ها وقد حزب الأمر، وازداد على المسلمين في فلسطين والعراق..
وانكشفت النَّوايا..، وانبسطت الأكاذيب..، وفُقدت كلُّ ذرَّة في كيان الصِّدق كما لا يتخيَّله عقل عاقل، ولا تبرره حجج متخاذل ولا فاشل..
وها قد ضاقت الوسيلة..
وقلَّت بهم الحيلة..
فما لهم سوى الدُّعاء بما دعا به سيد البشر حين حزب عليه أمر ثقيف، وأُدميت قدمه صلى اللَّه عليه وسلم، فرفع يده يناجي من بيده الحيلة سبحانه وتعالى، وبيده الحلُّ، ومنه الإجابة: «اللَّهم إليك أشكو قلَّة حيلتي وهواني على النَّاس..» وهانحن ندعو للمسلمين تحت مطارق الخوف والفزع، وعناقيد القنابل، وأزيز الصواريخ، وصواعق الفتك:
اللَّهم إليك نشكو قلَّة حيلتهم وحيلتنا، وهوانهم على النَّاس..، أنتَ ربُّ البائسين المستضعفين، وأنت ربُّهم، إلى من تكلهم؟ إلى عدو يتجهَّمهم ويفتك بهم؟ أم إلى قريب لا يملك لهم حيلة ولا قوة؟ إن لم يكن بك غضبٌ عليهم فلا نبالي، نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض، وصلح به أمرها من أن ينزل بهم وبنا غضبك، أو يحلَّ بهم وبنا عقابك..، لك العُتبى يا ربّ حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلاَّ بك..
اللَّهم، افزعْ لهم فلا حيلة لهم..
واللَّهم، اجعل حميم النَّار عليهم برداً وسلاماً، كما جعلته على إبراهيم عليه السلام..
واللَّهم احفظ البلاد والعباد، والماء والخضرة والكلأ..
واللَّهم، وقد تجدَّدت مجازر فلسطين في العراق، وتملَّك أمر الحرب قساة متحايلون، وأنت وحدك يا ربِّ من تعلم سرهم ونجواهم، فهذا الدُّعاء منَّا ومنك الجواب، يا قريب يا مجيب..، أنزل على المسلمين فوق كلِّ أرض وتحت كلِّ سماء قوَّة إيمان توحِّد كلمتهم بها، وتُذهب بها البأس عنهم، فتنقِّيهم، من جهلهم وضعفهم، وتنصرهم نصرةً لدينك، ولأمَّة خير خلقك.. فلا تعذبهم وهم يشهدون بوحدانيَّتك.. وتجاوز عن ذنوبهم كي لا تعاقبهم بها يا رب.
آمين.. آمين.. أمين..
|