بإيجاز

كن أباً ومربياً قبل أن تكون معلماً!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع تتعلق بالتربية والتعليم اقول: تعد المدرسة صرحاً علمياً، وقلباً نابضاً بالمعارف، ولكن المدرسة قبل ذلك تربية، فليس القصد من المدرسة ان يحشى عقل الطالب بحروف ابجدية فحسب، بل المدرسة تربية، تربية بمفهومها الشامل، تربية اجتماعية وثقافية وعلمية ووجدانية، وتنمية هذه الجوانب التربوية باتزان دون ان يطغى الاهتمام بجانب على حساب الجوانب الاخرى.وبكل اسف واسى التعليم في مدارسنا الابتدائية يقتصر على الناحية العلمية فقط دون التطبيق فمثلا يعرف الطمأنينة في الصلاة دون التطبيق.
اما الناحية الوجدانية والاجتماعية مهملة اهمالا شبه تام فلا يلتفت المعلم الى احوال الطلاب الاجتماعية او يحاول ان يفهم نفسياتهم، فكثيراً ما يدير المعلم ظهره لذلك الطالب الانطوائي ولا يعيره اي اهتمام ولا يفكر في توجيه الطلاب في تعاملاتهم وعلاقاتهم.اما التربية العاطفية او الوجدانية فحدث ولا حرج فقد لا يعرف المعلم معنى العاطفة ابتداء، ويكون فظاً غليظ القلب، خاصة اذا كان يستخدم العقاب الجسدي في التعليم مما يورث الطالب عقدا نفسية وكراهية للمدرسة والقضاء على مواهب الطفل ومهاراته.وقد يعاني الطفل الكبت والحرمان من التعبير عن الرأي مما يفقد الطفل الجراءة الادبية التي قد تؤثر فيه مدى حياته هذا بالاضافة الى الاساليب الروتينية المملة وافتقار المسيرة التعليمية للتشويق والابتكار في عرض المادة العلمية فيقتل المعلم بأسلوبه مرح الطفولة ويحد من انطلاقها.
فأقل قليل أن يكون المعلم مربياً وأباً قبل أن يكون معلماً.