|
1- لا أظنك في حاجة عزيزي القارىء إلى صداع جديد.. فالساحة كاملة العدد، من حيث المحللين والمنظرين والفلاسفة.. حتى في الأمور العسكرية التي يدق فهمها أحياناً على بعض المتخصصين. قلِّب صفحات الجرائد ومحطات البث الأرضية والفضائية وسوف تصاب بالدوار، ومع عدم إغفال وجود السمين إلى جانب الغث دائما، فإن أصحاب البضاعة من الصنف الثاني يدعونك للاعتقاد بأن مهنة التحليل والتنظير من الممكن أن تصبح مهنة من لا مهنة له! في بعض هذه التنظيرات والتحليلات سوف تكتشف التناقضات بالطبع، لكن الأدهى أنك بعد جرعات التحليل والتهبيل قد تسمع خاتمة تدعوك إلى نسيان كل ما سبق.. وهي شفافية نحمدها في ذلك الذي يختم حديثه على شاكلة «لا شيء مؤكد بعد.. وإنما هي احتمالات» أو «على كل حال.. أنا بعيد عن موقع التفجير وعلينا جميعاً السائل والمسؤول أن ننتظر لنعرف الحقيقة»! ولكنا أيضاً نأسي على الوقت المرهون من مساحة التفكير في انتظار المجهول، الذي يظل مجهولاً، وربما وهنا الخطورة يتحوَّل ذلك المجهول إلى شائعة، فتلك الفزلكات، والاختلاقات لتحقيق السبق الإعلامي دون التدقيق، من أهم البؤر التي قد تنمو من قلبها وتصنع من موادها أخطر الشائعات بحسن النية حينا وحينا بعكس ذلك. وإذا كان لنا كلمة للذين يستغرقون المساحات والساعات في أطروحات فرضية مجهلة، تترتب عليها أحياناً مشاريع الشائعات، فإننا نحيلهم إلى أن أحد الأئمة الأربعة في الرواية المشهورة استفتى في مائة مسألة فأجاب عن عدد غير قليل منها دونما حرج بقوله «لا أعلم»! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |