|
|
|
|
إن الصبر عند الصدمة الأولى وأي صدمة تلك التي فجعتنا بوفاة أخ وصديق وزميل لنا إنه أمر الله ولا راد لقضائه لقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى ان تقبض رفيق الدرب من كان عونا لنا بعد الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة من عرفناه منذ ان كنا صبية صغاراً في المرحلة المتوسطة ذلك الأخ الكريم الذي كان نعم الأخ ونعم الصديق. انه النقيب/ موفق بن غرم الله بن محمد ابو علامة الغامدي. مدير قسم الحاسب الآلي بشرطة محافظة الطائف ذلك الرجل الذي غرس الابتسامة والرضا والخير في قلب كل من عرفه ذلك الرجل الذي لم يبخل بكل ما يملك لخدمة دينه ومليكه ووطنه. منذ ان قدر الله سبحانه وتعالى بابتلائه بالمرض العضال الذي أصابه وهو في جهاد وصبر دائمين كان يحاول ان يعيش حياته طبيعية هادئة حتى لا يحزن من حوله عليه كان دائم الشكر لله سبحانه على قضائه وقدره وكانت مقولته لنا دائماً «ان الله قدر البلاء والامتحان ولكن بلطفه قدر له الصبر على البلاء وكتبه معه» ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ويخشع وانا لفراقك يا أبا تركي لمحزونون. انها سنة الله في خلقه الى يوم الدين كم فقدنا من حبيب وغالٍ وكم دمعة سكبت عليهم ليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره وإنما حزناً على من أحببناه ربما ساد السكون والصمت بعد تلك اللحظة التي نطق بها الشهادة بعد ان حانت ملاقاة الرفيق الأعلى وهو يتصبر على ما أصابه من بلاء. دام معه المرض لأكثر من سنتين لم يكن يشكو بثه وحزنه إلا لله عز وجل نسأل الله أن يكتب له الأجر والمثوبة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يجعل عن يمينه نوراً وعن شماله نوراً ومن فوقه نوراً ومن تحته نوراً وأن يوسع مدخله ويكرم نزله وان يرزقه الحور العين في الجنة وان يتقبل منه أعماله الصالحة ويضاعفها له وان يبدل سيئاته حسنات وان يتقبله فيمن عنده وان يصبرنا على فراقه وان يثبت ذويه ويلهمهم الصبر والسلوان وان يجمعنا به في جنات الخلد انه ولي ذلك والقادر عليه. إلهنا ما أصبرك علينا وما أعظم رحمتك بعبادك الله فارحم اخونا وزميلنا وتغمده بواسع رحمتك والحقه بالصالحين من عبادك واكتبه معهم وارزقه شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وتجاوز عنه. ان فراق الأحبة أمر صعب لا محال ولا نملك لك يا موفق إلا الدعاء بالرحمة والمغرفة )يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) )ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) (28) |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |
