* حفر الباطن سلامة فدعوس الظفيري فهد عبدالرحمن الجخيدب:
في سعيها لرصد الاوضاع في محافظة حفر الباطن، قامت «الجزيرة» بجولة ميدانية داخل وخارج المحافظة التقت خلالها بعدد من المواطنين ومديري المدارس ومرتادي الرحلات البرية وعابري الطرق الدولية المرتبطة بالمحافظة وبعض النوادي الرياضية، خرجنا من خلالها بالعديد من الانطباعات الايجابية اهمها هدوء
واستقرار الاوضاع وممارسة السكان لحياتهم اليومية بشكل عادي.
بداية جولتنا كانت مع توجه الطلبة للمدارس حيث التقينا بالاستاذ علي بن حسين الظفيري مدير متوسطة المغيرة بن شعبة وحضرنا مع كافة منسوبي المدرسة الطابور الصباحي والطلبة في قمة نشاطهم وحيويتهم وقال: المحافظة تعيش اوضاعاً عادية ولله الحمد نتيجة الموقف المشرف العظيم الذي اتخذته قيادتنا الرشيدة والحكيمة ضد الحرب على العراق ولذلك من الطبيعي جداً ان ننعم جميعاً مواطنين ومقيمين بالامن والطمأنينة على الرغم من قرب المحافظة لمنطقة الحرب، والان كما تشاهدون الحياة اليومية بحفر الباطن عادية جداً وسألناه هل لاحظ تغيراً على الاوضاع العامة بالمحافظة رد قائلاً: كل شيء بفضل الله كل شخص يعمل ويمارس العمل بشكل عادي وهؤلاء الطلبة الصغار يدرسون دون شعور بالخوف بل الجميع بالمحافظة يشعر بالراحة والطمأنينة.
فخر
ثم توقفنا عند احد مراكز الرعاية الصحية الاولية بمحافظة حفر الباطن حيث شاهدنا عدداً من المراجعين من النساء والرجال ينتظرون لتلقي العلاج احد المراجعين المواطن صالح الروضان قال ان الحياة العامة اليومية بحفر الباطن عادية جداً .
واضاف بعد ان أوصانا بتقديم التهنئة لرئيس التحرير وجميع منسوبي «الجزيرة» على هذا التغير الجيد الذي تشهده ومضى قائلاً الموقف الرسمي والشعبي الرافض للحرب ضد العراق وعدم المشاركة بأي حال من الاحوال كان له عظيم الاثر في النفوس ويحق لنا جميعاً ان نفتخر بقيادتنا الرشيدة التي وضعت وتضع امن المواطن في سلم اولوياتها.
تشجيع
انتقلنا بعد ذلك الى طريق الكويت حفر الباطن بالقرب من محطة ساسكو ولاحظنا بان الطريق الدولي يشهد حركة عادية من المسافرين ذهاباً واياباً وعند محطة «ساسكو» التقينا احد الاخوة القادمين من الكويت واسمه فلاح بن سعود الشمري الذي قال انه قادم من دولة الكويت «الجهراء» لايصال اسرته الى اقاربه في حفر الباطن وسيعود لدولة الكويت هذه الليلة لظروفه.. مضيفاً ان المملكة بشكل عام ومحافظة الحفر بشكل خاص الاوضاع فيها عادية ومستقرة حيث الامن والامان، فقبل مجيئي هنا اتصلت هاتفياً على اقاربي وذكروا ان الوضع عادي جداً والناس يمارسون حياتهم اليومية بدون شعور بالخوف وهذا ما شجعني على احضار اسرتي التي ساءت حالتها النفسية من جراء الحرب فانطلاق صافرات الانذار بالكويت ضعضع معنوياتنا ونفسياتنا وخاصة النساء والاطفال.
من البادية
ثم توجهنا بعدها الى فرع وزارة الزراعة بحفر الباطن حيث وجدنا عدداً من مربي الماشية يراجعون الفرع من اجل انجاز معاملاتهم والحصول على ادوية لعلاج الامراض والتقينا باحد موظفي الفرع عبدالرحمن موسى الحربي والذي قال معظم هؤلاء المراجعين من البادية وبعضهم قريب جداً من الحدود الكويتية والحدود العراقية ويمارسون اعمالهم اليومية بشكل طبيعي جداً اذ مظاهر الحياة العامة بالمحافظة تؤكد للجميع ان الاوضاع عادية ولم يطرأ عليها اي تغيير او شيء ملفت يدعو للتشاؤم والقلق.
ومنه توجهنا الى محل لبيع الاقنعة الواقية من الاسلحة الكيماوية وعند وصولنا اليه فوجئنا بأحد العمالة يزودنا بمنشور دعاي فالتقينا بصاحبه عويد العنزي والذي قال بداية احب ان اقول ان الوضع العام بالمحافظة عادية جداً وبالرغم من ان الناس يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي دون شعور بالخوف وذلك بفضل حكومتنا الرشيدة بعد الله عز وجل، الا ان هناك اقبالا على هذه الاقنعة حيث يتراوح عدد المبيعات اليومي مابين 30ـ50 كمامة واسعار هذه الكمامات يتراوح مابين 100ـ120 ريال.
اما عدد الكمامات في المحل فيقول العنزي يتجاوز عددها 1000 كمام وانتقلنا الى احد الموجودين ويدعى عبدالله العنزي حيث قال عفواً انا لست زبوناً كما تظنون انا متفرج فقط، فلست بحاجة لان ارتدي قناعاً فالامر طبيعي جداً.
وفي الصحراء حيث اعتدال الجو الربيعي اجبر بعض العوائل على قضاء وقتها في هذه الصحراء الجميلة فالتقينا المواطن هادي المطيري حيث قال ولله الحمد المحافظة تعيش احوالها بشكل طبيعي فامن وامان واستقرار وسكون فليس لدينا اي قلق او خوف، فبلادنا ليست طرفاً في الحرب، فكما تشاهد الاطفال يلعبون هنا يسرحون ويمرحون في هذا الجو الجميل.
اطمئنان
وفي طريقنا التقينا المواطن حمد الطلحي الذي قدم هذا اليوم من دولة الكويت حيث مكث هناك عدة ايام للاطمئنان على اقاربه حيث قال لنا لن استطيع ان اصف لك شعوري هنا بما احسسته من امن وامان فعندما كنت بالكويت تولد عندي شعور بالخوف بسبب النساء والاطفال التي تسوء نفسياتهم بقدر دموع اعينهم بسبب ما يعايشونه نتيجة اطلاق الصافرات المنذرة بوقوع الخطر.
اما هنا فالحمدلله الاوضاع مستقرة فمنذ عبوري منفذ الرقعي قادماً من الكويت شعرت في نفسي الارتياح والطمأنينة.
استمرار
وفي نهاية جولتنا توقفنا عند الملاعب التي يجتمع فيها اعداد كبيرة من الشباب لممارسة انشطتهم الرياضية المختلفة وذهبنا الى احد هذه الملاعب وطلبنا الاذن منهم بايقاف اللعب لدقائق قليلة لنرصد انطباعاتهم في ظل هذه الظروف الحربية، فعبروا جميعاً وبصوت واحد قائلين «الحمدلله، فنحن نمارس حيتنا بشكل طبيعي كما ترون، وليس هنالك مايدعو للخوف والقلق، واضاف اللاعب سامي الفضلي: لم نوقف نشاطنا الرياضي ابداً، فهو مستمر بشكل عادي وكأن شيئاً لم يكن، لأنه باختصار لايوجد شيء يدعونا لذلك».
|