Tuesday 1st april,2003 11142العدد الثلاثاء 29 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
محطات
شاكر سليمان شكوري

1- لا أظنك في حاجة عزيزي القارىء إلى صداع جديد.. فالساحة كاملة العدد، من حيث المحللين والمنظرين والفلاسفة.. حتى في الأمور العسكرية التي يدق فهمها أحياناً على بعض المتخصصين. قلِّب صفحات الجرائد ومحطات البث الأرضية والفضائية وسوف تصاب بالدوار، ومع عدم إغفال وجود السمين إلى جانب الغث دائما، فإن أصحاب البضاعة من الصنف الثاني يدعونك للاعتقاد بأن مهنة التحليل والتنظير من الممكن أن تصبح مهنة من لا مهنة له! في بعض هذه التنظيرات والتحليلات سوف تكتشف التناقضات بالطبع، لكن الأدهى أنك بعد جرعات التحليل والتهبيل قد تسمع خاتمة تدعوك إلى نسيان كل ما سبق.. وهي شفافية نحمدها في ذلك الذي يختم حديثه على شاكلة «لا شيء مؤكد بعد.. وإنما هي احتمالات» أو «على كل حال.. أنا بعيد عن موقع التفجير وعلينا جميعاً السائل والمسؤول أن ننتظر لنعرف الحقيقة»! ولكنا أيضاً نأسي على الوقت المرهون من مساحة التفكير في انتظار المجهول، الذي يظل مجهولاً، وربما وهنا الخطورة يتحوَّل ذلك المجهول إلى شائعة، فتلك الفزلكات، والاختلاقات لتحقيق السبق الإعلامي دون التدقيق، من أهم البؤر التي قد تنمو من قلبها وتصنع من موادها أخطر الشائعات بحسن النية حينا وحينا بعكس ذلك. وإذا كان لنا كلمة للذين يستغرقون المساحات والساعات في أطروحات فرضية مجهلة، تترتب عليها أحياناً مشاريع الشائعات، فإننا نحيلهم إلى أن أحد الأئمة الأربعة في الرواية المشهورة استفتى في مائة مسألة فأجاب عن عدد غير قليل منها دونما حرج بقوله «لا أعلم»!
2- ولن تمل الأقلام الوطنية الواعية من التنبيه إلى حتمية التآزر المجتمعي، والتأكيد على أن وحدة الصف خلف قيادتنا الحكيمة هي ملاذنا في خضم هذا الزخم المخلوط بين الحقيقة والزيف، من ذلك ما كتبه الأستاذ صالح الشيحي في جريدة «الوطن» قبل أيام ضمن عموده اليومي يؤكد دعوة كل العقلاء إلى نبذ التعاطي مع الإشاعة، صناعة، أو ترويجا، أو استقبالاً، وهذا أمر جميل، لكني أعتقد أن استدلال الكاتب شابه القصور عندما اعتبرها شائعة.. {وّقّالّ نٌسًوّةِ فٌي المّدٌينّةٌ امًرّأّةٍ العّزٌيزٌ تٍرّاوٌدٍ فّتّاهّا عّن نَّفًسٌهٌ قّدً شّغّفّهّا حٍبَْا إنَّا لّنّرّاهّا فٌي ضّلالُ مٍَبٌينُ} مع أنها حقيقة اعترفت بها امرأة العزيز في قولها {قّالّتٌ امًرّأّتٍ العّزٌيزٌ الآنّ حّصًحّصّ الحّقٍَ أّنّا رّاوّدتٍَهٍ عّن نَّفًسٌهٌ وّإنَّهٍ لّمٌنّ الصَّادٌقٌينّ} .
3 في بيانات الحرب الدائرة الآن.. أصبحنا نسمع كثيراً الإعلان عن مزيد من الضحايا وكثير من الخسائر نتيجة أخطاء.. الأصدقاء.
2- «يتسلل بوح الحروف في دفئه الهادىء إلى أعماق صقيع القمة مزيحا جمود المعنى في بيات الكلمات.. ينتشلها لتطفو على السطح.. يخرجها من الضيق للمتسع.. يلاعبها بحبر القلم.. يداعبها في تعداد السطور.. تتعانق كفوف.. الحرف.. في سلام الكلمة.. وبيت المعنى.. حرارة بوح

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved