Tuesday 1st april,2003 11142العدد الثلاثاء 29 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركز حمد الجاسر الثقافي والدور المنتظر ثقافياً! مركز حمد الجاسر الثقافي والدور المنتظر ثقافياً!
الخويطر: نفتخر برئاسة الأمير سلمان لمؤسسة حمد الجاسر ونؤمل نجاحها
العواجي: مؤسسة الجاسر وليدة تلاحم بين الحب الإنساني والالتزام المعرفي
الضبيب:لا بد أن تتخرج من هذا المركز أجيال تشربت حب التراث العربي

إعداد: البندري بنت مطلق العتيبي
باستطاعتك أن تكتب ما تريد عن مؤسسة حمد الجاسر.. لكن بالتأكيد ليس باستطاعتك أن تكتب كل ما تريد عن هذا الهرم الثقافي!!
كل ما أريد قوله: ان محبي الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - وأبناءه هدفوا من خلال إنشاء هذه المؤسسة الثقافية إلى المحافظة على ما قدمه الشيخ حمد - رحمه الله - من عطاء ومؤلفات، أقل ما يقال عنها انها خدمت التراث العربي والحركة الثقافية.
لذلك هذه المؤسسة الثقافية التي يتولى رئاستها الفخرية صاحب السمو الملكي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، وكما تم إعلان مجلس أمنائها الذي ضم نخبة من رجال الفكر والأدب الأكفاء في وطننا الغالي.
الخويطر
* في البداية توجهنا لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر - رئيس مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية - بتساؤل: كيف تنظر للرئاسة الفخرية لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية؟؟ فأجاب:
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لا يتصل بعمل إلا زانه، ومعروف عن سموه تشجيعه للأمور الخيرة، ذات المردود النافع للمجتمع.وهذه مؤسسة يؤمل من ورائها الخير - إن شاء الله - فيما أنشئت من أجله، والنجاح يساير أي عمل يلتفت إليه سموه، ولا أدل على ذلك من نجاح الجمعيات الخيرية التي يرعاها، والأعمال الثقافية التي يشرف عليها، ومع الافتخار برئاسة سموه لهذه المؤسسة فالأمل وطيد أن تؤتي أكلها وتكون عند حسن ظن سموه.
العواجي:
* ثم انتقلنا بعد ذلك لمعالي الدكتور إبراهيم العواجي - رئيس اللجنتين التأسيسية والتنفيذية - بتساؤل: ما الخطوات العملية القادمة لمؤسسة حمد الجاسر الثقافية؟؟ فأجاب:
مؤسسة حمد الجاسر الثقافية وذراعها: مركز حمد الجاسر الثقافي مؤسسة رائدة فيها تجسيد لعدة معان سامية يحملها مثقفو هذا الوطن - مهد المعرفة - لأن في انشائها تعبير عن حالة تلاحم بين الحب الانساني والالتزام المعرفي والنظرة للغد انطلاقاً من معطيات الأمس واليوم، ربما القول انها مؤسسة وطنية تعنى إضافة إلى التفرغات الثقافية والمعرفية الأخرى، بالتراث الثقافي وهي تجسيد لموقف نبيل وفي من قبل تلاميذ ومحبي ذلك العملاق العالم الباحث المستنير حمد الجاسر تغمده الله برحمته كانت الاستجابة للفكرة سريعة وايجابية تمثلت في تقديم الدعم المادي والمعنوي من شرائح كثيرة من المجتمع لا قصراً على المثقفين والأدباء.لقد انتهت المرحلة الأولى لتأسيس المؤسسة بصدور نظامها ولوائحها الداخلية وبتشكيل مجلس أمنائها من نخبة مميزة من مفكري ومثقفي البلاد من كل مناطقها ومساراتها الأدبية والثقافية ولعل من أهم التطورات في هذه المرحلة موافقة صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض على الرئاسة الفخرية للملجس الذي يرأسه معالي الدكتور الباحث عبدالعزيز الخويطر، ويتولى أمانته الأديب الصديق حمد القاضي مواكباً لهذا يجري الآن تجهيز مقر مؤقت للمركز الثقافي إلى أن يتم انجاز المباني الخاصة به، ويدير المؤسسة رئيسها وأمين عام المركز المهندس معن ابن المرحوم والدنا الشيخ حمد الجاسر ويساعده كنائب الكاتب الأديب الأستاذ سهم الدعجاني وما يحمله برنامج المؤسسة من نشاطات أود أن أتركه لوقته المناسب بعد أول اجتماع لمجلس الأمانة برئاسة سمو الأمير سلمان إن شاء الله.
