* النجف - معسكر السيلية - البصرة - الوكالات:
في ثاني عملية استشهادية من نوعها منذ بدء الحرب فجر عراقي سيارته في خمس من جنود البحرية الأمريكية أمس، بينما أعلنت القيادة الأمريكية ان مروحياتها من طائرات الأباتشي ألحقت خسائر فادحة في صفوف الحرس الجمهوري العراقي.
وأعلن الكابتن الأمريكي اندرو فالز لوكالة فرانس برس ان خمسة جنود أمريكيين قتلوا صباح أمس السبت على يد استشهادي فجر نفسه عند حاجز للجيش في شمال مدينة النجف (150 كلم الى جنوب بغداد).
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية في الدوحة هذا النبأ.
وقال الكابتن فالز ان سيارة أجرة اقتربت من الحاجز وان السائق أشار بيده الى انه يحتاج الى مساعدة .
واقترب خمسة جنود أمريكيين من الفرقة الثالثة في مشاة البحرية من السيارة ووجه اثنان بندقيتهما الى مؤخرة السيارة في حين وجه اثنان بندقيتهما الى مقدمتها واقترب الخامس من السائق.
وأضاف «عندما اقتربوا من السيارة قام السائق بتفجير القنبلة» وهناك خسائر أخرى لحقت بالمارينز أعلنت عنها أمس القيادة المركزية الأمريكية في قطر وقالت ان أربعة عناصر من مشاة البحرية فقدوا إثر معارك وقعت يوم الجمعة في محيط الناصرية، كما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية من جانب آخر ان جنديا أمريكيا قتل واصيب خمسة آخرون بجروح أمس السبت في وسط العراق إثر انقلاب آليتهم المصفحة من نوع برادلي.
وأوضحت سنتكوم على موقعها على الانترنت انه تم «اجلاء جندي بطائرة طبية الى المستشفى الميداني 212 حيث أعلنت وفاته لدى وصوله».
وأضافت انه تم أيضا «اجلاء الجنود الآخرين المصابين بجروح في الرأس والعنق والذراع والظهر أو الفك».
يشار الى ان إم-2 برادلي هي آلية مصفحة تستخدم لنقل الجند من سلاح المشاة الى ساحة المعركة وتقوم بتأمين غطاء لهم كما تقوم بمهمات استطلاعية.
ومن جانب آخر قال ضابط أمريكي كبير ان طائرات هليكوبتر أمريكية هاجمت وحدات من الحرس الجمهوري العراقي أمس السبت مما أسفر عن مقتل 50 جنديا عراقيا على الأقل وتدمير نحو 25 عربة.
وقال الميجر هيو كيت لرويترز «أطلقنا 40 صاروخا وضربنا 40 هدفا وتأكدنا من إصابة 25 عربة على الأقل بينها دبابات وحاملات جنود مدرعة وسقوط50 قتيلا على الأقل».
وأشار الى ان 30 طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي التابعة للفرقة 101 المحمولة جوا استخدمت في الهجوم على جنوب غرب بغداد.
وأضاف ان كل الطائرات عادت بسلام الى قاعدتها الجوية في الصحراء إلا ان احداها «واجهت صعوبة في الهبوط» بسبب عاصفة ترابية.
وقال كيت ان الطيار أصيب بكسر في الساق في الحادث كما ان الطائرة الهليكوبتر أصيبت بعطل.
وعلى صعيد آخر قال ضابط بريطاني في جنوب العراق أمس السبت ان أربعة أو خمسة جنود بريطانيين خطفوا في مدينة البصرة الليلة قبل الماضية.
ولكن متحدثا في مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر قال ان قوات بريطانية توجهت الى البصرة لتقييم مدى المقاومة من القوات الموالية للرئيس العراقي صدام حسين إلا انه لم ترد تقارير عن جنود مفقودين.
وقال الكابتن ال لوكوود «ليست هناك تقارير بأي جنود مفقودين».
