منذ عام والجمعية السعودية لعلوم الاتصال والإعلام تعد لمنتداها الأول: «الإعلام السعودي، سمات الواقع، واتِّجاهات المستقبل»... وترصد له جهودها، وتكثِّف من أجله أفكارها، وتستقطب أعضاءها، وتخطِّط له كي يشمل الموضوعات المختلفة التي تتناول كافَّة جوانب ومجالات وأنماط وآليات الإعلام في المملكة مسموعاً ومقروءاً ومرئياً... ولم تغفل الرَّبْط في الموضوعات بين ماضيه وحاضره، ومن ثمَّ التَّطلع لمستقبله في ضوء التَّجهيزات العلمية، وتطاول المهارات المعرفية والتِّقانية في صناعة الإعلام الحديث...
ولعلَّ الجمعية تطلَّعت في هذا المنتدى للأمل الكبير في إعلام حر نزيه يقوم على قيم ثقافية ومَعْرفيَّة منبثقة من عقيدة واضحة نقيَّة كالماء الزلال... لذلك فإنَّ من أرسخ أهداف الإعلام أن يكون بآليات واضحة، تقعِّد للقيم وللضَّوابط الفكرية والسُّلوكية في منهج يحقِّق المعلومة الصَّادقة بآلية مدروسة احتراماً للمتفاعل معه وللمتلقِّي عنه...
وفي ضوء ذلك فإنَّ المدينة العالمية الكاملة الفاضلة الحلم لعلَّها كانت الأرض التي انطلق منها مبدأ الطَّرح الطُّموحي ذي التَّوجهات البيضاء...، ولم تكن الجمعية تقرأ أنَّ موعد انعقاد منتداها سيأتي في وقت أصبح الإعلام وسيلة «حرب»، و«جهاد» في مواجهة أوجه جديدة للُّعْبة العالمية الإعلامية التي جعلت أصغر المتفاعلين مع قنواته لا ثقة لهم في وسائله التي كانت مصدر «الصدق» فغدت مصدر «الكذب»، وبلغته التي كانت موضع «التقدير» فأصبحت موضع «الحذر».... لذلك لا أتخيل أن ستكون في موضوعات هذا المنتدى أيَّة ورقة سوف تواكب هذه الانقلابة المجنية على ظهرها لكثير من مفاهيم الإعلام التي استُحدثت مع الأحداث وكان حرِيَّاً تناولها في هذا المنتدى كي يكون العمل الإعلامي مواكباً للوقت ومرمِّما للثَّقة... ولكن!!...
|