* القاهرة - بغداد - أ ش أ:
دخلت الحرب على العراق أمس السبت يومها العاشر مع استمرار القصف الامريكي البريطاني الذي خلف وراءه عشرات القتلى والجرحى من المدنيين العزل.. فقد تعرضت العاصمة العراقية بغداد صباح أمس لقصف عنيف استهدف منطقة قريبة من وسط العاصمة بغداد.
وقد شوهدت بعض السيارات العراقية مسرعة على أحد الكباري ببغداد كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في سماء العاصمة العراقية.. وسمع صوت المضادات الأرضية وهدير إحدى طائرات قوات التحالف.
وكانت بغداد قد تعرضت الليلة قبل الماضية لقصف استهدف أحد القصور الرئاسية ومبنى وزارة الاعلام وبعض المباني الحكومية العراقية الأخرى... وقد تم القصف باستخدام قنبلتين من طائرة بي 2 زنة الواحدة منهما ألفا كيلو جرام وهي مخصصة لاختراق المخابئ والملاجئ تحت الأرض.
كما هاجمت عدة طائرات أمريكية من طراز أباتشي وحدات تابعة للحرس الجمهوري العراقي على بعد حوالي مائة ميل جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد مما أسفر عن إصابة بعض الدبابات والعربات المدرعة العراقية.
ويعتبر هذ الهجوم ثاني هجوم من نوعه خلال أسبوع كما أن استخدام طائرات الأباتشي يمثل مرحلة جديدة من الحرب حيث يتم استخدام طائرات هليكوبتر حربية في مهاجمة أهداف خطيرة جداً جنوب غرب بغداد.
وعلى الصعيد السياسي أخذت الحرب الامريكية البريطانية أمس الأول منحنى جديداً بالتهديد الذي وجههه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي لسوريا بتقديم عتاد عسكري إلى القوات العراقية مثل وسائل الروية الليلية.وكان رامسفيلد قد اعلن أن سوريا تستغل انها دولة جوار مع العراق وتقوم بامداد القوات العراقية بهذه الأجهزة عبر خط الحدود الفاصل بين البلدين.
وأشار إلى ان مثل هذا الأمر يشكل خطراً على حياة أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف التي تقاتل نظام حكم صدام حسين.
وأضاف رامسفيلد في موتمره الصحفي الجمعة أن الولايات المتحدة تعتبر مثل هذا التصرف من جانب سوريا عملاً عدائياً ضد القوات الامريكية والبريطانية.
وهدد وزير الدفاع الامريكي الحكومة السورية بأنها ستتحمل المسئولية الكاملة عن هذا التصرف.
من جانبه رفض وزير الخارجية الأمريكي كولين باول التعليق على تصريحات وزير الدفاع دونالد رامسفيلد التي زعم فيها ان هناك شحنات معدات عسكرية تم نقلها إلى العراق من سوريا.
ووصف المراقبون رفض باول التعليق على هذا الموضوع بأنه أمر مثير لأن ذلك يدل بوضوح على أن باول لم يقر تعليقات رامسفيلد بشأن سوريا وأن نفس الشيء ينطبق على ايران كذلك، فيما نفى السفير السوري لدى الولايات المتحدة رستم الزعبي صحة مزاعم وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد عن نقل شحنات معدات عسكرية إلى العراق من سوريا.
وأعرب عن اعتقاده بأن بلاده ليست متورطة في هذه المسألة موضحاً أن هذه الاتهامات تأتي رداً على الموقف السوري الذي يعارض الحرب والمتعاطف مع العراقيين.
وفى دمشق وصف مصدر رسمي مسئول في وزارة الخارجية السورية ما صرح به دونالد رامسفيلد عن نقل معدات من سوريا إلى العراق بأنه محاولة لتغطية ما ترتكبه قواته بحق المدنيين في العراق والتي تشكل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي الانساني.
وفى باريس رفضت فرنسا التعليق على امكانية مساندة مشروع قرار في مجلس الأمن تتقدم به سوريا باسم المجموعة العربية لوقف الحرب في العراق.. وأعربت عن أملها في ان تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا.
ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو التعليق على إمكانية تأييد فرنسا في الوقت الحالي لمشروع قرار في مجلس الأمن تتقدم به سوريا أو روسيا لوقف القتال.. وقال ريفاسو في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس إن الوقت لا يزال مبكراً للتحدث عن وقف إطلاق النار لكن ربما يتم التفكير في ذلك بعد أن تكون الأمور قد اتضحت بشكل أكبر بعد الجولة الاوروبية التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي دومنيك دوفيلبان في مطلع الأسبوع القادم إلى كل من ألمانيا وروسيا وايطاليا واسبانيا.
من جانبها أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية أن باريس تعتبر أنه لن تكون هناك جدوى في الوقت الحالي من التقدم بمشروع قرار في مجلس الأمن لوقف اطلاق النار لأن امريكا وبريطانيا ستستخدمان حق الفيتو لاحباطه.
وترى نفس المصادر أن باريس ستواصل اتصالاتها مع شركائها الاوروبيين وأصدقائها العرب حتى تسمح الظروف لاتخاذ خطوة لوقف الحرب.
وفي نيويورك صرح السفير محمد الدوري مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة بأن هناك تضارباً في قرارات الأمم المتحدة بشأن برنامج النفط مقابل الغذاء، حيث كان الحديث قبل أيام عن تعليق لهذا البرنامج وسحب الموظفين الذين يعملون به خوفاً من الحرب الامريكية ضد العراق ثم بعد ذلك يعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن ان هناك تحركاً باتجاه اعادة العمل بالبرنامج.
وقال المندوب العراقي ان إعادة العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء تم طلبه من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وأنه لا علاقة له بالمسألة الانسانية في العراق حيث يهدف إلى محاولة إضفاء شرعية على الأعمال العسكرية ضد الشعب العراقي.
وأشار الدوري إلى انه لم يتم أخذ رأي العراق ولم يتم التشاور معه في موضوع إعادة العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء وكأنه دولة غير موجودة.. وقال إنهم أرادوا ان يضعوا العراق في مصاف الدول التي تخضع لنظام الوصاية، وهو أمر يرفضه العراق تماماً، كما ان هذا القرار ولد ميتا لأن تنفيذه من الناحية العملية أمر صعب تحقيقه.
واتهم الدوري مجلس الأمن الدولي بالاحتيال على الشعب العراقي من أجل الوصول إلى أهداف سياسية وأن هذا القرار يهدف إلى استغلال الشعب العراقي الذي يتعرض للقتل وبدلا من اتخاذ قرار من مجلس الأمن لوقف العدوان يتحول إلى قرار لتبرير وإعطاء مسوغ شرعي للولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي واشنطن أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بتصويت مجلس الأمن على قرار باستئناف برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كان قد تم وقف العمل به قبيل اندلاع الحرب على العراق مباشرة.
وأعرب الرئيس بوش عن سروره وامتنانه لقرار مجلس الأمن الذي كان قد فشل مسبقاً في إصدار قرار يؤيد التحرك الذي تقوده الولايات المتحدة لنزع سلاح العراق والإطاحة بنظامه الحاكم.
وصرح أري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض بقوله إن القرار سيكون بمثابة وسيلة للمساعدة في توفير الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقي باستخدام الموارد العراقية.
|