السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اعقب على موضوع كان يساورني كل مرة عندما اشاهد شابا مازال في بداية شبابه وقد قص شعره بقصات غريبة منتهى الغرابة، وحيث ان الاخت هدى سالم القحطاني، قد كتبت عن هذا الموضوع بتاريخ 10/1/1423هـ بعنوان «انها الحرب الباردة تنهش في عقول شبابنا» لقد اصابت اختنا في كتابتها واشاركها الرأي حول هذه الظاهرة التي حلت بشبابنا والله يستر لاتحل ايضا بمن انتصفت اعمارهم وتجاوزوا الاربعين سنة لأننا نسمع بأن بعض الناس ما يراهق إلا بعد اربعين سنة، ولكن والله انها مشكلة كبيرة اذا شاهدنا شخصاً وصل الى هذه المرحلة وقص قصات غريبة، فماذا بقي من عادات الغرب لم نقلده اذا كان اغلبية الشباب اصبحوا يحرصون على سماع «الدسكوا الغربي» لأنك تفاجأ احيانا وانت تنتظر عند اشارة المرور فإذا بصوت دسكو بجانبك واذا تأكدت من مصدر هذا الصوت فإذا به شاب او مجموعة شباب يستقلون سيارة فارهة مزودة بأحدث المسجلات الحديثة التي تصدر اصواتا عالية، فماذا تفعل وقتها هل انت تضحك وتردد «شر البلية ما يضحك» ام تدعو لهم بالهداية، ولكنهم اذن فيها طين واذن عجين، والله مدري الشكوى على الله.
عزيزتي..
نشاهد يومياً الكثير من المواقف منها المضحك ومنها العكس ولكننا لا نحرص على الضحك اكثر من المعقول لأن «اللي يضحك من الشيء يبلا فيه» فنخشى اننا نضحك من موقف ونقع فيه وعلى ما قال «لاتضحك الا من صائم ومصلي»، لذلك نحاول اننا ما نحرص ولا ندقق ونقول حنا في عصر «التقدم والتكنولوجيا والعولمة والانترنت» وكل هؤلاء الاربعة الذين سبق ذكرها تعب عليها الغرب من اجل شيابنا!! لا والله كل ذلك من اجل شبابنا قدموها لهم على طبق من ذهب وتلقفها شبابنا وطبقوها بحذافيرها، هذه الحقيقة يا عزيزتي والا كما ذكرت مالنا اصبحنا نرى مشاهدات نستغربها عندما نشاهدها، نرى شابا قد ارتدى زياً غريباً وارتدى نظارات بوليسية وبأعلى رأسه كاب وتحت الكاب قصات غريبة اشكال والوان في هذا الرأس المسكين ومن هو بطل هذه القصات؟ تجده حلاقا من احدى الجنسيات العربية او من شرق آسيا وعلى كل حال هو مسلم قبل كل شيء، حيث انك عندما تدخل صالون الحلاقة تجد شهادة «التخصص» عفوا اقصد شهادة العبث في عقول خلق الله وتشويهها ووضعها امام كرسي الحلاقة، وبجوارها لائحة تحمل اسماء جميع انواع القصات ناهيك عن اسم المحل الخارجي والذي يحمل اسماً دعائياً جذاباً وهو اما «المقص الذهبي او الاصابع الذهبية او حلاق على كيفك والى آخره من الاسماء المنتقاة المتعوب عليها النادرة» و تحت الاسم انواع القصات التي توجد بالمحل، فحقاً ان التجارة شطارة ولكن هذي تجارة وعبث وتشويه وتغيير لخلق الله الذي صور الانسان باحسن صورة، حيث ان بعض القصات يتراوح سعرها مابين ثلاثين وقابل للزيادة اذا كان هذا الصالون في موقع مميز ومزود بجهاز تسجيل يصدح بأغاني توسع صدر الزبون طيلة اقامته في هذه الصالون، لا وبعضهم قام بتزويد المحل بجميع انواع المجلات والصحف اليومية وجميع انواع العصيرات التي تهدي الاعصاب لان زبائنهم جميعهم من صغار السن فعندما يدخلون المحل لأول مرة ويشاهدون هذه المقصات والعدة الخاصة بهذا التخصص ينتابهم شيئاً من الخوف ولكن عندما يتناول كأس عصير ليمون سعره مضاعف يكون ارتاح وماهي إلا لحظات انتظار ويرتجل الزبون الذي قبله من الكرسي ويجلس محله الزبون الجديد ويبقى لمدة طويلة تقارب الساعة.
فياليتهم وضعو عبارة داخل المحل «استغل وقت الانتظار بالاستغفار» جزاهم الله خيراً، وبعد ذلك تستمر عملية التشوية والعبث على كرسي متحرك يميناً ويساراً وعملية مساج احياناً فلك ان تتخيل معي كم سعر هذا العبث وعندما ينتهي هذا الشاب المراهق وينظر الى صورته بالمرآة التي امامه فإذا به يشاهد صورة مخالفة للصورة التي دخل فيها فلو حسبنا تكاليف هذه القصات خلال الشهر الواحد حيث لابد ان يقص «3» مرات من 30 ريال لوجدنا السعر الخاص بتشويه الرأس هو «90» ناهيك عن تكاليف النظارة والتي تصل الى ثلاثمائة ريال احيانا خلال اوقات الذروة، فإذا كان البيت الواحد يوجد فيه على الاقل ثلاثة اشقاء جميعهم مراهقون ويقلدون بعضهم فكم تصل تكلفتهم الشهرية الله يعين والدهم، لاشك ان ذلك خسارة اقتصادية كبيرة، وخسارة شاب باكمله قبل الجانب الاقتصادي ولكن الله يخلف، وللمعلومية مازالت القصة المنتشرة في وقتنا الحالي والمسيطرة على السوق هي قصة «الكابوريا» وقصة الفنان الماجن «مايكل الجاكسون».
فيا عزيزتي اقولها بكل صراحة يامنبر الجميع اقول هل القضية تقليد ام انها مرض اصيب به الشباب والاطفال، وانتشر بالقرى والمدن هل يعقل بان نشاهد طفلاً مازال في الخامسة من عمره وقد قص كابوريا، نعم هذا ما شاهدته في احد الايام وعندما ادينا صلاة المغرب واذا بطفل بجواري قص شعره قصة كابوريا وبعد الانتهاء من الصلاة سالته من قص لك هذه القصة ولكنه انحرج ولم يرد علي، لأن والده مشغول يومياً بمتابعة اغنامه التي يهتم فيها اكثر من ابنائه ويرعاها اكثر من رعايتهم وقد لا ابالغ اذا قلت اذا اصيبت احداهما بمرض فقد يحزن ويجن ولكن اذا ضاع ابنه المراهق فالامر بالنسبة له طبيعي وكأن شيئاً لم يحصل.
عزيزتي قولي له وانطقي بالحرف الواحد اذا كان ابنه آخر اهتمامه فهو اول اهتمامات الاعداء وهو الهدف الذي يغزوننا عن طريقه حتى يدمرونا والا لماذا هذا الطفل الصغير يجعلونه يقص هذه القصة من الصغر لاشك انهم بذلك يعودونه، اليس من الاولى تربيته تربية حسنة؟؟
اما انت يا صاحب هذا الصالون الذي كلف نفسه وميز محله وضبطه واضاف عليه جميع الاشكال الجميلة اختار امهر الحلاقين واعذبهم اسلوبا وقام بعرضهم في وسط المحل واصبحوا كانهم عارضات ازياء!! اما قصات الشعر فلا يحتاج لها كتالوج عرض فحلاقوه هؤلاء جميعهم قاصين شعرهم على احدث موديل ومن اراد جميع القصات فلينظر الى اعلى رأس الحلاق او ينظر الى المرآة امامه ليرى صورة طبق الاصل امامه ويطلب نفس القصة التي اتى بها هذا الماهر من بلده، وعلى ما قال «هدفنا رضاكم وتمتعوا بالشكل ودعوا الباقي لنا» فالكفيل ماقصر الظاهر انه عندما اختارهم من بلدهم ذهب فترة طويلة وجلس يقدمون له براهين تثبت اجادتهم لهذا التخصص ولو كان ذلك في رأسه هو وعندما يعود يكون قد عادت المياه الى مجاريها، فمن هنا انني اهمس في اذن صاحب هذا الصالون اقول أما لقيت عملاً غير العبث في رؤوس الصغار والمراهقين لماذا لاتصرف جهدك ومالك في محل يكون انفع لشباب المسلمين بدلاً من مضرتهم والعبث في رؤوسهم؟
فحاول بعدما تقرأ هذه الكلمات ان تعدل عن قرارك وتدع الشباب وروسهم، والا اذا كان الامر لابد منه فاخبرونا مقدما عن انواع القصات القادمة مع الجيل القادم وهل قصاتكم هذه سوف تحوز على رضاهم أم لا؟، اما الاباء فموقفهم موقف المتفرج وايضا يدعون لكم بالربح والله يعين.
عفوا عزيزتي ليس قصدي المرح والتسلي ولكن هي الحقيقة بعينها وهو الواقع نشاهده والا ماذا تعني لنا هذه الظواهر التي برزت بكثرة، فهذه صوالين الحلاقة تساعد على انتشار هذه الظاهرة الغريبة وتصنع جيلاً مختلف الشكل والرأس فمن يعدله ويعيده الى الصواب؟؟
وش رأيكم
وش رأيكم يا اصحاب صوالين الحلاقة، طالما ان الاقبال مازال مستمراً والطلب اكبر من العرض والمراهقين اكثر من المقصات والاصابع الذهبية حيث اقترح عليكم ايجاد اخصائي اجتماعي بجوار كل محل حلاقة فهم بحاجة الى جلسات سلوكية مطولة ولكن ذلك يلزم استقدام اخصائي اجتماعي مع كل حلاق ويقومون بدراسة هذه الحالات التي تمر عليكم لعلهم يوفقون بعلاجها ولو خلال اعوام طويلة، المهم مانخليهم على هذا الوضع وتكون الاسعار مخفضة لان اغلبية زبائنكم طفرانين.
وهذه النتيجة
واخرتها هذه نتيجة استقدام العمالة الماهرة المتخصصة في الحلاقة وفي انواع القصات لدرجة ان الواحد يحمل دبلوما في هذا المجال وتجده من خريجي عام 1975م فكيف يعلم بانه بعد عشرين سوف يكون تخصصه هذا مطلوب وسوف يجد عروضا مغرية لكثرة الباحثين عن تخصصه ولكثرة صوالين الحلاقة والاقبال منقطع النظير الذي جعل الشارع الواحد يفتح فيه عشر محلات حلاقة: وكما قال الشاعر:
اذا هبت رياحك فاغتنمها
فلكل خافقة سكونا
وفي نهاية كلامي اقول: حماكم الله انتم وعيالكم من هؤلاء المتخصصين فاحذروهم حتى لايعبثوا بعقول ابنائكم الفارغة الا من الشعر فاذا لحق الشعر العقل ماذا بقي؟؟
ودمتم سالمين..
مناور صالح الجهني /الارطاوية «الجزيرة»
|