جلد الإنسان هو الواجهة والحصن الأول لحمايته، لذا فإنه أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي تختلف باختلاف مسبباتها وعواملها، لكنها تتفق معاً في تشويه جمال هذه الواجهة التى يسعى صاحبها أن تظهر في أفضل صورة، ولعل من أكثر الأمراض التي تصيب الجلد وأكثرها تنوعاً الثآليل، والتي يتجاوز بعضها تهديد المظهر إلى تهديد الصحة العامة للإنسان، لكن ما هي الثآليل، وطرق الإصابة بها ؟، ومتى تصل إلى درجة من الخطورة ؟ وكيفية علاجها، هذا ما تحدثنا عنه الدكتورة زينب الجندي إخصائية الأمراض الجلدية بمستشفى الحمادي بالرياض من خلال هذا الحوار.
*ماهي الثآليل؟
- الثآليل هي أورام جلدية حميدة وهي تنشأ من فرط نمو البشرة نتيجة تحريض ناتج عن الحمات الراشحة، ويمكن أن تصيب الجلد أو الأغشية المخاطية كالفم والأنف والعين والمناطق التناسلية.
* وماهو العامل المسبب؟
- الفيروس المسبب هو الحمات الحليمومية الإنسانية ولها أكثر من 50 نوعاً.
* ومَنْ هو الشخص الأكثر عرضة للإصابة بالثآليل ؟
- تصيب الثآليل الأطفال واليافعين وتترك مناعة في كثير من الأحيان، حيث تقي البالغ من الإصابة مرة أخرى.
* وهل ثمة عوامل تساعد على انتقال العدوى بها؟
- تنتقل الإصابة بالثآليل من إنسان لآخر وخاصة أثناء التعرض للرطوبة والتعرق في المسابح والحمامات والملاعب، كما أنه قد يكون هناك عدوى ذاتية لدى الشخص نفسه خاصة بواسطة الحكة، وهنا تنتشر بشكل خطي أو تكون بشكل طفحي، وهناك بعض الحالات الخاصة التي تنتقل فيها العدوى من الحيوانات الأليفة إلى الإنسان خاصة لدى الجزارين والأطباء البيطريين.
* ماهي العوامل التي تزيد من انتشار الإصابة؟
- التعرق الزائد وخاصة في اليدين والقدمين ونقص الأكسجة في الأطراف مما يضعف المناعة تجاه الحمات، كذلك هناك حالات ضعف المناعة كما في ابيضاض الدم أو متلازمة وسيكوت ألدريش أو الإيدز، كذلك عند الأطفال المصابين بالأكزيما التأتبية وجفاف الجلد وبعد استخدام الكورتيزون فترة طويلة.
* وهل تختلف أشكال الإصابة؟
- يمكن تمييز أشكال كثيرة منها الثآليل الشائعة والثآليل الأخمصية والمسطحة الفتوية - الخيطية أو التناسلية - والأورام الحليمومية على الأغشية المخاطية.
* وهل تشكل الثآليل خطورة بخلاف المظهر الخارجي للجلد؟
- هناك حالات تسبب خطورة بتوضعها وصعوبة معالجتها مثل إصابة الحنجرة والطرق التنفسية، وهناك بعض الحالات النادرة التي يمكن أن تتحول فيها الثآليل إلى أورام خبيثة.
* ماهي الأشكال السريرية للثآليل؟
- الأشكال الشائعة تبدو على شكل عقيدة جلدية قاسية وبارزة صغيرة ثم ومع زيادة الحجم تصبح ذات سطح خشن ومفرط التقرن وحدوده واضحة جداً ولونه أصفر مائل للرمادي، وقد يشاهد عليه نقاط سوداء خاصة على الأصابع وظهر اليدين، وهنا تشكل خطورة الانتقال إلى جوف الفم مع الطعام أو عند الأطفال الذين لديهم عادة مص الأصبع، وقد تكون على شكل خيطي كما على الأجفان وفي اللحية، وهنا تكون بأعداد كبيرة نتيجة العدوى الذاتية أثناء الحلاقة.
أما على الفروة فتظهر بشكل زغابي أو إصبعي، وفي الأخمصين تكون بشكل فسيفسائي ومنخمصة نتيجة الضغط عليها أثناء المشي، وفي الأغشية المخاطية الفموية تأخذ شكلاً مدوراً مقبباً أو مسطحاً لونها رمادي مائل للبياض، وفي طيات الأظافر تتظاهر الثآليل بشكل واحد، وقد تمتد تحت صفيحة الظفر، وتؤدي لانحلال الظفر وتشوهه وانقلاعه، وهنا تصبح مؤلمة وخاصة أثناء الضغط عليها، كما يمكن أن تتوضع في ملتحمة العين أو فوهة الأنف أو باقي مناطق الجذع.
*ماهي المعالجات الممكنة للثآليل؟
- قد تشفى الثآليل الشائعة عفوياً خلال أسابيع وحتى سنوات، وقد تحتاج لمعالجة خاصة وذلك حسب توضعها وانتشارها وحجمها وإزعاجها للمريض ورغبته في طريقة معينة للمعالجة.
وحسب خبرة الطبيب المعالج يمكن اختيار واحدة من طرق المعالجة التالية حل القرنين أو الموسفات أو الليزر أو التخثير الكهربائي أو التجميد بالآزوت السائل أو استخدام سامات الخلايا أو المعالجة الكيما ضوئية أو المعالجة الجراحية أو النفسية حيث إن الطبيب هو القادر على اختيار المعالجة المناسبة لكل مريض حسب العمر والتوضع والشكل السريري وعوامل أخرى.
*ماهي أهم إجراءات الوقاية؟
- أهم ما يمكن عمله هو المعالجة المبكرة ما أمكن والابتعاد عن مصادر العدوى وخاصة لبس الأحذية واستخدام الحاجات الخاصة بالمريض وتجنب الحمامات والمسابح الجماعية.
| 