الضبيب
* بعد ذلك كان لنا هذه الوقفة مع معالي الدكتور أحمد الضبيب عضو مجلس الشورى حول الاسهام المنتظر لمركز حمد الجاسر الثقافي؟؟ فأجاب بقوله:
يأتي انشاء مركز حمد الجاسر الثقافي ليكون رافداً جديداً من روافد، الثقافة في بلادنا، وليسهم مع المركز والمؤسسات الثقافية الأخرى في دعم الثقافة ونشر الوعي والبحث عن الوسائل الناجعة لجعل الثقافة حية متداولة يسهل الوصول إليها والتواصل بين متلقيها في أنحاء الوطن، ومن هنا فإن المثقفين يعلقون الآمال على كل مركز جديد أو ناد يقوم، أو نشاط ثقافي من أي وجه.
ومركز حمد الجاسر الثقافي أجدر به في أول انطلاقته ألا يكرر ما يعمله الآخرون، وأن يختط لنشاطه سبيلاً مبتكرة تقوي السائد من الأنشطة الثقافية وتعضدها، ولكنها لا تتماثل معها، بل تتخذ وجهات لم تطرق، وترود رياضاً لم تتعرض للرعي، وتكمل نقصاً هنا وهناك في بعض فعالياتنا الثقافية، عن طريق الاسهام الجاد والعمل المنظم.
كان حمد الجاسر - رحمه الله - صبوراً، طويل النفس، فعلى المركز إذن أن يتحلى بذلك، بأن يتصدى للمشروعات الجادة التي تحتاج إلى الوقت، التي لا تنتهي مهمتها بانتهاء الفرقعات الإعلامية حولها، وإنما تبقى جذورها راسخة في الأرض نافعة للأجيال القادمة لا في المملكة العربية السعودية وحدها وإنما على المستويين العربي والإسلامي.
إن هذه الدعوة لا تعني أن يتقوقع المركز على نفسه، فلا ينتشر إعلامياً، ولا يتواصل مع المثقفين المهتمين بأنشطته، ولا يكون مركز جذب ثقافي وحوار نافع،.. كلا ، فذلك كله مطلوب بإلحاح، ولكني لا أود أن يكون منتهى آماله ذلك، إذ لا بد أن يكون - مع كل هذا - مركزاً متخصصاً في بعض الشؤون الثقافية، التي يكون له فيها رأي وتميز وأن تخرج من بين جدرانه أعمال تخلد في حساب التاريخ، وتصدر عن معينه أجيال تشربت حب التراث الغربي، والحرص على العناية به والافادة ايجابياً من معطياته، من أجل الاسهام في إعادة الثقة إلى النفس العربية المهزومة في هذا العصر، وترسيخ روح الهوية والحفاظ على الثقافة العربية، التي تهددها تيارات العولمة العاتية.
لقدكان شيخنا حمد الجاسر في كثير من مجالات الطموحات والتمنيات، وفي مناسبات مختلفة يردد بيت الشاعر:
منى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى
وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداً
وإنا معه لمرددون..
