آلام الولادة كثيراً ماتثير مخاوف المرأة الحامل خاصة التي تلد لأول مرة، ونتيجة لهذه المخاوف ترفع بعض المراكز الطبية شعار «ولادة بدون ألم»، لكن هل حقاً توجد ولادة بدون ألم، وبلا مضاعفات أو أعراض جانبية قد تضر بصحة الأم أو الجنين ؟
الدكتورة دعد قرقوط أخصائية النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض تؤكد أنه قبل الإجابة على هذا لابد من معرفة أن أي دواء يعطى للأم الحامل خلال الولادة يعبر المشيمة إلى الجنين، لذا وعند إعطاء أي دواء لا بد أن نكون حريصين على تحقيق التوازن بين تأثير هذا الدواء على الأم وبين سلامة هذا الدواء على الجنين.
وللآن لا توجد وسيلة آمنة تماماً تمنع الألم أثناء الولادة فأي مسكن له اختلاطاته على الأم وعلى الجنين، ولكن يوجد وسائل عديدة يمكن إعطاؤها، ويعتمد إعطاؤها على الخبرة والمهارة في تحديد الوقت والجرعة المناسبة، وفي الحقيقة إن التخدير قد يكون نافعاً للأم والجنين بتسهيل وتسريع الولادة إذا أعطيت في الوقت المناسب.
وتضيف د. دعد وهناك أنواع من المسكنات التي تفيد في هذا الشأن منها :
1- المسكنات المخدرة: وتؤخذ عن طريق الإبر بالعضل أو الوريد ومخاطرها أنها قد تؤثر على تنفس الجنين لأنه حساس لهذه الأدوية المخدرة، وربما تؤثر على الغدة العضلية الرحمية وتطيل فترة الولادة كما أنها قد تؤثر على دفع الأم الإرادي عند الولادة مما يؤدي إلى إطالة فترة خروج الرأس عند الجنين وبعض هذه المسكنات تؤدي إلى حدوث قيء ( تطريش )، وبعضها قد يكون لها تأثير عكسي في زيادة تنبيه الأم والهلوسة.
2- المخدرات الغازية وهي تعطى عن طريق الاستنشاق والكمامة (القناع) وهو عبارة عن غاز مسكن مخلوط بالأكسجين.
3- من أساليب التخدير أثناء الولادة التخدير الموضعي ( التخدير تحت الجافية ) أو ما يسمى بإبرة الظهر عن طريق العمود الفقري وهو عبارة عن غرز إبرة بين الفقرات أسفل العمود الفقري ومن ثم خلال هذه الابرة يحقن المخدر، وقد تحتاج الأم لأكثر من جرعة حسب الفترة التي تستغرقها الولادة، وهذا النوع من التخدير قد يؤثر على قوة دفع الأم الإرادية وفي هذه الحالة قد يحتاج الطفل الى المساعدة مثل استخدام الشفاط أو الملقط، ولا بد من يد خبيرة بإعطاء هذا النوع من الإبر ومن المضاعفات التي قد تنجم عن هذا النوع من التخدير كما تقول د. دعد قرقوط قد يحدث تخديراًعاماً، وهي حالات نادرة ،وقد يشمل التنفس ونتيجة إعطاء جرعات كبيرة منه وربما قد يحدث صداع شديد أو انخفاض شديد بالضغط وهذا النوع من التخدير لا يعطى إذا كانت الأم ولادتها سريعة، فقد تتم الولادة قبل أن يأتي المخدر بمفعوله مع الوضع في الاعتبار دائماً أن آلام المخاض من أشد الآلام التي يمكن أن تعانيها الأم خلال حياتها، ولكن لحسن الحظ فإن هذه الآلام تسبق شيئا ثمينا للغاية في حياة المرأة .
|