* أنقرة مارك بنتلي رويترز:
يقول محللون ان عرض الولايات المتحدة تقديم حزمة قروض بعدة مليارات من الدولارات قد يغري أنقرة بتجنب مضايقة واشنطن والامتناع عن إدخال قوات تركية إلى العراق وفي نفس الوقت يسكت همساً في الأسواق عن أزمة طاحنة بسبب الديون.
ويقول محللون ان قيام علاقات طيبة مع الولايات المتحدة عنصر أساسي لاستعادة ثقة السوق حتى يستطيع الحزب الحاكم في أنقرة تحسين اقتصاد البلاد المهتز. ولكن الكونجرس الامريكي الذي قلما يتعاطف مع حكومة حزب العدالة والتنمية يجب ان يوافق على هذه المعونات.
واهتزت الأسواق المالية التركية منذ ان سحبت واشنطن معونات وضمانات قروض قيمتها 30 مليار دولار مرتبطة بخطة لم تنفذ لعبور قوات امريكية من تركيا إلى شمال العراق وفتح جبهة ثانية ضد الرئيس العراقي صدام حسين.
وكانت القروض على درجة كبيرة من الأهمية لتركيا التي تحاول الخروج من أزمة اقتصادية حادة وتوقعات بخسائر اقتصادية بسبب الحرب في العراق.
وتضمنت ميزانية الحرب التي طلبها الرئيس جورج بوش وتبلغ 75 مليار دولار معونة مالية لتركيا مقدارها مليار دولار. ورحب بالطلب تجار ومتعاملون في الأسواق كخطوة ايجابية لرأب الصدع بين الشريكين في حلف شمال الأطلسي.
في لندن قال المحلل البارز كاسبر بارثولدي «انها ليست النقود ولكنها إشارة إلى الأهمية التي تبديها الولايات المتحدة تجاه تركيا».
وارتفعت عائدات الأسهم في الأسواق المالية التركية بنسبة خمسة في المئة مع هبوط أعباء الدين بنسبة ثماني نقاط مئوية على إعلان المعونة الامريكية لانقرة.
وتتوجس الأسواق خيفة من ان حكومة حزب العدالة والتنمية قد تسيء إدارة العلاقات بين انقرة وواشنطن ومع صندوق النقد الدولي. ويعتقد محللون ان قرار المعونة منح دفعة نفسية لأسواق تركيا المالية وخفف من مخاوف سوء إدارة الحكومة للاقتصاد.
ولكن صحيفة صباح التركية قالت ان المعونة خدعة. وأضافت تقول «الحزمة تهدف إلى إثناء تركيا عن دخول شمال العراق وتشجعها على تقديم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في المستقبل».
وربما على نفس القدر من الأهمية اقتراب تصويت البرلمان على الميزانية وسط خلافات في الحزب الحاكم حول تفاصيلها مما قد يضر بسلطة الحكومة في وقت حرج تحاول فيه الولايات المتحدة الحصول على تعاون أنقرة في شمال العراق.
وصوت نحو ربع أعضاء حزب العدالة والتنمية ضد طلب الحكومة الموافقة على السماح بدخول نحو 62 ألف جندي امريكي لفتح جبهة شمالية ضد العراق.
ورغم معارضة الحرب في أوساط الحزب الحاكم فان كثيرين يؤيدون اشتراك تركيا في جبهة بشمال العراق ويؤيده أيضا الجيش الذي تنتابه العصبية من تدفق اللاجئين وتحركات كردية للحكم الذاتي.
وقال بارثولدي «انه مهم جداً ان يخرج حزب العدالة والتنمية من التصويت في البرلمان وهو على قدر من وحدة الصف».
ومن جهة أخرى تخشى الولايات المتحدة من ان أي هجوم تركي على المنطقة التي يتعاون فيها الأكراد مع واشنطن قد ينسف أي أمل في موافقة الكونجرس على المعونة الامريكية لتركيا.
ويخشى المقاتلون الأكراد العراقيون الذين يعملون مع القوات الامريكية بشمال العراق ان تحاول القوات التركية سحق الحكم الذاتي الذي يتمتعون به منذ حرب الخليج في 1991 .
وعلى الجانب الآخر تتوجس تركيا من ان قيام دولة كردية قد يثير انفصالاً مسلحاً داخل حدودها.
|