* وسط العراق - أ.ف.ب:
من مفارقات الحرب على العراق ان عددا من عناصر المارينز الأمريكيين نفد زادهم منذ بضعة أيام حصلوا على الغذاء من مدنيين عراقيين كانوا يفرون من المعارك الدائرة وسط العراق.
وبدأ عناصر من احدى فرق المارينز قطعوا عن خطوط امدادهم بسبب المعارك. يعانون من نقص شديد في التموين.
وتوقفت هذه الفرقة بعد ثلاثة أيام من المعارك الضارية على بعد حوالي 250 كلم جنوب بغداد في انتظار وصول التموين.
والتقى الجنود الجوعى حافلتين لمدنيين عراقيين كانوا يفرون في اتجاه الجنوب. على ما أفاد السرجنت كينيث ويلسون الذي يجيد اللغة العربية.
واستعدادا للرحلة التي تنقلهم بعيدا من جبهات القتال قام العراقيون «بذبح خرفان وفراريج وسلقوا بيضا وبطاطا».
وتوقفت الحافلتان قرب معسكر المارينز وقدمت النساء غذاء لهم ما شكل مفاجأة سعيدة للجنود الجوعى.
ومنذ يومين كان عناصر المارينز يقسطون حصصهم الغذائية ويعانون من نقص في الماء. بحسب أحد مراسلي وكالة فرانس برس الذي يرافقهم.
وقال أحد عناصر المارينز «لقد أعطونا بيضا وبطاطا. أعتقد ان الأهالي ممتنون لنا ويريدون ان يتم إسقاط صدام حسين»، على حد قوله.
وأضاف «كانت هذه لفتة جميلة منهم»، وبينما انقض الجنود على الطعام الذي قدمه لهم العراقيون حذر طبيب المارينز الجنود من ان الطعام قد يكون مسموما.
غير ان الجنود الذين عضهم الجوع بناب تجاهلوا تحذير الطبيب وانقضوا على الأكل.
وقال أحد الجنود وهو يتلذذ الأكل مخاطبا زميله «لم أكن أعتقد يا صاح. أن البيض المسلوق يمكن أن يكون بهذه اللذة».
وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها جنود هذه الفرقة مدنيين عراقيين منذ عشرة ايام. فقد كانت المدن والقرى التي مروا منها خالية بعد ان غادرها سكانها هربا من المعارك.
وشوهدت بعض المجموعات من العراقيين على الطريق وهم يلوحون بالاعلام البيضاء أو يطلبون سجائر وتم أسر آخرين غير ان المارينز ظلوا بمنأى من المدنيين خشية وقوعهم في كمائن.
وقطعت الضربات اليومية للعراقيين والمقاومة الضارية خطوط الامداد للجنود الأمريكيين وتخلفت القوافل البرية فيما كانت عناصر المارينز تتقدم.
وأظهرت التغطيات الصحفية والتلفزيونية صورا لمدنيين عراقيين قتلوا أو جرحوا في عمليات قصف على بغداد وباقي المدن العراقية.
وأشارت مصادر استشفائية عراقية الى سقوط عشرات القتلى والجرحى الجمعة في قصف استهدف سوقا بأحد أحياء بغداد.
|