السدحان
* وعن كيف ستقوم مؤسسة حمد الجاسر الثقافية بمهمة تبني الأقلام الواعدة؟؟ أجاب عن ذلك معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان عضو اللجنة التأسيسية بالمؤسسة فقال:
كان لي شرف المشاركة في الاجتماعات التأسيسية الأولى لمشروع «مؤسسة حمد الجاسر الثقافية» وكنت واثقاً كل الثقة بعد عون الله وتوفيقه، ان المؤسسة المقترحة ستقوم بإذن الله على أكتاف وسواعد البر والوفاء لرجل كرس حياته الطويلة برّاً لمواطنيه ووفاءً لوطنه، ولذا، فإن أي جهود تبذل أو أموال تنفق لدعم هذه المؤسسة، ستصب بإذن الله في دروب الولاء لهذا الوطن.. والوفاء للرجل الذي لم يزل «حياً» معنا بآثاره ومآثره.. رحمه الله..
أما ما يتعلق بالسؤال المطروح، وهو «كيف ستقوم المؤسسة بمهمة تبني الأقلام الواعدة» فأعتقد أن هذا أمر يستحق أن يدرج ضمن برامج المؤسسة بعد أن يكتمل بناؤها، بحيث يمكن أن تكون هي «نقطة البدء» في مشوار الابداع لمن يملك المؤهل والموهبة اللازمين لذلك.. وذلك من خلال «دورية» تصدرها المؤسسة لهذا الغرض، تسبقها جهود للتعرف على الأقلام الواعدة، ومن أهم هذه الجهود: تنظيم مسابقة لأفضل مقالة تكتب أو قصيدة تنظم يتناول أي منهما موضوعاً معيناً ذا صلة بالحياة الثقافية المعاصرة، ويتم بعد ذلك فرز الاجابات تحليلاً وتقويماً واختيار المقالة أو القصيدة الأفضل في ضوء الشروط والمعايير المطلوبة، وتختار وصفيات تسع لكل من المقالة أو القصيدة الفائزة، ويكون هذا الاختيار نواة جيدة لبدء مرحلة النشر لهذه الأقلام، ويمكن أن تتكرر المحاولة مرة أخرى، لاكتشاف المواهب الجديدة.
ومن جهة أخرى، أعتقد أن الساحة الثقافية في حاجة ملحة جديدة لاكتشاف المزيد من القرائح والأقلام المؤهلة للظهور والاشادة، وهذا تجسيد جميل لمسيرة شيخنا الراحل حمد الجاسر - رحمه الله - الذي «تخرج» في مدرسته الأدبية والفكرية العديد من الأقلام كان بعضها أو جلها مهمشاً في خانه العدم!!
الحميد
* ثم حملنا تساؤل عن كيف سيقوم مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية بتبليغ رسالة الشيخ حمد الجاسر على أكمل وجه؟؟ لسعادة الدكتور عبدالواحد الحميد - عضو مجلس الأمناء - فكان جوابه:
للاجابة عن هذا السؤال يتعين علينا أولاً أن نسأل: ما هي رسالة الشيخ حمد الجاسر؟ ينظر البعض إلى حمد الجاسر بوصفه علامة في جغرافيا جزيرة العرب.. إلا أن هذا الجانب هو «أحد» جوانب عديدة في شخصية حمد الجاسر.. فالجاسر هو: مصلح اجتماعي - تربوي - أديب ولغوي - صحفي - مؤرخ ونسابة - جغرافي، إلى غير ذلك من الأدوار التي قام بها الشيخ الجاسر.. فهو يتميز بأنه موسوعي من ناحية، وريادي من الناحية الأخرى.. وهو - بذلك - يذكرنا بما كان عليه علماؤنا وأسلافنا ولا شك بأن تبليغ رسالة حمد الجاسر يرتبط بهذه الجوانب المتعددة من شخصية الشيخ حمد ويعمل أمناء مؤسسة حمد الجاسر من خلال الهدف الأساسي الذي تم تحديده للمؤسسة وهو «خدمة التراث الثقافي للشيخ حمد الجاسر، وخدمة الباحثين والدارسين في المجالات التي عنى بها الشيخ حمد الجاسر في مجالات تاريخ العرب وأدابهم وتراثهم الفكري، من أدب وتاريخ ولغة عربية وجغرافية وصحافة وتعليم وطباعة ومخطوطات وأنساب وغيرها». وكانت اللجنة التأسيسية قد حددت بعض الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق أهداف المؤسسة.. ومنها:
- إقامة مركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي لتراث الجزيرة العربية ودراساتها.
- العمل على استمرار صدور مجلة العرب.
- العناية بمكتبة الشيخ حمد الجاسر الخاصة وامدادها بما يدعمها من الكتب والمخطوطات وتحديث آليات البحث فيها.
- العمل على استمرار دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر في نشر مؤلفات الشيخ حمد الجاسر وغيره مما يخدم تراث الجزيرة على نهج الشيخ حمد الجاسر.
- تأسيس جائزة الشيخ حمد الجاسر لتراث الجزيرة العربية.
- العمل على استمرار المنتدى الأسبوعي للشيخ حمد الجاسر.
- اقامة متحف الشيخ حمد الجاسر.
- إلى غير ذلك من الوسائل.
من هنا فإن الدور المأمول - الآن - هو تفعيل كل ما سبق وفي أثناء اجتماعات اللجنة التنفيذية واللجنة التأسيسية كنت - ولا أزال - متحمساً لابراز الدور الريادي الذي قام به حمد الجاسر في مجال الصحافة.. وكنت أتمنى ألا تقتصر جائزة حمد الجاسر على «تراث الجزيرة العربية» وإنما يضاف إلى ذلك الجانب الصحفي حتى لو تطلب الأمر تأسيس جائزة منفصلة عن الجائزة السابقة بمسمى جائزة حمد الجاسر للصحافة مثلاً.. وما أتمناه هو جائزة تشبه إلى حد ما جائزة بوليتزر الأمريكية ولكن في مجال الصحافة لأننا نفتقر إلى مثل هذه الجائزة.. وقد سبقنا الاخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة على ذلك.. وأعتقد أن ريادة حمد الجاسر الصحفية تجعل تأسيس جائزة للصحافة باسمه مشروعاً مهماً.. فالجاسر هو الذي أصدر أول صحيفة في الرياض وهي صحيفة «اليمامة».. وقد كان ذلك في عام 1372هـ. كما ان الجاسر هو الذي أنشأ أول مطبعة في الرياض باسم شركة الطباعة والنشر الوطنية.. وهو أيضاً تولى رئاسة تحرير أول جريدة يومية في الرياض وهي جريدة «الرياض» وذلك عام 1385هـ.. كما أصدر في عام 1386هـ مجلة «العرب» وهي دورية علمية متخصصة.
معن
* ثم انتقلنا إلى الأستاذ معن الجاسر رئيس مؤسسة حمد الجاسر الثقافية لنسأله: ما المعايير التي تم فيها اختيار أعضاء مجلس الأمناء؟ على الرغم من وجود مثقفين أكفاء؟؟ فأجاب:
أما الأسس التي تم عليها الاختيار، فقد راعت اللجنة التنفيذية أن يكون الأمناء من أبرز المهتمين بتراث الجزيرة العربية وتاريخنا الوطني، كما حرصت أن يشمل المجلس ذوي الخبرة والتجربة ليسهموا بشكل فعلي في توجيه دفة المؤسسة إلى تحقيق أهدافها وطموحاتها بالاضافة إلى عدد من الأكاديميين ورجال الأعمال، كما وضعت اللجنة التنفيذية عند اختيارها لتلك الشريحة من أبناء الوطن لتشمل جميع ارجائه الغالية محققة كذلك شمولية التوزيع الجغرافي في المجلس، وقد حرصت اللجنة التنفيذية عند الاختيار - أيضاً - أن تتفادى الشخصيات الكبيرة من أصدقاء الوالد - رحمه الله - الذين ساهموا معه أيام حياته في خدمة تراثنا وتاريخنا، وهؤلاء أمثال والدنا الكريم عبدالكريم الجهيمان والشيخ عبدالله بن خميس والشيخ سعد بن جنيدل والشيخ أحمد بن مانع، حيث لم نشأ أن نثقل عليهم ولكننا سنكون على اتصال بهم لنستفيد من خبرتهم ومشورتهم في توجيه المؤسسة لأداء رسالتها الحضارية.
