* المدينة المنورة مروان قصاص:
في حديث نبوي شريف «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» ويقول بعض أهلم العلم: إن الله عز وجل يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده» وهذا مؤشر واضح الدلالة على أهمية مسؤولية الوالد عن أسرته وأبنائه لأن البيت هو المصنع الأول لإعداد رجال الغد الذي يتم فيه إعداد النشء وتأهيله للقيام بالمسؤوليات والواجبات التي سوف يتحملها على عاتقه في المستقبل كما أن البيت يعد أجيال المستقبل ويمنحها الثقة اللازمة لدخول المجتمع الكبير، وفي هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة العربية ظروفاً غير عادية تتضاعف مسؤولية أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم ومراقبة سلوكياتهم حتى يجنبوهم مغبة الوقوع في المحذور أو الوقوع ضحية بعض العابثين في فكر الشباب مع حث الأبناء على عدم سماع الشائعات التي قد يكون لها تأثير على صلابة الجبهة الداخلية، وتربية الأبناء مرحلة مهمة وأساسية في بناء المجتمعات ولهذا فهي مسؤولية كبيرة يتحملها أولياء الأمور وجهات عدة في المجتمع، ومن خلال رحلة مع بعض الشخصيات التربوية نحاول أن نبحث آفاق هذه القضية وأبعادها.
يقول أحد كبار التربويين في منطقة المدينة المنورة: إن تربية الأبناء تبدأ من البيت والمسؤولية الأولى تكون على الأب والأم الذين يتحملون تربية الأطفال وغرس القيم والمبادئ القيمة في نفوسهم وتعويدهم على النظام في شتى مناحي الحياة بدون قسوة مع تهيئة المكان المناسب للعب والانتباه لسلامتهم وقال: إن اهتمام الوالدين بتلبية احتياجات الأبناء ضرورة ملحة ومن هذه الاحتياجات الحاجة إلى المعرفة، إشباع رغبة حب الاستطلاع بأسلوب إيجابي خاصة في هذه الفترة التي تحتاج للإقناع الجيد مع إشباع الحاجة للعمل، إشباع حاجة تأكيد الذات، الحاجة إلى الرفاق ومتابعة نوعيتهم، تشجيعهم على الاهتمام بالتقنيات الحديثة مع رقابتهم بأسلوب غير مباشر وخاصة في هذه الظروف المحيطة بنا التي يجب علينا فيها مراقبة سلوكيات الأبناء وتوجيههم نحو السلوك العقلاني المتزن البعيد عن الحشو المتوتر.
وركز الأستاذ يوسف بن علي الفقي مدير عام تعليم البنات بمنطقة المدينة المنورة على أهمية الاهتمام في هذه الفترة بثقافة الطفل باعتباره قناة مهمة لإيصال كل ما نريد إيصاله إليهم، وأهمية التربية مشيراً إلى أن ثقافة الطفل مسؤولية يتحمل تبعاتها البيت والمدرسة ووسائل الإعلام عبر قنواته المتعددة وطالب أولياء الأمور بالتركيز على تثقيف الطفل بمناهج وأساليب تواكب ثقافتنا مع الأخذ بالاعتبار امكانات الطفل ومواكبة محدودية إدراكه وفهمه، مطالباً بأهمية إبعاد الطفل عن مشاهدة الصور المحزنة التي نشاهدها على شاشات التلفاز التي لها تأثير سلبي في المستقبل على شخصية الطفل.
|