وتحاصر دبابات ونيران مدفعية وحاملات جنود مدرعة امريكية وبريطانية مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية.
وقال مسؤولون بريطانيون أمس الجمعة ان القوات العراقية فتحت النيران في اتجاه نحو الفي مدني كانوا يحاولون الفرار من القتال ومن أزمة انسانية تهدد المدينة.
وقال لوكوود «ما زلنا نتحقق من الأوضاع في المدينة لمعرفة مدى تنظيم هذه الميليشيات.
«لدينا مصادر استخبارات متعددة تبلغنا بأنه ما زالت هناك سطوة من الارهاب قائمة داخل البصرة».
واستطرد لرويترز «الميليشيات وحزب البعث وهؤلاء الذين يساندونه يجبرون الناس على محاربة قوات التحالف. اننا نعمل بنشاط على تجريدهم من قوتهم... وتقليل قدراتهم على القتال وسنستمر في ذلك».
وقال ديفيد فوكس مراسل رويترز ان حشودا كانت تغادر المدينة إلا ان جماعة أكبر كانت تحاول دخولها مما تسبب في مشاهد من الفوضى عند جسر على حافة البصرة حيث أوقف جنود بريطانيون دباباتين لايجاد ممر ضيق للناس للمرور.
ويسمح الجنود للنساء والأطفال والمسنين بدخول المدينة إلا انهم يمنعون ما عداهم. ولا يمنع الجنود الناس من مغادرة البصرة.
وقال قائد دبابة بالفوج الثاني الملكي البريطاني للدبابات «يمنع أساسا الرجال القادرون على القتال من الدخول في الوقت الحالي».
وقالت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان جنديا بريطانيا قتل وجرح أربعة، فيما قد يتضح انه حادث آخر «للنيران الصديقة» في العراق.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لرويترز «حدثت واقعة لمجموعة مركبات مدرعة بريطانية خفيفة تابعة للسرية ..دي.. هناك جندي بريطاني مفقود يعتقد انه قتل وأصيب أربعة آخرون».
وأضاف «يجري حاليا التحقيق في الواقعة.هناك اشارة الى انها كانت واقعة - نيران صديقة - لكننا لا نستطيع تأكيد هذا قبل معرفة جميع الحقائق».
وقال انه تم ابلاغ أسر الجنود. وقبل هذه الواقعة كان العدد الرسمي للقتلى من الجنود البريطانيين يبلغ20 جنديا منهم خمسة فقط بأيدي عراقيين وبقيتهم في حوادث أو بسبب نيران صديقة.
الى ذلك قال ناطق باسم البنتاغون يوم الجمعة ان فرقة المشاة الأمريكية الرابعة التي ينتظر وصولها لتعزيز القوات الأمريكية في العراق ستحتاج الى «أسابيع» لتصبح جاهزة للتحرك.
وأوضح الناطق اللفتنانت كولونيل ديفيد لابان «لا يوجد موعد محدد، انها مسألة أسابيع» قبل ان يحصل عناصر الفرقة على عتادهم وان يتكيفوا قبل ان يتمكنوا من القتال.
وغادرت طلائع فرقة المشاة الرابعة التي تضم 12 ألف عنصر قاعدة فورت هودفي تكساس بالطائرة الخميس.
وكانت حوالي ثلاثين سفينة محملة بالدبابات والعتاد الثقيل تنتظر لفترة طويلة قبالة الشواطئ التركية. الضوء الأخضر من البرلمان التركي لنشر 62 ألف عسكري أمريكي بغية فتح جبهة شمالية في العراق.
وانتقلت هذه السفن في النهاية من المتوسط الى البحر الأحمر والخليج.
وبدأت بعض هذه السفن تفرغ حمولتها في الكويت لكن وصولها النهائي وانزال كل المعدات يستغرق وقتا على ما أفاد الناطق.
|