البواردي
* ثم توجهنا للكاتب الأستاذ سعد البواري - عضو مجلس الأمناء - لنسأله: من خلال عضويتك ماذا تتوقع أن تقدم المؤسسة للناشئين أو حتى للمشهد الثقافي؟؟ فأجاب:
تاريخ الاحياء لا ينتهي برحيلهم.. ولا يتوقف بعد مواراتهم لحودهم.. وإنما يمتد.. ويمتد كعطاء موروث يخلدهم ويجدد في ذاكرة مَنْ بَعدَهم ذكراهم.. وبقدر مساحة العطاء تأتي مساحة البقاء.
وشيخنا الجليل الراحل حمد الجاسر ترك لنا ارثاً تشرف به أرفف مكتباتنا.. وتتعامل معه خلجات تلامذته الكثر، استيعاباً لأدبياته.. وأبجدياته.. وعناوين ومضامين معرفته المختلفة، وهذا سر بقائه.. وتلك هي دلالة هذا الحب الكبير له.. والفراغ الأكبر الذي تركه بعد أن غادر دنياناً وقد أدى رسالته للحياة خير أداء..
وامتداداً لهذه القامة العلمية الشامخة.. واعتراف بجميلها.. وتخليداً لذاكرها وُلِدتْ مؤسسة حمد الجاسر الخيرية بطموحات أرجو أن تكون على قدر الآمال فيها ترضى عنها روح الراحل.. ويرضى عنها أولئك الذين وضعوا على عاتقهم مسؤولية المتابعة والاستمرارية.. وما أخالهم إلا فاعلون بإذن الله.. آتي بعد هذا إلى صميم السؤال: «ماذا تتوقع للمؤسسة أن تقدمه للناشئين.. أو حتى للمشهد الثقافي؟!» الجواب:
من المبكر جداً أن أحدد اطاراً شاملاً ومجدداً يستوعب كل مهامها المستقبلية وطموحاتها الكبيرة.. ان الانجازات المنتظرة تظل رهن الظروف.. والامكانيات المادية المتاحة التي تسمح لها بالحركة.. والانجاز..
إلا ان سياسات المؤسسة العامة تضع نصب أعينها اثراء الحركة الثقافية.. وبالذات التاريخية التي هي امتداد لمعطيات الراحل.. وهذا لا يعني اغفالها لجوانبه متممة لرسالتها تجاه المجتمع.. وبالذات الناشئة من حملة الأقلام المواعد احتضاناً لمواهبهم وقدراتهم الفكرية المبكرة.وعلّي هنا.. وأنا أحد الذين يشرفون بعضوية هذه المؤسسة المشاركين في فعالياتها المستقبلية أتصور ما أحلم به.. واقترحه..
1- انشاء مكتبة للطفل يرتادها البراعم لاثراء ثقافاتهم وتزويدها بالمعلومة.
2- عمل مسابقة سنوية للناشئين على مستوى القصة، والقصيدة، والمقالة وفق معلومة محددة.. تمنح جوائز رمزية.. ولا أفضل من أن تكون الجوائز مجموعة من مؤلفات شيخنا الراحل.. وأن تسهم المؤسسة في طبع محصلة ومعطيات المتسابقين تشجيعاً لهم.. وحفزاً على مواصلة محاولاتهم على جادة المعرفة.إن الأماني وحدها لا تكفي.. فهي كبيرة بحجم الحب لمن أعطى ومضى.. وحده التوفيق من الله.. والعمل على تحويل الحلم إلى عمل بجهد المخلصين من تلامذته الأوفياء.. وما ذلك على الله بعزيز.
الهويمل
* الدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس نادي القصيم الأدبي ببريدة يوفر تطلعاته الثقافية من خلال هذا المركز الوليد قائلاً:
أحسب أن تعدد المؤسسات الثقافية من المظاهر الحضارية، لأن في تعددها تفرد اهتماماتها وتنوع أدائها.
