Friday 28th march,2003 11138العدد الجمعة 25 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مع تزايد جنون القصف العسكرى الأمريكي لها بلا هوادة ودون انقطاع مع تزايد جنون القصف العسكرى الأمريكي لها بلا هوادة ودون انقطاع
بغداد بين التحدي والصمود.. وفدائيو صدام خط الدفاع الأخير

  * القاهرة - بغداد أ ش أ:
أثارت المجزرة التي ارتكبتها قوات التحالف الأنجلو امريكية ضد سوق شعبي وسط العاصمة بغداد ظهر الأربعاء مخاوف كبيرة على مستقبل العاصمة العراقية التي تمر حاليا بظروف صعبة للغاية بل بأسوأ فترة في تاريخها المعاصر من خلال تزايد جنون القصف العسكري الامريكي لها بلا هوادة ودون انقطاع في محاولة للنيل منها تمهيدا لاقتحامها.
ويواجه سكان العاصمة العراقية التى تقع على مساحة ثلاثة آلاف كيلو متر مربع ويبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة ظروفاً معيشية صعبة ومتدهورة جراء استمرار أعمال القصف الامريكي رغم عدم ضرب البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء واتصال وجسور خلافاً لما جرى في حرب الخليج الثانية عام 1991 في أعقاب الغزو العراقى للكويت.
ويعيش سكان العاصمة بغداد والتى يقسمها نهر دجلة الذي ينبع من تركيا إلى شطرين هما الرصافة والكرخ حالة حرب فعلية هذه الأيام حتى إن النهار والليل أصبحا يستويان معا.. فالقصف يستمر دون توقف ويسمع من حين لآخر صراخ الأطفال العراقيين «من الرضع وحتى أعمار 12 سنة» وهم يشهدون هذه الحرب لأول مرة يتعالى مع كل قصف أو غارة ليقطع الصمت ويلقي بظلال قاتمة حزينة على ذويهم.
يذكر أن آخر حرب تعرضت لها بغداد كانت حرب الخليج الثانية في السادس عشر من يناير عام 1991 وتم خلالها قصف العراق بنحو ثمانمائة وثمانين ألف طن من القنابل والصواريخ.. وقد تعرضت البنى التحتية العراقية للتدمير خلال هذه الحرب غير أن العراقيين أعادوا بناءها في السنوات الماضية.
ويبدو أن العراقيين كانوا يدركون بعد حرب الخليج الثانية أن حربا على نفس المستوى بل وربما على نطاق أوسع وأشد ستشن ضد بلادهم مرة أخرى مستهدفة القيادة فتم تأسيس تنظيم عسكري في النصف الثاني من عام 1994 تحت اسم فدائيو صدام وهو التشكيل الذي أشرف على تأسيسه وتنظيمه وإعداده النجل الأكبر للرئيس العراقى عدي صدام حسين.
وقد ضم تنظيم فدائيو صدام عند تأسيسه في أواخر عام 1994 ستين ألفا من صفوة وخيرة الشباب العراقي تم الحاقهم بمعسكرات خاصة للتدريب على مختلف فنون القتال وتحدد لهم مهمة رئيسية هي الدفاع عن القيادة العراقية في مواجهة أي اعتداء.
ويتقاضى أفراد تنظيم فدائيي صدام مرتبات مجزية كانت في بدايتها نحو خمسين ألف دينار عراقي شهرياً مع مزايا خاصة أخرى في الملبس والمأكل والمسكن فضلا عن الرعاية الاجتماعية لأسرهم.
ويعرف عن فدائيي صدام ولاؤهم الشديد وانتماؤهم المطلق للرئيس العراقي صدام حسين كما يلقى هذا التنظيم استحساناً كبيراً من نجله الأكبر عدي.
ومع مرور الوقت أصبح تنظيم فدائيي صدام تنظيماً عسكرياً منظماً وتزايد عدد أفراده ليقارب الآن نحو مائة وخمسين ألفا.
ويعتبر تنظيم فدائيي صدام خط الدفاع الأخير لحماية العراق وقيادته عند الحاجة والتي تبرز الآن على نحو واضح هذه الأيام مع تزايد حدة الهجمة الامريكية الشرسة على بغداد.
وإذا كانت مهمة قوات الحرس الجمهوري التي ينتشر أفرادها داخل العاصمة بغداد صد أي اعتداء قد يقع على العاصمة العراقية فإنه من المتوقع أن يكون لتنظيم فدائيي صدام دور أهم إذا ما تفاقمت الأمور جراء سير العمليات العسكرية وسارت إلى الأسوأ خاصة نحو اقتحام بغداد وهنا سيكون لهذا التنظيم مهمة أساسية هي حماية القيادة العراقية والدفاع عنها في مواجهة أي محاولة للاقتراب منها أو المساس بها.
ومع تزايد شراسة الحملة العسكرية الامريكية البريطانية والاندفاع نحو العاصمة بغداد فان كل الاحتمالات تبقى مفتوحة.. ويبدو أن الوقت قد حان أخيراً لظهور فدائيي صدام على مسرح العمليات في بغداد بعد سنوات من التدريب والاستعداد للقيام بالمهمة الأساسية التي جاءوا من أجلها وهذا ماستكشف عنه الأيام المقبلة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved