* برلين رويترز:
ليس من المستغرب هذه الأيام ألا تجد كوكاكولا أو سجائر مالبورو في مطعم ألماني.. مطاعم كثيرة حذفت من قوائمها منتجات امريكية احتجاجاً على الحرب ضد العراق.
وتبدو المقاطعة جزءاً من حركة عالمية وليدة، وعلى الانترنت ظهرت مواقع تحث على مقاطعة 27 شركة امريكية كبرى من مايكروسوفت إلى كوداك.ويحتدم غضب المستهلكين ضد الولايات المتحدة، حطمت مظاهرات في باريس نوافذ مطاعم ماكدونالدز في الأسبوع الماضي وتدخلت شرطة مكافحة الشغب لانقاذ الموظفين والزبائن، ورش مهاجمون طلاء على الزجاج وكتبوا عليه «قاطعوها» وعبارات قبيحة.
وفي اندونيسيا وضع محتجون ملصقات معادية على مطاعم الوجبات السريعة الامريكية وحث بعضها على سرقتها لاجبارها على الاغلاق. وفي بال بسويسرا جلس 50 طالبا أمام محل ماكدونالدز لعرقلة دخول الزبائن ولوحوا بلافتات السلام وحثوا الناس على أكل البسكويت المملح «البرتزل» بدلا من الهامبورجر.
ووصل الشعور المعادي لامريكا إلى أماكن نائية في روسيا. وقالت صحيفة ازفستيا ان مطاعم ريفية وضعت لافتات بان الامريكيين غير مرغوب فيهم.
وفي ألمانيا ألغت مصانع رايس ومولر للدراجات كل العقود والصفقات مع موردين امريكيين. وقال هايكو مولر مدير المصانع التي تستورد لوازم انتاج قيمتها300 ألف دولار سنويا من عدة شركات أمريكية «الامريكيون لا يهتمون سوى بالنقود...أردنا ان نوضح موقفنا ضد هذه الحرب وأبلغنا شركاءنا الامريكيين بانه إذا لم تتوقف حكومتهم عما تفعله فاننا لن نتعامل معهم». وبدأت مقاطعة المنتجات الامريكية في المطاعم على نطاق ضيق ولكنها انتشرت سريعاً بعد بدء الحرب ضد العراق يوم الخميس.
وضربت الحرب في العراق وتراً حساساً في ألمانيا التي ذاقت ويلات الحرب العالمية الثانية التي كانت البادئة بها. قال جان ايف ماليبو صاحب مطعم «لوبيرجفرانسيز» وهو ضمن عشرة مطاعم في هامبورج ألغت الكوكاكولا ومارلبورو ومنتجات امريكية أخرى من قوائمها «إذا قاطع الناس في مختلف أرجاء العالم المنتجات الامريكية فربما يؤثر هذا على سياساتهم. بدأ كل هذا كرد فعل طريف لقيام الامريكيين بإفراغ النبيذ الفرنسي في البالوعات.. معارضة الحرب شعور طيب».
ويقاطع زبائن مطعم اوستيريا في برلين الكوكاكولا ويتناولون «افريكولا» تعبيراً عن غضبهم. قال فابيو انجيلي صاحب المطعم «نريد المشاركة بالتعبير عن ضيقنا وتوجيه ضربة توجع الامريكيين في حافظات نقودهم. لم يشتك الزبائن على العكس يرحب أغلبهم بهذه الخطوة».
وقال صاحب مطعم فرنسي في هامبورج اسمه ايرف كيروريدا انه يستغرب التغطية الاعلامية الهائلة لهذه الخطوة الصغيرة وأضاف «كان القصد ان تكون بادرة احتجاج صغيرة ولكنها تحولت إلى خطوة كبرى رحب بها الزبائن».
وقال برونو كيسلر وهو صاحب حانة في بون انه يرفض بيع خمور امريكية للزبائن وقال «سألت نفسي ماذا استطيع ان أفعل للتعبير عن غضبي من هذه البربرية».
وفي تعبير مماثل قالت سارة شتولتس «22 سنة» التي تحضر رسالة الماجستير في الدراسات الامريكية انها كانت في طريقها إلى مقهى ستاربك المتخصص في القهوة الامريكية عندما صحا ضميرها المناهض للحرب فغيرت رأيها قالت «أحب ستاربك ولكنني أدركت انني مخطئة.. أؤيد المقاطعة لان الحرب غير مبررة إطلاقاً». وتقول مؤسسات لها صلة بالولايات المتحدة وأسلوب الحياة الامريكية مثل ماكدونالدز وستاربك وانكيندوناتس وكوكاكولا ان حجم أعمالها لم يتأثر كثيراً بالاحتجاجات.
وفي لندن قال جوناثان شاندلر مدير شركة كوكاكولا في اوروبا والشرق الأوسط «نحن منتجون محليون في ألمانيا.. المنتج مصنوع في ألمانيا.. انهم يقاطعون بضائع ألمانية».
|