والعلامة حمد الجاسر قضى حياته في خدمة تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها.. ونحن أحوج ما نكون إلى مواصلة العطاء في الحقل الذي عمل فيه الجاسر من الحقول التخصصية والعصبية ومن النادر أن ينهض فرد بالمهمات الجسام التي كان حمد الجاسر ينهض بها ومن ثم فإنني أتطلع إلى فريق عمل متخصص يتلقى الراية وينهض بالمهمة ويواصل الأداء المعرفي واستمرار مجلة «العرب» وتحول مكتبة الجاسر إلى ملتقى للمهتمين من أدباء ومفكرين ومؤرخين من البوادر الايجابية التي نرقبها ونتمنى نهوضها بالمهمات التي كادت تتوقف بعد عجز العلامة ومرضه وشيخوخته، وما انتظره من هذا المرفق أن يواصل العمل لانجاز طموحات وتطلعات أستاذ الجيل وعلامة الجزيرة ولقد بدت البوادر الايجابية التي تطمئن إليها النفس فالأعضاء والعاملون سيحققون كل التطلعات والآمال.
السعد
* إلى هنا.. تبقى لنا تساؤل واحد.. ترى ماذا ينتظر المثقفون والأدباء والأدبيات على حد سواء من مؤسسة حمد الجاسر الثقافية؟؟ وما هي طموحاتهم وأحلامهم المعلقة بهذه المؤسسة؟؟
في البداية أجابت عن ذلك الدكتورة نورة السعد - الكاتبة بجريدة «الرياض » - بقولها:
أعتقد أن وجود هذه المؤسسة الثقافية «مؤسسة حمد الجاسر الخيرية» في مجتمعنا هي تأكيد لوفاء المجتمع وأناسه للمخلصين من أبنائه.. والشيخ حمد الجاسر علاّمة وعلامة للوجود الحضاري في ذلك العطاء اللامحدود له رحمه الله.
فحمداً لله على وجودها.. وعلى أن يكون رئيسها الفخري الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. وأن يكون أعضاء مجلس الأمناء هم من أفاضل المجتمع..
وما أرجوه وأتوقعه من هذه المؤسسة هو تفعيل لمجالاتها من حيث نشر التراث الثقافي للشيخ حمد الجاسر بأي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة.. ينبغي أن يبقى هذا العلامة في ذاكرة الجيل الجديد وليس الجيل الحالي فقط.. ولماذا لا تكون هناك جائزة رمزية باسمه على مستوى طلاب الثانوية العامة.. وليس فقط جائزة لتراث الجزيرة العربية.
كما أتمنى أن يعلن عن أسماء من يشملهم دعم ورعاية مشروعاتهم البحثية.. ويا حبذا أن تكون هناك ندوات حول انتاجه الثقافية تعقد في كل فصل دراسي جامعي على مستوى الفعاليات الثقافية النسائية والرجالية.. يشارك فيها المهتمون بعطاءاته..كما أتمنى أن تكون هناك لجنة نسائية لهذه المؤسسة ترأسها إحدى بنات العلامة وتشمل عضويتها عدداً من الأكاديميات من مختلف أنحاء المملكة.. كي تكون قناة فاعلة لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه المؤسسة المهمة..
الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - كان ذاكرة جيل بأكمله فليكن الوفاء له بمستوى هذا المخزون العلمي والحضاري له.. سائلة الله ان يجعل ما تركه من علم ومعرفة في موازين أعماله يوم القيامة إن شاء الله.
