اطلعت على ما كتبه الاستاذ خالد الدلاك في زاويته التي نشرت في «شواطئ» يوم الجمعة الماضي ولقد شدني اسلوب الكاتب «الساخر» رغم خسارته المادية الفادحة والمتمثلة في سرقة سيارته «الكريسيدا» من امام منزله من طرف اشقياء لينتهي بها المطاف جثة هامدة في عمود كهرباء بعد أن مارسوا عليها هواية «التفحيط» المكروهة!
إن الذي شدني في الزاوية هو ان الكاتب غلب عليه الجانب الانساني اكثر من المادي فهو اثناء عرضه للقصة الحزينة ذكر أن سيارته «الراحلة» قد عاشت 12 عاماً وحولت السائق الخاص به «حنيفة» الى سائق محترف في شوارع الرياض وابنه سعد الذي تتلمذ على «دركسونها» إلى فنان في القيادة وأنها قدمت لهم من الخدمات ما لا يعد ولا يحصى ولكن الزمن وعبث الصبية أنهيا حياتها نهاية غير سعيدة. لقد أعجبني في مقالة الدلاك الوداعية لسيارته «الكرسيدا» قوله إنه رأى آثار دماء في السيارة وعلى الارض وهي بالتأكيد لهذا السارق المفحط الذي استقر به سوء عمله في عمود كهرباء لينزف دمه كثيراً فبدلاً من أن يدعو عليه دعا له بالصحة والعافية وألا يكون قد أصابه مكروه وهو بذلك يؤكد أن الخسارة المادية تهون مقارنة بخسارة انسان ولو كان سارق سيارات للتفحيط عليها.
خالد التويم /الرياض
|