بي بي سي : استنزاف معنويات القوات الأمريكية على خط المواجهة
الغزاة يتذوقون من كؤوس المعاناة التي يتجرعها العراقيون

  * لندن أ ش أ:
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب العراقي أشد المعاناة من التأثيرات النفسية والحياتية الصعبة نتيجة الغارات وعمليات القصف اليومية على مدار عشرة أيام إلا أن التقارير التي تتوالى تباعا بدأت تشير إلى أن الطرف الآخر أصبح هو أيضا عرضة لتأثيرات نفسية ومعاناة من نوع مختلف.
وربما كان من أوضح ما حملته التقارير في هذا الشأن ما أوردته شبكة «بي بي سي» الاخبارية البريطانية أمس على موقعها بشبكة الانترنت وتحدثت فيه عمّا وصفته باستنزاف معنويات القوات الامريكية على خط المواجهة وما يرتسم على وجه وملامح الجنود يوضح الواقع الصعب.
ويعبر بعض الجنود الامريكيين لمراسل الشبكة عن حجم المفاجأة التي وجدوها بانتظارهم، ويتحدث أحد هؤلاء عن الواقع المر الذي وجده على الأرض بخلاف ما توقعه وما سمعه من قادته بقوله ان ذلك لم يكن متوقعاً، لقد مر علينا أسبوع مجهد من المعارك الشرسة التي لا تزال مستمرة ولقد شعرنا بالاحباط في الوقت الذي أعطانا فيه القادة انطباعاً بأن الأمر سيكون سهلاً.
ويوضح مراسل الشبكة أنه كان ينبغي على قادتهم أن يوضحوا لهم ضرورة توقع وجود مقاومة عراقية.. مشيرا إلى أن الجنود لا يرغبون رغم ذلك في التسليم بأنه ليس بإمكانهم التعامل مع تلك المقاومة فيما تؤكد تصرفاتهم وردود أفعالهم أن هذا النوع من القتال لا يتطابق مع ما تدربوا عليه بالفعل.
وتتمثل حالة القلق التي تصل إلى حد الرعب ذروتها في كلمات جندي أمريكي من جنود مشاة البحرية حين قال لمراسل الشبكة كان يكفي أنني تعرضت للنيران من جميع الاتجاهات، أريد أن أعود إلى الوطن ويعلق مراسل «بي بي سي» لقد كانت هذه الكلمات شيئاً مذهلاً.
ووصف مراسل شبكة «بي بي سي» البريطانية الظروف التي تحيط بالجنود الامريكيين بأنها تمثل المشكلة الثانية حيث تعرضت المنطقة لعاصفة رملية في منتصف الأسبوع الماضي أدت إلى إثارة كميات مروعة من التراب وبعد أن هدأت العاصفة واجه الجنود مشكلة أخرى تمثلت في تحول المنطقة المحيطة بهم إلى برك من الوحل والطين فحين يستيقظ الجندي كل يوم يجد المعسكر غارقاً في بركة من الوحل والقاذورات.
كما وصف الواقع الذي يعيش فيه الجنود الامريكيون من مشاة البحرية بأنها معسكرات من القمامة ويشير مراسلها إلى أن كمية الحشرات الطائرة التي تحيط بهم في بعض الأوقات تبعث على الشعور بالإحباط رغم أن قوات مشاة البحرية تقول انها تدربت على التكيف مع الظروف الصعبة، ولذا يمكنها تحمل هذه الظروف.
وتضيف الشبكة في وصفها لواقع حياة الجنود على لسان مراسلها بالقول ان الجنود يتناولون الوجبات المعلبة التي تأتي في أكياس بلاستيكية بنية اللون تكفي ثلاثة منها الجندى طوال اليوم وتتضمن مجموعة متنوعة من الغذاء تشمل حساء اللحوم والدجاج والمكرونة والدجاج بالصلصة وبعض المأكولات التي تبدو غريبة نوعاً ما وتدعى المأكولات التركية.
ويعلق مراسل «بي بي سي» بالقول على الوجبات في كلمات لا تخلو من السخرية والامتعاض لقد تناولت بعض هذه الوجبات غير أننى لم اقتنع تماما بأنها تركية، كما أنه بالرغم من وجود الكثير من الوجبات النباتية إلا أنها لا تكون طازجة مع مرور الوقت.
وتشير الشبكة على لسان مراسلها إلى عبء نفسي آخر ينصب على كاهل الجنود علاوة على ظروف الحياة الصعبة هنا ألا وهو الأثر الذي تتركه رؤية الرفاق المصابين خاصة بعد هجوم صاروخي مفاجئ هنا خلف ورائه 30 جريحاً من مشاة البحرية الامريكية وأضاف لقد كنت حاضراً عندما تم نقل كثير من المصابين إلى الداخل حيث كانت إصابة معظمهم ناجمة عن شظايا الهجوم.