حتى الطُّيور تحارب...
ورملُ الطريق...
وشهقةُ عصفور نهر الفرات...
ولوعةُ أحراش ضفاف الطَّريق، من النَّهر حتى رفات القبور...
وأجنحة تباكى على أشلائها زهرُ الزُّهور...، وضمَّت شُجيرات كلِّ الدروب،
بقايا من الصَّوت ضاع...، من الهَلع والفَزع ضاع...، من الخوف والغضب تناهضَ بعضُ الشَّجر، يلمُّ لبعض الشَّجر بقايا من الصَّوت قد يحتضر...،
وحتى الهواء...
تلفَّع باللَّهب والزَّمهرير...
وصوتُ المدافع هديرٌ هديرٌ...
وكلُّ القلوب...، تُناهض حسرةً تعتلي...، وبركان بركان في الجوف ها يصطلي
وكلُّ اللُّغات... بكلِّ اللُّغات..
تجمَّع عقدُ الحروف الشَّتات...، تضفَّر في وجه هذي الحمم...، جدائلَ رفضٍ
يعمُّ يعمُّ...
وحتَّى التَّفاصيل في المدن الخائفة...
وتلك الأماني الطَّائفة...
تُكابد في غَضبة زائفة...
لأنَّ الحقيقة غيرَ الكلام، لأنَّ الكلامَ يظلُّ كلاماً...
وبغدادُ تختصر الخوفَ...، في شهقة الطَّير...، ورعدة قطرة ماء الفرات..
وينهضُ سيَّابُ ينشدُ شعراً...
وهولاكو يطلُّ يمدُّ لنيرون هذا العصر جسراً... من الموت يحيا.
|