Sunday 30th march,2003 11140العدد الأحد 27 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

موسكو ترفض اعتبار الغزو عدوانا موسكو ترفض اعتبار الغزو عدوانا
غالبية الروس تعارض الحرب الأمريكية على العراق

* موسكو- سعيد طانيوس:
ترفض السلطات الرسمية الروسية اطلاق صفة العدوان على الهجمة الامريكية البريطانية ضد العراق.
وتحاول دوما انتقاء اوصاف وتعابير تؤكد تأييدها لحل الازمة العراقية بالوسائل السياسية والدبلوماسية ومعارضتها لاستخدام القوة ضد بغداد . لكن دون ان تثير حساسية وغضب الادارة الامريكية التي تحولت بين ليلة وضحاها وبقدرة قادر من خصم ايديولوجي الى «شريك استراتيجي» لموسكو.
وذلك على الرغم من ان 91 بالمئة من المواطنين الروس يرفضون بشكل قاطع الحرب الامريكية ضد العراق. فيما تعتبر الاكثرية الساحقة من الروس ان علاقات واشنطن مع موسكو تتراجع وتسوء على الرغم من كل ما تبذله هذه الاخيرة لاسترضاء «روما» القرن الواحد والعشرين! نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف رفض ردا على سؤال وصف عمليات واشنطن ولندن ضد العراق بأنها عدوان.
وقال ان تحديد العدوان يرد في احد قرارات الامم المتحدة الصادر في العام 1974. متحججا بأن منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن لديها لهما «حق حصريا» بإطلاق هذه الصفة.
وواضح: ان مجلس الامن فقط وليس كل دولة على حدة يمكن ان يقرر: هل يعتبر هذا العمل عدوانا ام لا. واننا نتمسك بالمبادىء القانونية.
وتعليقا على الموقف الروسي الرسمي من هذه المسألة قال فيدوتوف في حديث نشرته جريدة «فريميا نوفوستي». ان موسكو تعتبر مجددا هذه الممارسات غير قانونية وتنتهك القانون الدولي وتعتبر خطأ كبيرا. وان على مجلس الامن الدولي وحده ان يعطي تقييما سياسيا وقانونيا للعمليات الحربية الامريكية والبريطانية في العراق.
و حتى اذا لم يتمكن مجلس الامن الدولي من اتخاذ قرار في جلسته الحالية فان التقييم جلي من خلال كلمات الوفود. كما قال.
وكشف فيدوتوف ان الولايات المتحدة وبريطانيا وجهتا رسالة الى مجلس الامن الدولي من اجل ايجاد أساس قانوني لممارستهما في العراق.
غير انه قال إنهما مالم تتوجها الينا ولكنهما وجهتا رسالة الى مجلس الامن الدولي. وحسب كلامه ان موسكو تعتبر مواقف واشنطن ولندن غير مبررة بلطيف العبارة.
واضاف قائلا. نحن ايضا لدينا رجال قانون قاموا بتحليل كل شيء. واعترف فيدوتوف بأن روسيا كانت مستعدة لمثل هذا الحديث وهو لم ينشأ لاول مرة.
واعتبر في حديثه لهذه الصحيفة انه لاتوجد اية قرارات لمجلس الامن الدولي تعطي مسوغات لاستخدام القوة ضد العراق. وان كل عمل بدون تفويض من مجلس الامن هو انتهاك للقاون الدولي!.
وردا على سؤال عن احتمال ارسال القبعات الزرقاء الى منطقة النزاع. قال فيدوتوف ان موسكو تدعو الى تسوية الازمة العراقية في اطار مجلس الامن الدولي. وان الطرائق كثيرة لذلك. ولدى المجتمع الدولي تجربة في حل النزاعات. وغالبا ما استخدمت لهذه الاهداف قوات حفظ السلام. وانه يجب انتظار كيفية تطور الوضع.
ومع دموية وعشوائية الحرب التي يشنها التحالف الامريكي البريطاني ضد العراق لايتوانى المسؤولون الروس عن التأني في استخدام التعابير والكلمات التي يعبرون فيها عن رفضهم لهذه الحرب ومعارضتهم لها. وذلك على الرغم من ان نتائج استطلاع للرأي اجراه معهد دراسات الرأي العام ونشرت نتائجه وكالة انترفاكس. اكدت ان 91 بالمئة من المواطنين الروس يرفضون بالمطلق الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد العراق. مقابل 5 بالمئة فقط يؤيدون هذه الحرب وامتناع 4 بالمئة عن الاجابة.
واشار هذا الاستطلاع الى تغيير جذري في نظرة المواطنين الروس الى الولايات المتحدة التي تعتبرها حكومتهم «شريكا استراتيجيا» فقد اعتبر 41 بالمئة من الروس في 24 اذار/مارس الجاري . اي بعد 4 ايام من بدء الحرب الامريكية ضدالعراق ان علاقات واشنطن مع بلادهم تسوء وتتجه نحو الاستصغار مقابل 10 بالمئة فقط كانوا يعتقدون بذلك في شهر فبراير الماضي .وتراجعت من 22 الى 8 بالمئة فقط نسبة الروس الذين يعتقدون بتحسن العلاقات بين البلدين خلال نفس الفترة.
كما تراجعت نسبة الروس الذين يعتقدون باستقرار العلاقات بين موسكو وواشنطن من 49 الى 40 بالمئة فقط.
واعتبر 59 بالمئة من الروس حسب نتائج هذا الاستطلاع ان امريكا لا تمارس سياسة صداقة تجاه روسيا . بينما عارضهم في ذلك 29 بالمئة . فيما كانت هذه النسب في شباط/ فبراير العام الماضي 44 و39 بالمئة على التوالي .
ومع لا مبالاة الروس عامة تجاه علاقتهم الذاتية مع امريكا . فإن نسبة الذين يتملكهم شعور شخصي مناهض للولايات المتحدة وسياستها ارتفعت من 22 بالمئةفي العام الماضي الى 35 بالمئة في الوقت الراهن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved