|
شهدت الأسواق العالمية في نهاية الأسبوع الثالث من شهر مارس، تجاوباً مع بدء الغارات الأمريكية على العراق وإيهام الولايات المتحدة وبريطانيا شعبيهما والعالم بأن هذه الحرب ستكون خاطفة وناجحة، وشهدت انتعاشاً في الأسواق العالمية والدولار، مقابل تراجع كبير في أسعار النفط والذهب، وذلك بسبب جلاء الغموض السياسي وتوقع الأسواق حرباً سريعة ساحقة لصالح قوى التحالف، ولكن الأسواق لم تستطع المحافظة على انتعاشها خلال الأسبوع الرابع، حيث أدى القتال العنيف من قبل الجيش العراقي، و المقاومة الشرسة من قبل المدنيين العراقيين، إلى انصهار فكرة الحرب السريعة التي دفعت الأسواق إلى الانتعاش سابقاً، لتحل مكانها حرب أطول من المتوقع بتكاليف قد تكون هي الأخرى أكثر من المتوقع، لتتراجع بالتالي كل من أسعار الأسهم والسندات في أسواق المال، في الولايات المتحدة، بعد هذه التغيرات التي لم تنج منها الأسواق في أوروبا والشرق الأقصى، ويتوقع المحللون تحقيق المزيد من التراجع والتدهور في البورصات إذا لم يحسم الوضع في العراق، وعن تكلفة الحرب الضخمة، فقد أوضحت بعض التقديرات أنه من الممكن أن تقتطع الحرب 240 مليارا من الاقتصاد العالمي في سنة 2003، وأن تحد كذلك من نمو الاقتصاد الدولي ليصل إلى أقل من 2% خلال العام الجاري، وهو ما قد يقود الاقتصاد العالمي إلى دوامة من الركود، وتشير توقعات متشائمة إلى أن كلفة الحرب قد تصل إلى 3 ،5 ترليونات دولار على مدار عشر سنوات، وقد تكلف حرب قصيرة، حوالي ترليون دولار على مدار عشر سنوات، في حال حساب الضرر الذي سيلحق بالاستهلاك، وعمليات حفظ السلام، بينما يتوقع أحد كبار المحللين أن كلفة الحرب الفورية قد تصل إلى 120 مليار دولار، بينما توقع أن تفوق التكلفة النهائية ترليون دولار، ولكن مقاومة صدام وجيشه وشعبه، تربك حسابات الولايات المتحدة نوعاً ما، حيث أفقدت مخاوف الحرب وتداعياتها الأسهم الأمريكية 1 ،1 ترليون دولار من قيمتها حتى قبل نشوبها، وذلك حسب دراسة لخبراء اقتصاديين بالولايات المتحدة، ولقياس تأثير المخاوف من تداعيات الحرب تتبع الباحثون أداء المراهنات عبر الإنترنت على (سند صدام) الذي يتوقع توقيت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |