** الحرب التي دخلت يومها السابع، والولايات المتحدة الأمريكية التي ربما لأول مرة تشعر أنها «أخطأت» التقدير و أن دخولها إلى الحرب ليس رحلة، و لن يكون نزهة سياحية و لا سياسية.. والجيش العراقي ليس «عظمة طرية» .. و التي لأول مرة أيضا منذ بداية الحرب توجه إصبع الاتهام إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش.. وربما يكون من المبالغة أن نقول بأن الإدارة الأمريكية شنت الغزو على العراق فقط من أجل مصلحة أصدقائها في عالم المؤسسات وبالرغم من أن هناك العديد من الناس يعتقدون ذلك بالفعل.ويعترفون بأنَّ الحرب ستكون بمثابة الكارثة على بعض قطاعات الأعمال، مثل الطيران.ولكن بعض الشركات سوف تستفيد استفادة كبيرة من الحرب كما حدث في حرب الخليج ولا نحتاج إلى أن نكون من ذوي العقليات التي تؤمن بنظرية المؤامرة لكي نكتشف أن تلك الشركات التي استفادت هي الشركات ذاتها التي لها صلات وثيقة بالإدارة الأمريكية.. هذا بالضبط خلاصة القول بعد استعرا ضنا للصحف العالمية الصادرة أمس والتي وجهت انتقادا لاذعا لبوش ولادارته لاسيما بعد تراجع التأييد الأمريكي للحرب بسبب تكاليفها الباهظة إلى جانب مطالبات الرئيس الأمريكي بزيادة نفقات الحرب والتي قد تصل الى 80 مليار دولار.. **
واشنطن بوست
أبرزت الاستعدادات الأمريكية للهجوم على خط الدفاع الأول عن العاصمة العراقية بغداد، وقالت إن القوات الأمريكية مازالت تواجه مقاومة سرشة في الجنوب العراقي تعرقل تقدمها نحو بغداد كما تحالفت أيضا العواصف الرملية التي هبت بقوة على جنوب العراق لعرقلة تقدم القوات الأمريكية.
وفي افتتاحية قالت الجريدة إن الوقت مازال مبكرا للحكم على طبيعة الصراع الدائر في الأراضي العراقية بين القوات الأمريكية والبريطانية الغازية وبين المقاومة العراقية الرسمية والشعبية.
وأضافت أن أكثر ما يلفت النظر هو الرغبة العراقية في المقاومة في الوقت الذي كان المخططون الأمريكيون يقيمون خططهم على أساس أن الشعب العراقي سيرحب بالغزاة وينتفض ضد صدام.
كما شنت الجريدة هجوما على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بسبب المراوغة التي لجأت إليها فيما يتعلق بتقديرات تكاليف الحرب تحت عنوان «الآن قاموا بإبلاغنا».
وفي مقالة تحت عنوان «الصدمة والرعب والثقة الزائدة» قال رالف بيترز إن الحرب الأمريكية ضد العراق بدأت بثقة مبالغ فيها من جانب مكتب وزير الدفاع الأمريكي في تحقيق انتصار سريع وهو ما لم يحدث بالفعل.
وتحت عنوان «العاصفة التي تسبق الهدوء» كتب دافيد انتاجيوس في صفحة الرأي يقول إن المخططين العسكريين الأمريكيين وضعوا خططهم على أساس أن الهيكل السياسي والعسكري في جنوب العراق سوف ينهار بمجرد بدء الهجوم الأمريكي ولكن ما حدث هو العكس.
وكشف الكاتب النقاب عن أن الجنرال الأمريكي المتقاعد جاي جيرنر مازال ينتظر الإطاحة بحكومة صدام حتى يتم تنصيبه على رأس إدارة مدنية بالعراق.
وأضاف أن موقف العديد من العراقيين الذين لم ينضموا إلى صدام حتى الآن سيتحدد على أساس طول الحرب ومدى ما ستسببه هجمات القوات الأمريكية على بلادهم من دمار وقتل للمدنيين.
وتحت عنوان «التوزيع العادل لتكاليف الحرب» شن وليام جيتس هجوما عنيفا على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وقال إن الأسبوع الماضي شهد موقفا غير مسبوق في تاريخ أمريكا حيث يوافق الكونجرس على تخفيض للضرائب بمئات المليارات من
الدولارات لصالح أغنياء أمريكا في حين تدخل البلاد في حرب تحتاج إلى مليارات الدولارات من النفقات العسكرية.
وأضاف أن هذا التخفيض الضريبي لن يستفيد منه سوى اثنين في المائة من الأمريكيين الأثرياء في حين أن النفقات الإضافية للحرب ستكون على حساب الخدمات الاجتماعية للفقراء في أمريكا مثل الخدمات الصحية والتعليمية.
وهذا يعني أن الفقراء سيتحملون تكاليف الحرب في حين سيجني الأغنياء منها الأرباح.
نيويورك تايمز
تابعت المعارك العسكرية الدائرة في الجنوب العراقي، وقالت تحت عنوان «القوات الأمريكية تركز معركتها البرية في الجنوب» مشيرة إلى أن القوات الأمريكية والبريطانية اضطرت على تغيير استراتيجيتها في الحرب الدائرة حاليا لتركز على جنوب العراق بسبب المقاومة الشرسة التي تواجهها هذه القوات من جانب القوات العراقية غير النظامية والتي تهدد تقدم القوات الأمريكية نحو بغداد بهدف مهاجمة قلب نظام الحكم العراقي مباشرة دون خسائر تذكر.
وعلقت الجريدة على التأييد الشعبي العربي للمقاومة العراقية الباسلة وعنونت قائلة «خصوم صدام من العرب معجبون بقتاله».
واعترفت الجريدة الأمريكية بأن المقاومة العراقية تثير إعجاب قطاعات عديدة من الشعوب العربية موضحة أن ظهور صدام حسين على شاشات التلفزيون كان يدفع الكثيرين من العرب للدعاء إلى الله أن يخلص الشعب العراقي والعربي منه ولكن الأمور صارت لصالحه الآن بسبب الغزو الأمريكي ضد بلاده فعندما ظهر على شاشة التلفزيون أصبح العرب يدعون الله أن يحفظه وينصره على الأمريكيين.
وتحت عنوان «تحول الرأي العام في أمريكا بسبب ثمن الحرب» نشرت الجريدة نتائج استطلاع رأي أجرته بالاشتراك مع شبكة سي بي إس الأمريكية.
وقالت الجريدة إن هناك تحولا في موقف الرأي العام الأمريكي المؤيد للحرب الدائرة بعد مرور الأيام الأولى والخسائر الكبيرة التي تعرضت لها القوات الأمريكية، وأشارت إلى أن نسبة من يرون أن الحرب ستنتهي بسرعة انخفضت من 62 إلى 43 %، كما أن تأييد الأمريكيين للحرب بدأ يتراجع بعد حديث الإدارة الأمريكية عن الحاجة إلى إنفاق أكثر من 74 مليار دولار لتغطية نفقات الحرب في الوقت الذي تعاني فيه الموازنة الأمريكية من عجز قياسي بدون هذه الحرب.
وتحت عنوان «حماية أسرى الحرب» نشرت الجريدة افتتاحية قالت فيها إن واشنطن طالبت العراق بضرورة احترام اتفاقيات جنيف ولكن لكي تضمن أمريكا ذلك عليها أن تقدم هي المثل من خلال معاملتها للأسرى العراقيين والمدنيين أيضا في ساحةالمعارك.
واتهمت الجريدة أمريكا بأنها أكثر دول العالم انتهاكا لاتفاقيات جنيف من خلال معاملتها السيئة لأسرى الحرب الأفغانية في معتقل جوانتانامو بدون أي حقوق.
لوس أنجلوس تايمز
سلطت الضوء على العاصفة الرملية العنيفة التي ضربت القوات الأمريكية في شمال الكويت وجنوب العراق وقالت تحت عنوان «الأمريكيون يحاربون العراقيون وعواصف الرمال»، واعترفت أن القوات الأمريكية فقدت مروحيتين بسبب هذه العواصف الرملية وأدت إلى تباطؤ تقدم القوات الأمريكية نحو بغداد.
ووصفت في افتتاحيتها الحرب الأمريكية الدائرة في العراق بأنها تبدو كما لو كانت مباراة مذاعة على الهواء مباشرة وهو ما يعني أن الناس تتابع العمليات العسكرية لحظة بلحظة. وتحت عنوان «الحرب لا تبرر القمع» نشرت الجريدة افتتاحية انتقدت فيها ممارسات أجهزة الأمن الأمريكية ضد المواطنين الأمريكيين العرب والمسلمين منذ بداية الحرب وتشديد قبضة هذه الأجهزة على مختلف نواحي الحياة تحت دعوى منع وقوع هجمات إرهابية في ظل مناخ الحرب. وكتب روبرت شير مقالا تحت عنوان «غموض الأجندة الاستعمارية للرئيس بوش» قال فيه إن الجناح اليميني المتطرف في إدارة بوش يدفع باستمرار في اتجاه الحروب وهذا الجناح هو المسؤول عن الحرب الدائرة حاليا في العراق.وقال إذا كانت هذه المعارك تشهد مصاعب كثيرة في مواجهة الأمريكيين فإن تحقيق السلام في العراق بعد الحرب سيكون أسوأ، فالرئيس بوش يعتزم الاحتفاظ بمئات الآلاف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين في بلد مسلم يحمل كل أفراده السلاح تقريبا لسنوات طويلة قادمة، وهذا يجعل من الأمريكيين هدفا سهلا للهجمات المسلحة ويجعل من العراق بؤرة للمزيد من الاضطرابات الدولية بدلا من أن تحافظ على الحد الأدنى من السلام العالمي الذي كان موجودا قبلها.
أما إيرفن شامرينسكي فقد شن هجوما عنيفا على وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بسبب تصريحاته حول ضرورة أن يعامل العراقيون الأسرى الأمريكيين وفقا لاتفاقيات جنيف التي تنظم معاملة أسرى الحرب، واتهم إيرفن الوزير الأمريكي بالنفاق وقال إنه منذ أقل من عامين انتهك رامسفيلد ورئيسه بوش كل القوانين الدولية التي تنظم معاملة أسرى الحرب عندما كانوا يتعاملون مع أسرى أفغانستان.
|