربي ترى أن أمريكا هي التي دبرت مؤامرة هجمات الحادي عشر من سبتمبر وهو موقف غير قاصر على العرب وحدهم بل إن هناك أصواتا أمريكية وأوروبية ترى نفس الرأي.
وأضاف المقال أنه إذا كانت أمريكا ترى أن هناك صعوبات في تحقيق الانتصار على العراق خلال الحرب الدائرة حاليا فإن الصعوبات الحقيقية سوف تظهر عندما تحاول الولايات المتحدة التغلب على الصورة السلبية المنشرة عنها لدى العرب، فهي بالنسبة لهم قوة استعمارية خاضعة لسيطرة اللوبي اليهودي على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية.
|