مشاهد مهمة.. تراها بشكل يومي.. أو بشكل مستمر تبعث على الارتياح.. بل على السعادة الكبيرة.
** من تلك المشاهد على سبيل المثال.. أو على وجه السرعة.. تلك السيارات التي تنطلق فجر كل يوم تحمل المنتجات الوطنية المحلية وتوزعها على نقاط البيع أو على الأسواق.. ولعل من أبرز وأهم هذه الأشياء.. منتجات الألبان.. إذ لدينا كمثال أيضاً.. أكبر مصنعين لإنتاج الألبان في العالم.. أو أكبر مزرعتين للإنتاج في العالم.
** ولو وقفت على أحد المنافذ البرية التي تربطنا بدولة جارة.. لوجدت أن أكثر السيارات العابرة.. هي شاحنات وثلاجات ومقطورات تحمل منتجات وأغذية منتجة محلياً.. ومنتجات زراعية توزع في بلدان مجاورة وبلدان أخرى.
** فالمنتجات المحلية بأصنافها وأشكالها.. لم تسد الاحتياج المحلي فقط.. بل جاوزت ذلك إلى تصدير كميات هائلة للخارج.
** تذهب إلى دول خليجية وتدخل الأسواق التموينية فلا تجد في الثلاجات والمحلات كلها.. إلا المنتج السعودي.
** في أزمة الخليج قبل »12» عاماً.. هبَّ الناس إلى الأسواق وشفطوا البضائع بكافة أشكالها وأنواعها وامتلأت بيوتهم ومخازنهم بكل شيء.. وظلت الأسواق المحلية مليئة ولم يحصل أن ذهب شخص إلى محل وقال إنه لا يوجد لديه رز أو خبز أو لبن أو أي شيء آخر.
** الاقتصاد هنا.. قوي للغاية.. والبلد هنا.. بلد كبير عظيم لا يتأثر بأي شيء.
** قبل يومين... نُفذت صفقة عقارية بالرياض.. بسعر قارب المليار ريال في وسط الأزمة.. ووسط الحرب.. فهل هؤلاء التجار كلهم كانوا جهلة؟ بل إنهم يدركون أن اقتصاد بلدهم قوي صلب لم ولن يتأثر بأي شكل من الأشكال.
** كم لدينا من مصنع!
** وكم لدينا من مزرعة ضخمة!
** وكم ننتج يومياً!
** وكم نصدِّر.. وكم وكم؟!
** بلدنا.. بلد عظيم في كل شيء
** وما ذكرته سابقاً.. جزء يسير من عظمة بلدنا.. ولهذا.. نجد الناس في وسط الأزمة تلك.. لم يتجهوا للأسواق ولم يخزِّنوا أي شيء.. ولم يشتروا أكثر من احتياجهم العادي لأنهم يدركون تماماً.. أن بلدهم غني بكل شيء.. وأنه بإذن الله وحده لن يحصل أزمة حتى لو خزَّن الشخص الواحد فوق حاجته مائة مرة.
** في أزمة الخليج السابقة رغم أن الناس خزَّنت فوق حاجتها عشرات المرات.. بل مئات المرات.. هل اشتكينا من نقص في المواد الكمالية.. فضلاً عن الضرورية؟
** هل فقدنا اللحم والخضار وحتى الحلويات وسائر الاشياء التي تُعد رفاهية وليس ضرورية؟
** هل حصل أن ذهب أحدنا إلى خبَّاز أو سوق ولم يجد ركام الخبز؟
** وهل ذهب إلى سوق تمويني ولم يجد ركام المواد؟
** هل غاب البيض أو الدجاج أو اللحم أو الألبان أو الخضار أو الفواكه؟
** هل غاب من أسواقنا أي شيء؟
** إننا لم نفقد أي شيء في بلد الخيرات المملكة العربية السعودية وفي أي وقت كان.. ولم نشعر في يوم من الأيام.. أن أسواقنا أو المواد التموينية مهددة بالنقص.. فضلاً عن النضوب.
** هذا.. هو بلد الخيرات.. هو دوماً هكذا.. وهذا ما جعل أكثر سكان المنطقة المحيطة بالأحداث في بلدان اخرى.. تتهافت على الأسواق حتى في بلدان بعيدة.. وظل المواطن السعودي مرتاح البال.. هادئاً لم يتغير في برنامجه أي شيء .. وذلك بفضل الله تعالى أولاً.. ثم بفضل خيرات بلاده.
** لقد سألت أكثر من سوق محلي كبير.. هل تغير في برنامجكم التسويقي أي شيء خلال الأيام الماضية؟
** هل لاحظتم سحباً كبيراً من أي صنف من البضائع؟
** هل هناك توجه للتخزين؟
** وكانت الإجابة من الجميع.. لا.. وهذا يؤكد حالة الهدوء والاستقرار والثقة التي يتمتع بها المواطن.. ذلك أنه مرَّ بتجارب.. وثبت له بالحقيقة والواقع.. ان بلده.. بلد خيرات.. وأنها باذن الله تعالى.. لم ولن تنضب أو تقل أبداً.
** نحمد الله تعالى على هذه النعم الكبيرة.
|