* بغداد الوكالات:
مع دخول الحرب في العراق يومها الثاني عشر استأنفت قوات الغزو لليوم الثالث على التوالي موجة قصف عنيفة للعاصمة العراقية بغداد والبصرة والموصل والناصرية.
وحلّقت الطائرات الامريكية على ارتفاع منخفض صباح امس الاثنين فوق العاصمة العراقية بعد ليلة من القصف المتواصل الذي شهد اول استخدام في وقت واحد لثلاثة انواع من القاذفات الثقيلة في سلاح الجو الامريكي.
وأصاب صاروخ كروز امريكي في الساعات المبكرة من الصباح مبنى وزارة الاعلام العراقية فيما وقعت انفجارات اخرى في قصر رئاسي يستخدمه قصي نجل الرئيس العراقي صدام حسين مع دخول الحرب يومها الثاني عشر.
وسمع دوي انفجار ضخم من وسط المدينة، كما ترددت اصوات الانفجارات من الضواحي الجنوبية، واستهدفت غارات اخرى مدينة الموصل الشمالية.
وأصاب صاروخ كروز سقف وزارة الاعلام في غارة ليلية وحطم بعض الالواح الزجاجية المتبقية واضر بأطباق الاتصال عبر الاقمار الصناعية، وهذا ثاني هجوم خلال ثلاثة ايام يستهدف مقار اعلامية حكومية، واشعل القصف حريقا قرب مبنى الوزارة.
وتزايدت حدة الغارات الجوية خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، وقالت القيادة المركزية للحرب في قطر في بيان امس ان الغارات الليلية نفذتها قاذفات «بي-1» و«بي-2» و«بي-52» في تجمع «تاريخي للقاذفات»، حيث كانت المرة الاولى التي تستخدم فيها الانواع الثلاثة من الطائرات لقصف مكان واحد في نفس الوقت.
وبعد هجوم يوم السبت على الوزارة الذي تسبب في الحاق اضرار بملحق يضم مكاتب مؤسسات اعلامية كثيرة نقلت الحكومة المؤتمرات الصحفية الى فندق قريب.
وهزت ثلاثة انفجارات عنيفة وسط بغداد مما أسفر عن نشوب حريق ضخم قرب مجمع الوزارة.
ومع استحالة معرفة ما اذا كان الصاروخ الحق إصابة مباشرة بالوزارة قال شهود عيان إن مبنى الوزراة اصيب فيما يبدو باضرار اخرى.
ومن بين المستهدفين في الهجوم على الشطرة جنوبي الناصرية علي حسن المجيد أو «علي الكيماوي» وهو ابن عم الرئيس صدام حسين والذي تم تكليفه بقيادة الجبهة الجنوبية، واشتهر المجيد باسم «علي الكيماوي» بعد اشرافه على استخدام الغازات السامة ضد قرى كردية عام 1988.
وقال مراسل رويترز شون ماجواير ان «الطائرات الامريكية اسقطت قنابل موجهة بشكل دقيق على اربعة اهداف في الشطرة، الدبابات وناقلات الجنود المدرعة دخلت بعد ذلك الى طرف البلدة في حين اطلقت مروحيات نيران الرشاشات الثقيلة على مواقع الاهداف المتأثرة وسط الركام».
وتعرضت بغداد لغارات جوية متكررة منذ بدء الحرب وزادت كثافة الغارات الجوية منذ يوم السبت مع تركز القصف على مناطق جنوبي وشرقي بغداد، حيث يعتقد ان وحدات قوات الحرس الجمهوري تتحصن للدفاع عن العاصمة.
وبعد هجوم يوم السبت على الوزارة الذي تسبب في الحاق اضرار بملحق يضم مكاتب مؤسسات إعلامية كثيرة من بينها رويترز، تعقد الحكومة حالياً المؤتمرات الصحفية في فندق قريب.
وقبل انتصاف ليل الاحد شب حريق هائل قرب وسط بغداد مطلقاً سحباً من الدخان الاسود بعد اشعال أحد الخنادق المملوءة بالنفط على أمل عرقلة الضربات الجوية الامريكية والبريطانية.
وواصلت الطائرات الامريكية والبريطانية بلا هوادة موجات القصف على العاصمة العراقية بغداد يوم الاحد لتضرب الاحياء الجنوبية والشرقية والوسطى من المدينة.
ومع حلول الظلام في اليوم الحادي عشر من الحرب التي تهدف الى الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وعقب الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي قال مراسلون بالعاصمة ان اربعة انفجارات هزت قلب المدينة.
وسمع ازيز المقاتلات في السماء فيما انطلقت النيران المضادة للطائرات من مواقع دفاعية ارضية، وتزايدت وتيرة الانفجارات التي تدوي في الاطراف الجنوبية للمدينة بعد ظهر يوم الاحد.
وفي واشنطن قال الجيش الامريكي انه تم قصف موقع التدريب الرئيسي لقوات الفدائيين «فدائيو صدام» بشرق بغداد وقصر رئاسي ومجمع للاستخبارات وموقع لصواريخ ارض جو.
وقال جوزيف لوجان مراسل رويترز الذي يراقب مدينة كركوك الاستراتيجية الغنية بالنفط من مكان على بعد 30 كيلومترا شمال شرقي المدينة انه سمع دوي ما لا يقل عن خمسة انفجارات ضخمة تأتي من جهة المدينة.
وقال مراسلون لتلفزيون الجزيرة ان انفجارات وقعت ليلاً وهزت ايضاً مدينتي الموصل بشمال العراق والبصرة في جنوبه.
ومن قرية كلك الواقعة في منطقة تحت سيطرة الاكراد بشمال العراق شاهد سيباستيان اليسون مراسل رويترز اسرابا من القاذفات الثقيلة طراز بي-52 وهي تسقط قنابلها.
وسقطت القنابل في اتجاه مدينة الموصل التي تبعد نحو 40 كيلومترا الى الغرب من كلك وكركوك العاصمة النفطية الشمالية الى الجنوب من كلك.
وفي البصرة قال اهالي المدينة ان قبضة الرئيس العراقي صدام حسين لا تزال قوية بالرغم من حصار فعلي تفرضه قوات امريكية وبريطانية.
وتتعرض البصرة التي يقطنها 5 ،1 مليون للضرب بالقنابل من الطائرات المقاتلة والقصف منذ بداية الغزو لكن يبدو ان الهجمات لم تؤد إلا الى زيادة غضب السكان المدنيين الذين يزداد التفافهم حول الرئيس صدام حسين حتى ان كانوا يخشون شرطته السرية. وتعرضت مدينة الموصل شمال العراق، صباح امس الاثنين لثلاث غارات استهدف آخرها وسط المدينة فيما تركزت الغارتان السابقتان على اطراف المدينة وفق مراسل مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية في المدينة الذي لم يشر الى وقوع اصابات.
|