Friday 28th march,2003 11138العدد الجمعة 25 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شيء من الكياسة والفطنة شيء من الكياسة والفطنة

* س: - عشتُ معه في بيت أهله خمسة أعوام فتكشف عنه أنه طوع والدته بجانب أنه ضعيف الشخصية، وإلا فهو ذو دين وخلق لكن تدخل والدته ونقدها يؤلمانني فكيف ترى لي..؟
هـ . ل. م.. بريدة القصيم
* ج: - لم أر مشكلة تدور هنا.. وآمل عدم العجلة علي.. لم أر ذلك، وكل ما ظهر لي أنك حادة الطبع قد أصنفك من ذلك النوع الذي يفقد الكياسة وسعة الحيلة في المعاملة وتميلين الى دقة الملاحظة وتريدين كل شيء يكون أو لابد أن يكون بما ترضين عنه 100%.
نعم الزوجة تريد زوجاً قوي الشخصية واثق الخطوة ذا حكمة، وبعد نظر حتى تعيش بجواره بأمان وحتى يكون ولده ذا شخصية حسنة وحتى ترى أن زوجها هو الزوج الذي لعلها قد كانت تتصوره من قبل.
وهذا أمر جيد ومطلوب أن يكون في الزوج ومراد جداً أن تنشده الزوجة لكن آمل التفطن إلى خمس نقاط:
1 الأولى: أنه يمكن للزوجة الصالحة المطلعة التي تفقه الواقع وتدرك حال الحياة حلوها ومرها يمكنها صناعة الزوج بالتماسك الواعي والتأثير الحكيم وعدم نظر القوامة، فهي قادرة بإذن الله تعالى أن تجعل زوجها رجلاً بمعنى أن تشعره بالمسؤولية تجاه الحياة تجاهها تجاه الأولاد بشيء من الجلب أو (الجذب الذاتي) يتعلق بها ويميل إليها والرجال غالباً يميلون لذات الحيوية وخفة الدم ودوام التزين وتماسك شخصية المرأة فبقليل من هذا وذاك ينجر إليها.
2 الثانية: جلب تراجم كبار الشخصيات الذين أثروا الحياة بالعلم بالأدب بالثقافة بالتجديد، وهذه التراجم تؤثر جيداً في.. الرجل.. خاصة وهي ذات نسق جمالي ليست من الخيال في شيء، مثل كتاب:
1 سير أعلام النبلاء.
2 الرحيق المختوم
وما شابههما.
فهذه كتب ذات تأثير صانع مع الأيام خاصة وهذان الكتابان جرا عبر الزمان رجالاً ونساءً الى التأثر الجيد نحو قوة الشخصية ورفعة الحياة وعمق النظر وسعة البطان.
3 الثالثة: الصبر وعدم جعل شيء ما على حساب كل شيء ومتى ما كان الصبر واعياً محيطاً كلما هان ما يعانيه المرء من ضيق ومنغصات.
4 الرابعة: الدهاء وسعة الحيلة ومحاولة كسب من حول المرء بفطنة حتى يسلم من شر كل من به شر وحتى يرد غوائل شرور قد تفاجئه بسبب ما يجهله إنما أسقط عليه إسقاطاً.
5 الخامسة: الفزع إلى الله: دائماً في كل الحالات برد الظلم وصد السوء، والمحافظة على الأذكار مع حسن القصد.
وفقه هذه النقاط الخمس لعلها تعطيك فقهاً ضرورياً لمعنى الحياة وصناعة الحياة والتأثير على المقربين.
فالذي أراه لك الصبر الواعي العميق واتقاء والدة الزوج بشيء من الكياسة والفطنة وأنت ترين أن الوالدة مهما كبر ابنها فهي تراه لم يزل بعد ولدها.. مع شيء من الغيرة التي لابد أن تلاحظيها حتى لا تفسري عمل (والدته) بأنه كيد أو مكر وحتى لا تذهب بك الظنون إلى الزوج بأنه ضعيف بل لعله يقدر والدته أو لعله يريد أنه لم يزل معها لعل المهم المحافظة على هذا الزوج ذي الدين والخلق، وماذا بعد هذا..؟
فاشكري الله تعالى على هذه النعمة وتعاملي مع هذا الوضع بدهاء وحيوية نشطة وصبر واعٍ بعيد المدى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved