في خدمة الصهيونية

تابع كبار المتنفذين اليهود بارتياح وزير الخارجية الأمريكي وهو يندد امامهم بسوريا وإيران مدعياً انهما تدعمان القيادة العراقية وترسلان الاسلحة والرجال للقتال ضد القوات الأمريكية والبريطانية.
واستجاب الوزير الأمريكي ل «موجبات» مثل هذا اللقاء اليهودي الكبير الذي تم في واشنطن أوائل الاسبوع الجاري وحرص على اسماع رؤساء الجماعات اليهودية الكبيرة كل ما يسعدهم، وهكذا فقد تواترت على لسانه كل عبارات التهديد والوعيد لسوريا وايران كما حرص على تدبيج كلمته بكل الأوصاف الإرهابية التي الصقها بالبلدين.
وفي العلاقة العضوية بين هذه الجماعات اليهودية وواشنطن فإن الأولوية دائماً لتطلعات هذه الجماعات ذات النفوذ الكبير في دوائر القرار الامريكي، وترى هذه الجماعات انها تضطلع حالياً بعمل كبير في الحرب الدائرة في العراق ينصب اساساً على تأجيج نيرانها واتساع نطاقها بحيث تشمل جميع هؤلاء الذين يقلقون الوجود الإسرائيلي في المنطقة أو الذين يسعون إلى تجريد اسرائيل مما سرقته طوال أكثر من خمسة عقود من أراضٍ وممتلكات عربية..
ويتجاوز الدور الصهيوني في هذه الحرب مجرد مثل هذه اللقاءات إلى التدخل فعلياً لاقصاء الذين يعارضون الحرب في دوائر القرار الأمريكي حيث تم إجبار نائب بالكونجرس على ترك منصبه لانه انتقد اندفاع واشنطن الى حرب العراق قبل اندلاعها.
وتأتي الاتهامات الجديدة لسوريا وإيران في فترة من التخبط العسكري داخل ميادين القتال حيث يشتد الجدل بين وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد وجنرالات وزارته الذين يتهمون رامسفيلد بالقصور فيما يتصل بالأمور العسكرية، الأمر الذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تمثلت بصفة خاصة في مسائل تتعلق بالامدادات وعدد القوات وبرنامج الحرب.. وهكذا فإن مثل هذه التصريحات التي اطلقها باول ضد سوريا وإيران ترمي أيضا إلى صرف الانظار بعيداً عن المصاعب التي تواجه الامريكيين على ارض العراق إلى جانب خدمة الأهداف الإسرائيلية والصهيونية.