من المؤكد ان حالنا التعليمية لن تصلح طالما بقيت خططنا وبرامجنا التعليمية تسير في معزل من البحث التربوي. الباحثون التربويون يعززون من ثقتنا في قرارنا التربوي ويقدمون لنا أفضل البدائل التربوية، فمتى ما غاب الباحثون عن المسرح التعليمي ووسد الأمر التربوي لغير أهله فانتظر دفن النظام التعليمي.
العارفون ببواطن الأمور يعلمون ان هناك فجوة واسعة بين الباحثين ووزارة المعارف، فمن جهة يرى الباحثون ان وزارة المعارف لا تقدر قيمة البحث التربوي ولا ترصد له الأموال الكافية. ويرون أيضاً ان الوزارة لا تعير بحوثهم أي اهتمام، بل ولا تكلف نفسها عناء البحث عن كنزهم المكنون، فجهودهم البحثية تبقى دائماً حبيسة الأرفف يكسوها الغبار. ومن جهة أخرى ترى وزارة المعارف ان أكثر الباحثين يغردون خارج السرب، فبحوثهم لا تلامس هواجس وهموم الوزارة، انها بحوث لا تعالج مشكلات واقعية، ولا تقدم للوزارة بدائل فاعلة، انها بحوث يوجهها أصحابها لخدمة تدرجهم الوظيفي فقط. هذا الجفاء بين الوزارة والباحثين يضعنا أمام أزمة تعليمية حقيقية، خصوصاً إذا ما علمنا ان التعليم لا يمكن تطويره في ظل غياب البحث التربوي العلمي الأصيل.
(*)كلية المعلمين بالرياض
|