الإدارة الناحجة في أي مجال هي الأساس للوصول إلى الهدف المنشود، ومن خلالها يتم إعداد الخطط التي تؤثر في تحقيق تلك الأهداف، وهذا يعني أهمية وعي الإدارة بجميع الشؤون المؤدية لذلك خاصة أنها مخولة بتوافير احتياجات النجاح في أي مؤسسة.
والأندية الرياضية منظومة لا تخرج عن هذا الاطار لكن التجارب تتحدث عن اطار آخر من النتائج.
فعلى سبيل المثال هذا المدرب الوطني وذاك الأجنبي وبينهما عاشت أغلب الأندية مرحلة التغيير من الأجنبي للوطني وهي تجارب لا أريد التشاؤم منها ووصفها بالفاشلة ولكن أقول استناداً إلى مطلع بدايتي، إنها تظل تجارب خالية من عنصر الامكانات المتوفرة للمدرب الأجنبي الذي يتمتع من إدارات الأندية بكل الإمكانات حسب امكاناتها لكنها لا تحقق ذلك للمدرب الوطني والأمثلة تشهد على ذلك، وآخرها الشباب الذي كرر التجربة وأصر على الاهتمام بالمدرب الوطني، لكنه أقدم في المقابل على بيع جميع لاعبي الخبرة أو اعارتهم في أحيان أخرى وجلب بدلاء أجانب لهم في الخانة نفسها وهذا خطأ فادح من قبل الإدارة الشبابية التي يقودها شخص خبير وواسع الصدر الأمير خالد بن سعد، فالتجديد يكون بإيجاد ثلاثة أو أربعة من درجة الشباب في خانات متنوعة وليس تجديداً كلياً يجعل من عناصر الخبرة عدداً لا يتجاوز الثلاثة والبقية من العناصر الشابة كما هو حال الشباب الآن، وهو الحال الذي يحرج المدرب المعني بالمهمة واتضح ذلك جلياً هذا الموسم وكان آخر الشواهد على ذلك خروج الفريق من بطولة كأس ولي العهد على يد الأهلي الذي ضم لاعباً شبابياً فريقه كان في أمس الحاجة لخدماته وهو الواكد.
فالشباب الذي وجه اهتمامه ليكون منبع النجوم مؤخراً للأندية من خلال بيع أهم وأشهر العناصر أداء وخبرة ضرب طموح لاعبيه حتى ان بعض اللاعبين في الأندية الأخرى يتمنون اللعب له ليس للدفاع عن شعاره بل ليتسنى لهم تحقيق رغبة الانتقال للأندية التي يتمنون اللعب لها. وفي الحقيقة أن سياسة الشباب لا يختلف عليها اثنان أنها سياسة احترافية متميزة ولكن الشبابيين لم يفطنوا للأهم من أجل تدعيم هذه السياسة بمسارين:
الأول: بالبيع لأندية خارج نطاق المحلية من أجل فائدة أبعد للنادي وللكرة السعودية وللاعبين.
الثاني: لكي تحقق هذه السياسة نجاحها يجب أن يكون البديل متوفراً من أبناء النادي فليس معقولاً أن تبيع لاعباً وتأتي ببديله من الخارج وفي الخانة نفسها كما حدث في حالة اعارة الواكد للأهلي والتعاقد مع اللاعب المصري حسام.
ومن وجهة نظري الخاصة فإن الشباب الذي نتحدث عنه في الخلاصة لو اهتم بجلب مدرب صاحب امكانات متعددة الخيارات فنياً لنجح في تقديم خدمات أكبر لجيله الحالي الذي بزعمي أنه ينشد الآن احدى المدارس الإعدادية المتقدمة كهولندا أو فرنسا مع التقدير والاحترام للكادر الوطني الحالي الذي لا يعيبه إن بقي إلى جانبهم للاستزادة.
حراسة المرمى
يقول المحللون والمتابعون دائماً الحارس نصف الفرق لكننا للأسف لا نرى هذا المنطق يطبق في أنديتنا بدليل غياب المدرب المختص في هذا الجانب والمتميز فيه الأمر الذي بدأ يمس مكانة الحارس السعودي حتى وصل حد الهبوط، فالدعيع الحارس الأميز على مستوى تاريخ الكرة السعودية طوال عشر سنوات نموذج يؤكد الآن أن غياب العناصر التدريبي قد يجعل العجلة تسير للوراء حتى بحارس عملاق كالدعيع.
السماسرة
تزداد مساحة العلاقة بين أنديتنا والسماسرة الذين أغرقوا أنديتنا بالعقود الأجنبية التي تحمل بين طياتها الكثير من الاحتمالات لكن بودي أن أهمس في أذن المعنيين عن الأندية، فمادامت هذه العلاقة كبيرة على مستوى الأخذ فلماذا لا تتطور بجعل هؤلاء السماسرة يجلبون عقوداً أجنبية للاعبينا حتى يكون المردود أكبر؟!
|