Tuesday 1st april,2003 11142العدد الثلاثاء 29 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حذر وترقب في الكويت تحسباً لتطورات الحرب حذر وترقب في الكويت تحسباً لتطورات الحرب
العراقيون بين مطرقة الحرب وسندان الحصار

* بغداد - الكويت - القاهرة - أ.ش.أ:
مع دخول الحرب على العراق يومها الثاني عشر وتزايد الحملة الأمريكية /البريطانية الشرسة على العاصمة العراقية بغداد.. تتزايد المخاوف من احتمالات تعرض سكانها لظروف معيشية سيئة خلال الأيام المقبلة نتيجة عدم كفاية المؤن الغذائية والدوائية.
وعلى الرغم من موافقة مجلس الأمن الدولي على العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء وفق صيغة جديدة قوبلت بالرفض من الجانب العراقي إلا أن وصول مؤن غذائية ودوائية بشكل فعلي الى العراق سيأخذ وقتا أطول مع استمرار تصاعد وتيرة العمليات العسكرية على الأراضي العراقية.
ويرى المراقبون أن توزيع الحكومة العراقية حصصاً تموينية على العراقيين قبل اندلاع الحرب لتكفيهم لمدة ستة أشهر أمر غير كاف مقارنة بحجم هذه الحصص والتي تقل فعليا عن احتياجات الأسر العراقية.. كما أن شراء احتياجات العراقيين من الأسواق مسألة تحتاج الى أموال كثيرة وهو ما لا يتوفر لدى المواطن العراقي البسيط.
يأتي ذلك في الوقت الذي هبط فيه سعر صرف الدينار العراقي لمستويات متدنية للغاية تتأرجح ما بين ألفين وثلاثة آلاف دينار عراقي للدولار الواحد فيما كان سعر الدينار العراقي الواحد يبلغ 2 ،3 دولار أمريكي قبل الغزو العراقي للكويت.
والمعروف أن العراق قد طبق بعد نهاية حرب الخليج الثانية في عام 1991م وتحديدا في عام 1992م نظام البطاقة التموينية المدعمة والتي يصرف المواطن العراقي بمقتضاها شهريا سلعا رئيسية.
وقد استمر العمل بهذا النظام بعد تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء في عام 1996م حيث زادت حجم الكميات التي تصرف للعراقيين بموجب هذه البطاقة وان كانت أيضا لا تكفى كل احتياجات المواطن العراقي.
ورغم تأكيدات السلطات العراقية المعنية على تدفق السيارات حاملة المواد الغذائية من بغداد الى جميع المحافظات. فان المؤشرات الأولى تظهر ان هناك نقصا في حجم هذه المؤن فضلا عن تدمير القوات الأمريكية والبريطانية لمخزن كامل للمواد الغذائية بالبصرة كان يكفي سكانها لمدة عام وذلك حسبما أشارت السلطات العراقية.
ويضم المخزن نحو 75 ألفا و900 طن من المواد الغذائية الى جانب تدمير مستودعات مواد الاغاثة في البصرة وشبكات المياه النظيفة فضلا عن قصف مخزن آخر لقطع غيار احدى شبكات الصرف الأمر الذي ترتب عليه نقص حاد في مياه الشرب النظيفة في المدينة.
وتقول السلطات العراقية ان مستحقاتها من عائدات النفط مقابل الغذاء الموجودة حاليا في حساب العراق تبلغ 21 مليار دولار منها ما قيمته 8 مليارات و317 مليون دولار قيمة غذاء ودواء قيد الشحن ومنها ما وصلت الى الحدود وتم تعطيل دخولها الى العراق.. كما أن هناك ما قيمته 7 مليارات و387 مليون دولار عقود أغذية وادوية لازالت معلقة لدى الأمم المتحدة.
ويتهم العراق الأمم المتحدة بتسيير برنامج النفط مقابل الغذاء حسبما تريد واشنطن وتجاهل الحكومة العراقية وهو أمر يزعج بغداد كثيرا.. ففي الوقت الذي لا يكترث فيه مجلس الأمن بالحرب الدائرة ضد العراق يوافق على استئناف العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء بالشكل الذي يصب في صاع أمريكا وبريطانيا.
وهناك مخاوف كبيرة جراء استمرار القصف على بغداد وأن تتأثر المخازن العراقية التي تحتوي على المؤن الغذائية أو يتم تدميرها الأمر الذي يهدد الحياة المعيشية للمواطنين على نحو خطير.
