فقر الدم (الأنيميا)
د. شريف كباش ( * )

يعتبر فقر الدم من الأمراض التي يمكن أن تواجه الإنسان في جميع مراحل العمر وفي جميع المجتمعات، ولو أن تواجدها في بعض المجتمعات أكثر بسبب سوء التغذية أو العوامل الوراثية.
يتألف الدم من سائل يدعى بلاسما تسبح فيها كريات حمراء وكريات بيضاء وصفيحات، إن تعبير فقر الدم يطلق فقط على النقص الحاصل في المجموعة الحمراء، ويتم تركيب الدم في مخ العظام ويحتاج هذا التركيب إلى الحديد بشكل أساسي، كما يحتاج إلى فيتامين ب 12 وحمض الفوليك، كما يحتاج إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن والهرمونات وإنما بشكل أقل أهمية.
العامل الفعال في الكريات الحمراء خضاب الدم، وهو يحمل الأكسجين إلى الأنسجة ويعيد ثاني أكسيد الكربون، ونقول يوجد فقر دم عند نزول رقم خضاب الدم عن مستوى محدد وهذا المستوى متعلق بالجنس والعمر.
من أهم الأعراض التي يشكو منها المريض المصاب بفقر الدم هو الإعياء، والصداع، والدوخة، وأحياناً إغماء، وضيق تنفس، وخفقان قلب، ويظهر المريض شاحباً ويظهر للطبيب المعالج عدة علامات قد تساعد على معرفة نوعية فقر الدم.
إن أسباب فقر الدم عديدة تتراوح من سوء تصنيعه بمخ العظام إلى فقدانه في المحيط، ويعود سوء التصنيع في مخ العظام إلى إضطراب في مخ العظام بالذات أو بتأثير أمراض أخرى عامة كالأمراض الكلوية والكبدية والهرمونية والإلتهابية المزمنة والمناعية... إلخ. أو يمكن أن يكون بسبب النقص بالمواد اللازمة للتصنيع كالحديد والفيتامينات وخاصة ب 12 وحمض الفوليك، كما أن فقدان الدم قد يكون حاداً كالنزف كما في الجروح، أو قد يكون بطيئاً ومزمناً، وقد يكون غير واضح للمريض كالنزف المزمن في جهاز الهضم، المعدة، القولون، أو النزف المزمن في الرحم وخاصة قبل سن اليأس، وقد يكون فقدان الدم بسبب انحلال الدم كما هو الحال في فقر الدم المنجلي، وهو مرض موجود بكثرة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية أو التلاسيميا وهو مرض موجود بكثرة في حوض المتوسط.
الخلاصة أن فقر الدم هو من الأمراض كثيرة الانتشار وهو مرض يؤثر في قدرة الإنسان على العمل والتركيز، وهو قد يكون سليماً ناتج عن سوء التغذية، ولا نعني بسوء التغذية، نقص الغذاء بشكل عام وإنما تنوع الغذاء حيث يمكن أن نرى أناساً بدينين ولديهم فقر دم، فالغذاء للتنوع الذي يحتوي على الخضار وخاصة ذات الأوراق الخضراء، كالسبانخ والملوخية والبقدونس... إلخ، والطماطم واللحوم تحتوي على كمية كبيرة من الحديد والفيتامينات الضرورية لتصنيع الدم.
ويمكن لفقر الدم أن يخفي خلفه مرضاً مزمناً كالقرحة الهضمية أو أوراماً منها الحميدة كالأورام الليفية بالرحم، ومنها الخبيثة كسرطان الجهاز الهضمي أو أي ورم خبيث في أي مكان في جسم الإنسان.
وتبقى أحياناً أسباب فقر الدم خفية وتتطلب جهداً كبيراً وتدقيقاً شديداً من الأطباء لوضع التشخيص والمعالجة.