الشدي
* كما علق على ذلك رئيس الجمعية العربية للثقافة والفنون الدكتور محمد بن أحمد الشدي بقوله: السؤال المطروح بخصوص مؤسسة الشيخ حمد الجاسر وماذا ينتظر منها المثقف والمفكر والأديب. فالإجابة عنه يسبقه عن دور المثقف في التفاعل مع المؤسسات الثقافية القائمة وهي كثيرة ولله الحمد وتجد الدعم والاهتمام من قبل الدولة والمواطن - وتعتبر مؤسسة حمد الجاسر من روافد الثقافة في بلادنا وهي تحمل في مضامينها اسماً وعلماً بارزاً من أدبائنا الأوائل الذين أثروا الحياة الفكرية بمعين لا ينضب من المعرفة وأصبح مرجعاً عربياً بما قدمه من جهد كبير في تاريخ حضارتنا وسكب في جداول التراث ما يفتح بصيرة الأمة على كنوزها القيمة واستفاض في الأدب وأوجد لنا ذخيرة من الكتب والمؤلفات التي تغني فكرنا العربي المعاصر ومن البحوث المهمة ما يجسد طموح المبدعين وطلاب العلم والمعرفة.
وستبقى هذه المؤسسة شاهداً على قيم التاريخ.. وستبقى معلماً يجسد اهتمامنا برجال الفكر الذين بذلوا الغالي والنفيس وقدموا عصارات فكرهم للأمة من خلال البحث والتنقيب في أمهات الكتب وتبسيط معانيها لطلاب العلم والباحثين عن عظمة تاريخنا العربي والإسلامي الذي ينهال عليه المستشرقون من بقاع العالم شتى الذين وجدوا في تراثنا منبع الحضارة الإنسانية، وأقل ما يقدمه المثقف والأديب والمفكر السعودي هو الالتفاف حول هذه المؤسسة والحفاظ على كل مكوناتها التي تركها لنا الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - لتكون معيناً ونبراساً للأجيال القادمة، الباحثين عن الألق والمتحزفين لبناء حضارة الأمة من خلال التراث الذي لا يقدر بثمن..
المطلوب من هذه المؤسسة هو فتح النوافذ والمساهمة في دفع حركة التنمية الثقافية بتبني طباعة ونشر المؤلفات التراثية والتاريخية التي لم يستطع الشيخ حمد الجاسر اكمالها وترجمة أعماله الزاخرة والتحقيق في المخطوطات القديمة وايجاد مركز للوثائق التاريخية وايجاد الوسائل الخاصة بتعليم طلاب المعرفة كيفية البحث العلمي وطرق التحقيق ومرتكز الدراسات الأدبيةوالاستمرار في إصدار مجلة العرب التي تعتبر من المجلات المتميزة في مجال التاريخ.. وإقامة متحف دائم لإرثه الفكري..بلا شك أن المؤسسة ستساهم في حركة الفكر والأدب في بلادنا وهناك الكثير الذي ينتظر منها ان ترك لها التخصص في مجال التاريخ والجغرافيا لما تحتويه من وثائق مهمة يبحث عنها الكثير من الباحثين الذين يهتمون بشؤون بلادنا والجزيرة العربية.
الدغفق
* ثم كانت أحلام وطموحات الشاعرة هدى الدغفق من خلال هذه المؤسسة التي هي المحطة الأخيرة فعبّرت عن ذلك بقولها: ما ننتظره من مؤسسة حمد الجاسر الكثير فنحن كسيدات نعي ونعلم كم كان الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - يقدر المرأة ويدعمها، كم كنت أحلم ولا أزال، أن يكون لمثقفات هذه البلاد مكاناً وملتقى شهرياً ثابتاً لتناول أمور ثقافية شتى، فلم لا يكون الملتقى مع بنات الشيخ الجاسر ويكون هناك اطلاع على مؤلفات الشيخ الجاسر واستنباط موضوعات تتولى كل مثقفة تقديم موضوع ما عنها في المجالات شتى ما يسهم في دعم ثقافة الجيل الجديد وربطه بثقافة رأسية عميقة تجذرت في فكر وعلم شيخنا الجليل حمد رحمه الله. لا بد أن يكون هناك تنسيق زيارة لضيوف بلادنا من العلماء والمفكرين للاطلاع على هذه المؤسسة ومجهوداتها وبخاصة باحثات ومفكرات عربيات تتولى المؤسسة دعوتهن وتنسيق زيارة لهن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved