«لاريبوبليكا»
قالت الصحيفة انه على عكس المتوقع بدت بغداد في ثياب فرحة و بدا محمد سعيد الصحاف يتحدث عن قوات الغزو البريطاني والامريكي وعلى شفتيه ابتسامة قائلا لقد كانوا يعتقدون أن الحرب نزهة خلوية طويلة .
والآن وقد عرفوا الصعاب التي تواجههم بدأوا يبكون كالتماسيح.
وتابعت «لاريبوبليكا» : لقد تحدث الوزير العراقي الذي كان مرتدياً الزي العسكري عن قتلى القوات الأمريكية «المارينز» ووجوه الأسرى المرعوبة للضباط الأمريكيين على شاشات التليفزيون .
وقالت الصحيفة : كذلك بدا الرئيس صدام حسين منتشيا ، عندما أذيع له شريط فيديو مسجل أكد فيه أن تلك الحرب المقدسة دفاع عن الوطن ، وعلى العراقيين، على حد وصفه، أن يقاتلوا ويستبسلوا دفاعا عن ارض الوطن، فاقتنع العراقيون والعالم بأن التكنولوجيا الأمريكية العظمى وقواتها باتت أسطورة يمكن قهرها.
ومضت الصحيفة قائلة : هناك حالة من الغليان في نفوس سكان المنطقة العربية تؤكد أن دحض الأمريكيين وأيضا الإسرائيليين أمر ممكن كما حدث في العراق كما ساهم في تحقيق ذلك الإحباط الذي لطالما عانى منه العرب بأن الغرب أسطورة لا تقهر.
كما ساهم في ذلك فشل أمريكا في تلك الحرب إعلاميا. فمشاهد القتلى من النساء و الأطفال ادت الى المزيد من حملات الانتقاد لتلك الحرب غير الشرعية.
و وتابعت الصحيفة قائلة : تأكد الكثيرون بأن الأمريكيين يلاقون حتفهم جنباً بجنب مع العراقيين الذين تبعثرت أشلاؤهم في كل مكان ، ومن الغريب انه في أثناء الغارات التي شنتها قوات التحالف على العراق نجد الناس وقد خرجت من بيوتها يصفقون ويعزفون الموسيقى العسكرية و هذا -كما يقول المراسل- أصعب شيء يمكن أن يراه الإنسان، فالجثث، والوجوه المذعورة ، والرقص والموسيقي وصوت المدافعو الصواريخ مع جثث القتلى .
وقالت «لاريبوبليكا» : تلك المشاهد بثها التليفزيون العراقي لرفع روح المقاومة لدى الجنود ، و هذا عكس ما توقعته قوات التحالف حيث توقعت أن يقابلهم الشعب بالورود كمحررين وليسوا غزاة.
واختتمت الصحيفة قائلة : مما ساهم في خفض روح قوات التحالف تلك العواصف الرملية التي صاحبت الحملة التي تضعف القدرة على التصويب و توجيه الضربات، والآن يؤكد العراقيون أنهم يريدون قوات التحالف في صراع على الأرض وليس في الجو ليستكملوا الدرس الذي بدأ العراق في إعطائه لأمريكا.
|