* الناصرية الدوحة واشنطن الوكالات:
اطلق جنود امريكيون النار على زملاء لهم فأصابوا العشرات بجروح منهم خمسة على الاقل في حال الخطر، وهو حادث تكرر كثيراً في هذه الحرب التي يتوقع المحللون الاستراتيجيون انها ستطول بسبب شدة المقاومة من قبل الجانب العراقي، كما يعزز توجه المزيد من الجنود الامريكيين الى المنطقة من فرضية استمرار الحرب ربما لعدة شهور أخرى.
وذكر صحافي يرافق القوات الامربكية في العراق ان عشرات من مشاة البحرية الاميركية «المارينز» جرحوا بنيران صديقة تعرضوا لها قرب الناصرية في جنوب العراق.
واضاف الصحافي نقلاً عن ضباط ان قذائف ومدفعية الهاون اطلقت على ما يبدو من موقع للمارينز على المقر العام لقيادة مشاة البحرية الامريكية مما ادى الى جرح 37 جندياً بينهم اثنان اصابتهما خطيرة وثلاثة في وضع بالغ الخطورة.
وتابع الصحافي انه شاهد على الاقل ست عربات دمرت في الموقع بينها ثلاث ناقلات جنود وسيارتا جيب ورافعة موضوعة على شاحنة.
وقال الضباط ان عناصر المارينز الموجودين في المقر العام ردوا على اطلاق النار غير انه لم تتوفر أي حصيلة على الفور بشان ضحايا محتملين في صفوف الموقع الثاني للمارينز.
وقامت قوات المارينز الاربعاء باجلاء السكان من حي في الضواحي الشرقية للناصرية «350 كلم جنوب غرب بغداد» كان مصدر هجمات عليهم في الايام السابقة، حسبما افاد مصور وكالة فرانس برس.
وبالنسبة للوضع في مدينة البصرة فقد ذكر مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية ان المدينة الواقعة في جنوب العراق تعرضت مساء لقصف مكثف من قبل القوات البريطانية والامريكية ادى الى تضرر عدد من المباني الحكومية في وسطها .
وقال المصدر نفسه ان القصف ألحق اضراراً كبيرة بمبنى المحافظة في وسط البصرة وعدد من مباني قوى الامن الداخلي، لكنه لم يتمكن من تحديد ما اذا كان هذا القصف المسائي بعد نهار هادئ قد اوقع اصابات بشرية.وكانت الحركة عادية صباح امس الخميس حسبما ذكر مراسل «الجزيرة» الذي قام بجولة شملت معظم انحاء البصرة حيث فتح العديد من المحال التجارية ابوابه.وقد عاد التيار الكهربائي الى بعض مناطق المدينة التي تمكنت من التزود بمياه الشرب.
يذكر ان البصرة تعرضت فجر الاربعاء لقصف شديد أوقع عدداً من الاصابات بين المدنيين عرضت الجزيرة صورا مؤثرة لهم.
وكان طابور كبير من المدرعات العراقية خرج فجأة مساء الاربعاء من البصرة ليتوجه جنوبا لكنه تعرض لقصف كثيف من قوات التحالف الامريكية البريطانية المحيطة بالمدينة.
وفيما يتصل بأنباء القتال ايضا فقد ذكر مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» ان القوات الامريكية تستعد للتعامل مع طابور عراقي صغير يتألف من مركبات خفيفة يتجه جنوبا من بغداد الى مدينة كربلاء مهونين بذلك من تقارير سابقة تحدثت عن طابور ضخم من وحدات الحرس الجمهوري.
وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية للصحفيين «نعرف ان هناك عدداً قليلاً من المركبات تتجه جنوبا من بغداد باتجاه كربلاء... اننا سنتعامل معهم عندما نجدهم»، واضاف قائلاً «لن يغير من الامر شيء ان نواجههم بالنهار او الليل، اننا لا نعتقد انهم في مركبات مدرعة. انهم في مركبات خفيفة نوعا ما».
وفي وقت سابق تردد تقارير متضاربة عن حجم الطابور العراقي اذ قالت بعض التقارير انه طابور ضخم من وحدات الحرس الجمهوري غادر بغداد باتجاه القوات الامريكية المحتشدة قرب مدينة النجف العراقية الجنوبية.
وقال الجنرال بيتر نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة في مقابلة مع شبكة تلفزيون «س.ان.ان» «ليس هناك ما يؤكد ذلك في ساحة المعركة.. اذا خرجوا الى العراء فانه سيكون شيئا جيدا».
ومن جانب آخر صرح مسؤولون امريكيون كبار في مجال الدفاع لصحيفة «واشنطن بوست» الصادرة امس الخميس ان الحرب في العراق قد تستمر اشهراً وتتطلب ارسال تعزيزات عسكرية امريكية كبيرة لضمان انتصار قوات التحالف.
وقالت الصحيفة ان الاحوال الجوية السيئة وخطوط الامدادات الطويلة والمعرضة للقصف ومواجهة عدو يبدي مقاومة اكبر مما كان متوقعاً، اجبرت بعض اهم الجنرالات الامريكيين على «اعادة النظر في تقديراتهم والبرنامج الزمني» للحرب.
واضافت ان «بعض الضباط الكبار مقتنعون حاليا بان الحرب ستستغرق على الارجح بضعة اشهر وستتطلب قوة قتالية اكبر بكثير من التي حشدت في العراق والكويت حاليا».
وينتشر حاليا اكثر من 250 الف عسكري امريكي لدعم العمليات فضلاً عن اكثر من اربعين الف عنصر من قوات التحالف لا سيما من بريطانيا واستراليا.
ويستعد 30 ألف من الجنود للتوجه الى الخليج ايضا. وغادرت طلائع 12 الف جندي من فرقة المشاة الرابعة قاعدة فورت هود «تكساس» اعتبارا من امس الخميس.
|