لا تسير الأحوال على أرض العراق حسب أمنيات القطاع العريض من دول وشعوب العالم أي باتجاه التهدئة، وإنما تتجه نحو التصعيد مع فتح جبهات جديدة من قبل القوات الغربية وذلك على الرغم من محاولات متفرقة للتهدئة.
فهناك الآن جبهة جديدة تم فتحها شمال العراق ودشَّنها ألف مظلي أمريكي وهي جبهة كان يتوقع لها أن تضم عشرات الآلاف من الجنود وليس ألفا فقط.
لكن رفض تركيا مرور الأمريكيين عبر أراضيها عدل الخطط بهذا الشأن، ومع ذلك يظل لهذه الجبهة مهامها وأغراضها ولعل أبرزها إشغال بغداد بجبهة أخرى تضاف الى الفريق القادم اليها، حتى الآن من جهة الجنوب فقط فضلا عن الحفاظ على مسافة معقولة بين الأتراك والأكراد..
وفي الأنباء أيضا أنَّ 30 ألف جندي أمريكي في طريقهم الى المنطقة، وهو أمر يخضع لعدة تفسيرات من أهمها أن القوات الأمريكية والبريطانية تواجه مقاومة شديدة لم تجعل من الممكن تطبيق التصور القائل، قبل الحرب: إن الحرب ستكون مجرد نزهة سريعة.
وعلاوة على ذلك فإن دخول المزيد من القوات هو مؤشر الى ان الفترة الزمنية للحرب ستمتد أكثر وأكثر.
وفي مقابل هذا التصعيد تستمر المعارضة للحرب وقد غطَّى عليها هدير المدافع، كما تظل الجهود مشتتة للتصدي لجنون الحرب في مقابل آلة إعلامية ضخمة تروج للقتال.
وكان ينبغي ان يدفع حصاد أسبوع من القتال وهو حصاد مريع ومخيف الى ازدياد المطالبة بالكف عن هذا القتال المرشح لإحداث المزيد من الخسائر في الأنفس والممتلكات، لكننا نرى بدلاً من ذلك توجهاً نشطاً نحو التصعيد.
لقد كانت هناك عودة مساء الأربعاء الى الأمم المتحدة لكن الأمين العام للمنظمة الدولية اتخذ من اللقاء مناسبة لكي يعلن الفشل المريع للأمم المتحدة تجاه هذا النزاع وتحدث بالتفصيل عن مهمات توفير احتياجات العراقيين وفقا لبرنامج «النفط مقابل الغذاء».
ومن المهم ان تستمر مثل هذه الترتيبات لتوفير احتياجات الشعب العراقي، لكن من المهم أيضاً استمرار المساعي من أجل وقف الحرب حتى لا تتكرر مشاهد مذابح الأربعاء في كل من بغداد والبصرة حيث لقي العشرات من المدنيين مصرعهم.. وهناك مئات القتلى في ساحات المعارك، والأرقام تتصاعد بشكل سريع ما يحتم بذل كل ما يمكن لوقف هذا الجنون.
|