* صلاح الدين العراق أ ف ب:
يتعزز على ارض المعركة في الجبهة الشمالية التعاون بين الاكراد بفصيليهم والقوات الامريكية حيث تتم عمليات مشتركة، لكن هذا التعاون لا يزعج فقط بغداد وانما انقرة ايضا، حيث اعربت عن خشيتها ان يعزز هذا التعاون الحكم الذاتي الكردي بما ينعكس ايضا على الاكراد داخل تركيا.
فقد اكد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق مسعود البارزاني ان قواته «تنسق» مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني التي حققت تقدما كبيرا في اتجاه كركوك.وقال البارزاني في مؤتمر صحافي «بحسب معلوماتي لم يحصل اي هجوم على المواقع العراقية، فالعراقيون انسحبوا من مواقعهم والبشمركا (المقاتلون الاكراد) لم يشنوا اي هجوم».وكان البارزاني يرد على سؤال حول التقدم الذي حققه خصمه الاتحاد الوطني الكردستاني في اتجاه مدينة كركوك النفطية.
وعلى سؤال آخر لمعرفة ما اذا كان حزبه ينوي ان يتقدم هو ايضا في اتجاه كركوك، قال البارزاني «كل ما سنقوم به سيكون بالتنسيق مع الاتحاد الوطني الكردستاني» وذكر بان الفصيلين اقاما قيادة عسكرية مشتركة للقيام بعملياتهما في اطار الحرب على العراق.ومن جهته، شدد ممثل الرئيس الاميركي جورج بوش لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زاده الذي كان يشارك في المؤتمر الصحافي على ان «جميع البشمركا هم تحت ادارة وقيادة الجنرال الاميركي تومي فرانكس» المكلف القيادة المركزة الاميركية.
وافاد مسؤولون اكراد ان آلاف المقاتلين الاكراد مدعومين بقوات خاصة اميركية سيطروا يوم الجمعة على قرى في شمال العراق تابعة لحركة انصار الاسلام التي تتهمها واشنطن باقامة علاقة مع تنظيم القاعدة ووصلت على بعد 16 كلم من كركوك.ومن جانب آخر دعت تركيا الولايات المتحدة الى اخذ مخاوفها في الاعتبارفي شمال العراق حيث تخشى ان يعزز الاكراد حكمهم الذاتي بفضل تحالفهم مع واشنطن.
واكد مجلس الامن القومي الذي يضم القادة العسكريين والسياسيين الرئيسيين في تركيا خلال اجتماعه الشهري تصميم انقرة على حماية مصالحها في شمال العراق، مشيرا الى ان الانتشار العسكري التركي ضروري على الحدود للتصدي لاي تهديدات محتملة.
واكد المجلس على متانة التحالف الذي يربط بين انقرة وواشنطن رغم التوتر الناتج عن الازمة العراقية، غير انه قال ان على الولايات المتحدة اتخاذ اجراءات تحسبا لتطورات محتملة في المنطقة. طبقا لسياسة تأخذ بعين الاعتبارحساسيات تركيا. وتخشى انقرة ان تقوم الولايات المتحدة في اطار سعيها لفتح جبهة ثانية ضد صدام حسين. بتسليح اكراد العراق وطلب مساعدتهم في الاستيلاء على مدينتي الموصل والكركوك الغنيتين بالنفط. ويتطلع الاكراد الى ان تكون كركوك عاصمتهم في المستقبل الا ان تركيا حذرت مرارا من انها لن تسمح لهم بالاستيلاء على المدينتين اللتين تضمان اكبرحقول النفط العراقية. وكانت الولايات المتحدة وعدت في وقت سابق بان تستولي قواتها على المدينتين وتسيطر على مداخلهما.وقال مجلس الامن الوطني ان تركيا تقف على اهبة الاستعداد لارسال قواتها الى شمال العراق لوقف تدفق اللاجئين ومواجهة المتمردين الاكراد الاتراك اذاما كانت القوات التركية المتواجدة في تلك المنطقة غير كافية.وحذرت الولايات المتحدة تركيا مرارا من اتخاذ مثل هذه الخطوة التي يمكن ان تعقد الحملة العسكرية التي تشنها في المنطقة وتشعل اشتباكات بين القوات التركية والاكراد في تلك المنطقة.
وكانت قد خفت حدة التوتر يوم الاربعاء بعد ان صرح رئيس هيئة الاركان التركي الجنرال حلمي اوزكوك ان تركيا ليس لديها خطط فورية لارسال جنود الى المنطقة، وقال ان مثل هذه الخطوة لن تتم الا بالتعاون مع واشنطن.
وجاء في بيان مجلس الامن الوطني ان انقرة «مصممة على تقديم المعونات الانسانية ومنع تدفق اللاجئين باعداد ضخمة وكذلك منع اندلاع الاشتباكات بين الجماعات المختلفة في شمال العراق.وقال البيان «من الواضح ان تركيا لن تتوقف عن اتخاذ الخطوات ضد اي تهديدات محتملة من ارهاب حزب العمال الكردستاني» الانفصالي الذي تراجعت عناصره الى شمال العراق بعد حملة شنتها انقرة ضده مدة 15 عاما.
وقال البيان ان الجيش التركي قام بكافة الترتيبات الضرورية في المناطق الحدودية للتعامل مع مثل هذه التهديدات. واضاف البيان ان «تركيا تأمل ان تنتهي العملية العسكرية في العراق في وقت قصير بدون ان تخلق جوا يمكن ان يؤثر سلبا على السلام والاستقرار والامن في المنطقة ويتسبب في مزيد من الخسائر في الارواح»
|