Tuesday 1st april,2003 11142العدد الثلاثاء 29 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
الشراهة في الإنفاق
عبدالرحمن بن سعد السماري

شيئان مزعجان.. وربما كانا وراء بعض المشاكل الاقتصادية لبعض الأسر أو بعض الأشخاص.. هما.. التقسيط.. والتخفيضات.
* نعم.. مشكلة البعض عندما يقرأ أي إعلان عن تخفيضات وفي أي بضاعة كانت.. حتى ولو كان لا يريدها ولا يحتاجها.. بل لا يمكن أن يحتاجها طوال حياته..
* أقول.. متى قرأ هذا الإعلان توجه وملأ سيارته من هذه البضائع التي ملأت أرجاء المنزل دون أدنى حاجة.. وتظل فاتورة كبيرة حمَّلها ميزانيته في أمور غير محسوبة ولم تخطر على باله.
* وهكذا عندما يقرأ بعضهم إعلانات التقسيط.. تجده يتجه إلى هذه الشركات ويأخذ.. وينسى أن دخله حتى لو كان عشرة آلاف ريال شهرياً.. هو في الأصل دخل محدود.. فألفان هنا.. وألفان هناك.. وألفان لشركة الكهرباء.. وخمسة جوالات بخمسة آلاف ريال.. وينتهي «الرْوِيتب» بل يصبح مديناً في أكثر الأحوال.
* نعم.. هناك من لا يحسن التصرف في راتبه.. ويدخل نفسه في مشاكل وقضايا مالية صعبة.. ويدخل نفسه في دوامة.. بل دوامات لا تنتهي.. لأنه لا يعرف أن راتبه دخل محدود للغاية مهما بلغ الرقم.
* هذا «الرويتب» مهما تعاظم رقمه.. ينتهي مع توزيعه على شركات التقسيط التي ملأت البلد وشجعت الناس على الشراء.
* بعضهم.. منزله بالتقسيط.. وسيارته بالتقسيط.. وأثاث المنزل بالتقسيط.. وعليه قروض للبنك بالتقسيط.. وبطاقات الائتمان يسدد لها بالتقسيط.. ولا تنس الخباز والبقال «اللّي يسجلون على الذمة؟!!» وهكذا هو يدخل نفسه في دوامة مالية صعبة تجعله عرضة للسجن في أي لحظة.. وعرضة للمساءلة والعقاب عن هذا التفريط الكبير.. فالناس لن تترك حقوقها.. ولن تجعله يرتاح يوماً واحداً وحقوقهم في ذمته..
* إن الإنسان العاقل.. هو الذي يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على الشراء.. ولا يستهين بهذه التسهيلات التي كانت وراء دخول البعض للسجن وضياع مستقبله ومستقبل أولاده.
* لقد نشطت في السنوات الأخيرة ظاهرة التقسيط.. وهي ظاهرة ضررها أكثر من نفعها.. حيث ورَّطت الكثير من البشر وأدخلتهم في مشاكل كثيرة وشجعتهم على الشراهة في الشراء.. لأنهم لم يدركوا بعد حجم العواقب.
* اليوم.. الأراضي بالتقسيط.. والبناء بالتقسيط.. وفلل بالتقسيط.. وشقق بالتقسيط.. وكل السيارات.. حتى «الفياجرا» بالتقسيط.. حتى التذاكر يمكن أن تقسط عليك.. ولم يبق سوى مهر العروس.. بل يمكن ذلك متى اقترضت من البنك أو من أحد «الدَّيَّانة».
* والبنوك اليوم.. تتنافس على الإقراض وعلى منح البطاقات بطاقات الائتمان حتى لمن لم يطلبها.. إذ قد تفاجأ بها وصلتك في صندوق البريد لتشجيعك على الشراء والصرف بنهم.. حتى ولو لم تكن محتاجاً.
* إنها أمراض اقتصادية يجب التنبه لها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved