* واشنطن ا.ف.ب:
في ظل الصراع المحتدم في وزارة الدفاع الامريكي بين مجموعة المدنيين بقيادة الوزير دونالد رامسفيلد والعسكريين دعا سيناتور امريكي المدنيين الى الاصغاء اكثر الى القيادة العسكرية على الارض في العراق، من دون ان يذكر بالاسم وزير الدفاع، غير ان رامسفيلد سعى، من جانبه، الى التشكيك في صحة المقالات الصحفية التي انتقدته، وقال السناتور الجمهوري تشاك هيغيل في مقابلة مع محطة «سي.ان.ان» التلفزيونية الامريكية «النصيحة الوحيدة التي اوجهها الى المسؤولين المدنيين في البنتاغون هي الاصغاء اكثر الى العسكريين الذين يقودون العمليات على الارض».
واوضح «لقد ازعجتني بعض الشيء لهجة الازدراء التي يستخدمها بعض المسؤولين المدنيين في ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش عندما يتحدثون عن القادة العسكريين على الارض ويقولون خصوصاً ان آراءهم حول الحرب، محدودة، و سطحية، او حتى منعزلة».
ورفض التحديد رداً على سؤال، ما اذا كان يعني بكلامه وزير الدفاع دونالد رامسفلد».
واضاف هيغيل، وهو سيناتور عن ولاية نبراسكا شارك في حرب فيتنام، «لدي ثقة كبيرة بقادتنا العسكريين وهؤلاء الاشخاص، مثل تومي فرانكس «قائد القوات الامريكية في الخليج»، سبق ان شاركوا في حروب فضلاً عن القادة العسكريين على الارض».
وقال هيغيل «دعوني اذكركم ان آراء القيادة العسكرية في عمليات قد يقتل فيها جنودنا او يقتلون فيها العدو، مهمة ويجب عدم تجاهلها».
واضاف «جل ما اقوله هو ان على المسؤولين المدنيين في البنتاغون الامتناع عن التصريح باشياء عندما يكون قادتهم العسكريون على الارض يقودون القوات في المعركة»، مشدداً على «ضرورة ان يصغوا بإمعان».
وتفيد مجلة «نيويوركر» في عددها الصادر الاثنين ان عدة خبراء في الاستراتيجية في البنتاغون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، اخذوا على رامسفلد استخفافه خلال الاعداد للحرب متجاهلاً توصياتهم وتوصيات تومي فرانكس الداعية الى زيادة عدد الوحدات الضرورية لشن الحرب.
ومن جانبه فقد سعى وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد الى التشكيك في صحة المقالات الصحافية التي نقلت انتقادات لمسؤولين عسكريين كبار قالوا انه تدخل لجعل عدد القوات المشاركة في الحرب في العراق محدوداً، واصفاً إياها بانها «نسج خيال» من قبل «اشخاص يلعبون لعبة فك الالغاز».
وقال رامسفلد ردا على سؤال بشأن مقال نشرته مجلة «نيويوركر» في عددها الصادر امس الاثنين، «هذا غير صحيح، هذا غير صحيح بتاتاً».
وجاء في المقال ان خططاً عرضت ست مرات على وزير الدفاع الامريكي الذي رفضها، مطالباً بخفض عديد القوات التي ستشارك في الحرب.
وشن رامسفلد في مقابلة مع محطة «ايه.بي.سي» هجوماً مضاداً بقوله «ما ترونه نسج خيال، انهم اشخاص يلعبون لعبة فك الالغاز».
في المقابل حاول رامسفلد ان يأخذ مسافة من خطة الهجوم المعتمدة في العراق، مؤكداً ان «الخطة التي لدينا هي خطة وضعها» الجنرال تومي فرانكس قائد العمليات في العراق.
واوضح رامسفلد «انها خطته وقد اقرها اعضاء هيئة الاركان وكل عضو قال انها قابلة للتنفيذ وهم يدعمونه».
كما رد رامسفلد على اسئلة حول مقال آخر نشرته صحيفة «واشنطن بوست» يوم الاحد مستندة فيه إلى تصريحات اكثر من 13 ضابطاً امريكياً حملوا رامسفلد مسؤولية نشر وحدات لا تتناسب قوتها مع عملية برية.
وكتبت الصحيفة ان المسؤولين المدنيين المحيطين برامسفلد «اعادوا ترتيب» الخطة لانهم لا يثقون بالمسؤولين العسكريين وكانوا يريدون ان يثبتوا ان قوة خفيفة ومتحركة قادرة على هزم العراقيين.
وقال ضابط للصحيفة طالباً عدم الكشف عن هويته ان «المدنيين في مكتب رامسفلد اعترضوا على الاولويات وترتيب انتشار القوات المشتركة في المنطقة كما وضعها العسكريون وعدلوا الاولويات خدمة لاولوياتهم».
واوضح هذا المسؤول الذي اوردت كلامه الصحيفة ان «عملهم هذا احدث خللاً في الجدول الزمني لوصول العناصر وعتادهم والتمازج الجيد بين وحدات القتال ووحدات الدعم».
وقال مسؤول عسكري آخر طالباً عدم الكشف عن هويته لمجلة «نيويوركر» «كان رامسفلد يظن انه يعرف اكثر منها، وهو الذي اتخذ القرارات في كل مرحلة» من مراحل الاعداد للعملية.
واعتبر رامسفلد الاحد «الناس الذين يعلقون على خطة الحرب هم على الارجح اناس لم يروا الحرب ابداً، اذا طرحتم السؤال على الجنرال فرانكس «تومي فرانكس قائد العمليات في العراق» لأكد لكم انه لا شيء طلبه ولم يحصل عليه».
وشدد خلال عدة برامج تلفزيونية استضافته ان «الخطة ممتازة وانا فخور ان تنسب الي لكن هذا ليس عدلاً لان الجنرال تومي فرانكس قائد العمليات في العراق هو الذي وضع الجزء الاكبر منها».
لكنه اضاف ان الجنرال فرانكس وضع الخطة بالتعاون الوثيق معه ومع رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية الجنرال ريتشارد مايرز ومجلس الامن القومي في البيت الابيض والرئيس جورج بوش.
|