أما بالنسبة للمخزون الدوائي.. فعلى الأرجح أن استمرار تزايد أعمال القصف سيقابلها نقص حاد في المخزون الدوائي وبالتالي تعريض حياة العراقيين للخطر.. وفي ضوء هذا النقص وتزايد الاصابات جراء استمرار القصف فان بغداد ستواجه كارثة صحية خاصة اذا ما أصاب مياهها التلوث أو اذا تعرضت بنيتها التحتية لأعمال القصف وهذا وارد في اطار تصاعد وتيرة العمليات العسكرية.
ولعل رهان التحالف الأنجلوأمريكي على سياسة تأليب العراقيين ضد قيادته من خلال سياسة القصف والترهيب والحصار والتجويع قد فشلت حتى الآن في أن تؤتي ثمارها بل أتت بنتائج عكسية تمثلت في قتل المدنيين العزل ووقوف المواطنين العراقيين في خندق واحد في مواجهة قوات التحالف الغاشم.
من جهة أخرى لم تشعر الكويت بالحرب إلا منذ السبت الماضي بعد سقوط أول صاروخ عراقي وانفجاره في منطقة حيوية وهامة وسط مدينة الكويت مستهدفا «سوق شرق» الذي يضم عشرات المحلات التجارية وسينما السوق.
ويعد سوق شرق من المناطق الحيوية الهامة في مدينة الكويت يرتادها يوميا الكثير من المواطنين والمقيمين طوال النهار وحتى ساعات متأخرة من الليل إلا أن القدر شاء أن ينصرف مرتادوها في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل قبل اطلاق الصاروخ بخمس وأربعين دقيقة فقط.
وقد أدى الحادث الى اصابة مواطنين مصريين باصابات بسيطة تم علاجهما في اليوم نفسه وقال أحدهما ويدعى ياسر مصطفى مصطفى ويعمل حارس أمن بالسوق ان مدير أمن السوق طلب من أصحاب المحال التجارية والمقاهي المنتشرة في السوق على مياه الخليج الانصراف مشيرا الى ان الجميع انصرف بالفعل ولولا ذلك لأسفر الحادث عن سقوط المئات من الضحايا إلا أن العناية الإلهية تدخلت ولحسن الحظ غادر كل الموجودين المكان.
وقد جدد سقوط هذا الصاروخ الخوف لدى المواطنين والمقيمين بعد أن كان الخوف قد زال بالفعل بعد يومين على بدء الحرب بالرغم من أنه لم يمر يوم واحد دون اطلاق صافرات الانذار بوقوع خطر بسبب اطلاق صاروخ قادم من الأراضي العراقية في اتجاه الأجواء الكويتية.
الشعور بالاطمئنان كان يرتفع يوما بعد يوم بسبب نجاح قوات الدفاع الجوي الكويتي في التصدى لكل الصواريخ العراقية التي أطلقت في اتجاه الكويت وتدمير معظمها في الصحراء شمال الكويت أو سقطت في البحر أو في مناطق غير آهلة بالسكان مما أدخل الأمان والاطمئنان في نفوس سكان دولة الكويت.
ويعد هذا الصاروخ رقم 16 ضمن سلسلة الصواريخ التي أطلقها العراق على الكويت منذ اليوم الأول للحرب مما تسبب في عودة الخوف والحذر إلا انه رغم ذلك تسير الحياة الطبيعية في دولة الكويت بشكلها المعتاد والكل يذهب الى عمله سواء في الحكومة أو القطاع الخاص فيما عادت الجامعة والمدارس الحكومية الثانوية الى استئناف الدراسة اعتبارا من أول أمس السبت وكذلك يعمل القطاع المصرفي والبورصة كالمعتاد.
وقد ساد من جديد اطمئنان سكان الكويت «مواطنين ومقيمين» لاعلان الشيخ صباح الأحمد النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخاريجة الكويتي ان الكويت نصبت منظومة صواريخ جديدة مهمتها التصدي لهذا النوع من الصواريخ كالذي سقط في سوق شرق مما عكس حالة من الاطمئنان لدى الكويتيين والمقيمين زاد من درجتها تأكيد الشيخ جابر المبارك الصباح وزير الدفاع الكويتي أن ما حدث في سوق شرق التجاري لن يتكرر مرة ثانية واشارته الى ان الجيش الكويتي اتخذ كافة الاجراءات الضرورية لمنع تكرار مثل هذا الأمر.
وبالرغم من تعرض الكويت لصاروخ عراقي طال لأول مرة منطقة حيوية يتردد عليها الكثير من المواطنين والمقيمين وتعد من المتنزهات الراقية التي يقبل عليها الناس إلا أن ذلك زاد من عزيمة الكويتيين في تقبل أي مخاطر وفي ترقب وانتظار حتى تأتي ساعة الخلاص من نظام غزا دولتهم واحتلها لمدة سبعة شهور.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved