لك الله يا شعب العراق..
كم ذا آلمْتَ.. وكم ذا تألمَّتَ..؟!
كم ذا غَزيتَ وكم ذا غُزيت..؟!
كم ذا هُزمت وكم ذا انتصرت؟!
كم ذا سعِدتَ وكم ذا شقيت؟!
كم ذا أضأت بحضارتك الخافقين؟!
وكم ذا داستك سنابك الأعداء الهمج؟!
كم ذا اجتاحتك همجية المغول والتتار.. وكم فعلوا فيك من الافاعيل بما لا يصدقه العقل.. ثم انتفضت عليهم شامخاً منتصراً..؟!
كم سامك العاقون من أبنائك.. (كعبدالكريم قاسم) وعصاباته الشيوعية.. و(محكمة المهداوي) و(أم الطبول)..؟!
***
ثم ها أنت يا شعب العراق ترى آثام وجنايا (صدام حسين) عليك.. الذي (أشبعك) حروبا (وأرواك) دماء ونكالا.. وحكم (حزب البعث) الفاسد في شؤونك الدينية والدنيوية..! حتى أفسدها..!
يقول أحد الشعراء البعثيين قبح من قائل ومقول .
آمنت (بالبعث) ربا لا شريك له
وبالعروبة دينا ما له ثان
نسأل الله العافية....
***
لا خوف عليك.. يا عراق العرب..!
فلقد أخذت (حصانة) تاريخية.. لا تمنع عنك الأذى.. ولكنها تجعل منك دوحة هائلة.. كلما تقصفت منها فروع وغصون، سارعت باستبدالها بما هو أغنى وأقوى..!!
***
يا عراق العرب:
حتى هذا الغزو الهمجي الأمريكي.. المتضافر مع الحقد والإجرام اليهودي لن يمحو سطراً من تاريخك المضيء.. وحضارتك التي طبقت آفاق الكرة الأرضية.. ردحاً من الزمان عندما كنت تعتز بالاسلام قولاً وعملاً..
ليس هذا القتل والذبح المجنون.. للأطفال والعجائز والأبرياء غير المقاتلين.. وهذا التدمير، والتجويع، والحصار، والارهاب، المتناهي في همجيته وقسوته ليس بالجديد على تكوينك وطبيعتك.
كما أنه ليس بجديد عليك ما اقترفته أيدي أعداء الاسلام عبر تاريخ الامة العربية والإسلامية..!
وإذا كان (بوش) و(بلير) يقلدان في حربهما الظالمة عليك مجرم الحرب (شارون في قتل الأطفال والعجائز والمدنيين غير المقاتلين.. فلا تيأس.. فالعاقبة للحق على الباطل..
إن صمودك البطولي.. وما أوقعتَه في صفوف الأعداء.. وطائراتهم ودباباتهم.. وإحباطهم النفسي هي بشائر خير.. نأمل أن يتبعها ما هو اكثر منها.. وهو انتصارك كشعب عربي مسلم على (الشرّين) المحدقين بك من الجهات (الست) (صدام) و(بوش).. حقق الله نصرك عليهما معا. في القريب العاجل.
***
يا عراق العرب.
كل شدة يتبعها فرج.
وكل عسر يتبعه يسر.
وكل مظلمة تُرفع إلى الله تنصر ولو بعد حين. وعدٌ من الله؛ إن الله لا يخلف الميعاد.
وكل بلاء يحل بشخص.. أو بوطن.. فهو للاتعاظ.. والتنبيه إلى أن عيار التقصير في جنب الله.. قد رجح كثيراً بعيار الالتزام بأداء حقه على عباده.
وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
قال صلى الله عليه وسلم (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة).
***
يا عراق العرب:
أنت تلاقي اليوم أعداء دينك.. الطامعين في استغلال (نفطك) وامكاناتك الطبيعية الأخرى..وهذا هو الهدف الاساس لما تقوم به أمريكا اليوم وحلفاؤها.. مهما حاولت قائدة (حلف الشر) من ادعاءات بنشر (الديموقراطية) الغربية.. بدلاً من الدكتاتورية المفروضة عليك من نظام صدام..والحق أن أمريكا وحلفاءها من جانب.. وصدام حسين ونظامه من جانب هما (شهاب الدين.. وأخوه)..!
***
ويبقى عليك؛ يا شعب العراق؛ في هذه النازلة التي ندعو لك في صلواتنا بأن يخلصك الله منها يبقى عليك ان تفهم وتتدبر قول ربك جل وعلا: )فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد4-7)
|