|
قال لي في البداية: إنني أملك كل شيء.. امتلك فيلا في واحد من افضل احياء الرياض الراقية بعيدا عن ضوضاء المدينة. واقضي بضعة اسابيع من الاجازات الصيفية والشتوية متنقلا خارج المملكة وداخلها. هذا الى انني اعمل في مكتبين صباح مساء، ووفقت من الله في ادخار بعض المال الذي احتسبه يفي ويكفي لتعليم الابناء في مدارس وجامعات المملكة الخاصة، بجانب اشباع هواياتهم الشخصية والرياضية الباهظة الثمن. ولكن مالا يعرفه الآخرون هو مدى ما اعانيه من ضغوط وتوترات مالية متتالية لتلبية طلبات الاسرة التي لا تتوقف، فالابن الاكبر يصر على تغيير الفيلا الصغيرة بأخرى اكبر حجما واكثر اتساعا. والابن الاوسط يطالب بشراء سيارة صغيرة امريكية خاصة به تنضم مؤخرا الى عدد من السيارات تحت الخدمة، فيما البعض من افراد الاسرة يلحون عليَّ بشراء سيارة رباعية الدفع لاغراض الرحلات والوجاهة الاجتماعية. بالاضافة الى ان الابن الاصغر يفضل تناول معظم وجباته الغذائية من المطاعم الراقية علي الوجبات المنزلية مهما كانت طازجة ومفيدة. واذا ما اضفت تكاليف الدروس الخصوصية التي يتلقاها الاولاد واصرار البنات على مواكبة صيحات الازياء والموضة في شراء الملابس الجديدة كلما هاجمت الاسواق صيحة جديدة، يتبين لك ان التخلص من الضغوط المالية والهموم المالية اصبح امر صعب المنال بالنسبة لي. ولاسيما وان الابناء يرفضون مساعدتنا في عملنا اليومي حتى في الاجازة الصيفية التي يفضلون قضاء شهورها في الاندية والرحلات والنوم لساعات طويلة او مشاهدة المسلسلات والافلام الغربية للشاشات الفضائية وممارسة بعض الهوايات المكلفة، فما هو الحل؟ يبدو ان الحل المناسب لهذه الحالة من الضغوط المالية هو اضفاء قيمة حقيقة على حياتنا بوجه عام، فمن المحتمل ان تكون مازلنا متخمة بمشتريات التبذير والاسراف التي تم اقتناؤها تحت وهم الحاجة. فبدلا من شراء فيلا اكبر حجما واتساعا وبدلا من شراء سيارات جديدة يفضل مثلا تقديم خدمات قيمة خيرية للمجتمع السعودي بدلا من اشباع الحاجات الاستهلاكية المتكررة للاسرة. ويفضل فتح محل تجاري استثماري مجاور يقوم بتزويد الحي بتعليم البرامج او اللغات مثلا، كما يمكن مقاومة الضغوط الملحة بالاشتراك في القنوات الفضائية المشفرة بشراء مجموعة من اجهزة الرياضة المنزلية للياقة البدنية والصحة، او شراء جهاز كمبيوتر لتدريب الابناء على البرامج التعليمية المفيدة لمستقبلهم العلمي، وهناك قرارات استثمارية اخرى قد لا يندم عليها رب الاسرة وهو الاستثمار بشراء مزرعة او ارض بمثابة استراحة ترفيهية لقضاء اجازة نهاية الاسبوع، ذلك عندما تزداد الضغوط المالية اليومية وتتكالب على رب الاسرة الالتزامات العائلية المتوالية سيجد لنفسه مخرجا ومفرا يلوذ اليه من قلق الاستهلاكيات التي لا تنتهي. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |