* بغداد جمجمال الموصل الوكالات:
أدى سقوط صاروخين على حي سكني في بغداد صباح أمس الاربعاء إلى مقتل 15 شخصا وجرح 30، بحسب ما ذكرت مصادر في الدفاع المدني العراقي، وشوهدت ما لا يقل عن 15 جثة ملقاة في مناطق سكنية شعبية في بغداد قتلوا خلال القصف الذي قادته الولايات المتحدة على العاصمة العراقية أمس الاربعاء.
وذكروا أن النيران كانت مشتعلة في عدد من السيارات القريبة وأن بعضها احترق، كما أصيب سور فندق الرشيد، الفندق المعروف في بغداد، بصاروخ سقط في الصباح الباكر من أمس فدمر حوالي عشرة أمتار منه، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وغطى الركام الرصيف عند مفترق بين شارعين واسعين في حي من بغداد تتجمع فيه المباني الرسمية، وأمكن من الثغرة الواسعة التي أحدثها الصاروخ رؤية مبنى ملحق بالفندق وموقف سيارات.
وظل الرشيد بطوابقه التي تعلو أكثر من كل المباني الموجودة في الجوار لفترة طويلة، المقر الرئيسي لمراسلي الصحافة الأجنبية، قبل أن يغادروه لأسباب أمنية.
ويبعد المبنى الرئيسي لفندق الرشيد حوالي مئتي متر عن مركز للشرطة انتشر عناصر الشرطة أمامه أمس.
وسقط عدد من الصواريخ الأمريكية والبريطانية منذ بداية الحرب على احياء سكنية، من دون أن يكون في الإمكان معرفة الأهداف التي كان يقصدها القصف بالتحديد.
وقد تعرضت بغداد صباح أمس الأربعاء إلى موجة عنيفة من الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية شملت مختلف أنحاء العاصمة.. وسمع صوت عدة طائرات «بي 52» في سماء بغداد وهي توجه قنابلها وصواريخها إلى أهدافها.
وقد أمضت بغداد ليلة كاملة تحت القصف الجوي الذي يعد الأعنف منذ بدء الحرب فجر الخميس الماضي مما اعتبره المراقبون العسكريون محاولة لتدمير الدفاعات القوية في العاصمة.
وذكر متحدث عسكري عراقي الليلة قبل الماضية أن هذه الدفاعات تمكنت من إسقاط 122 صاروخا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
وقال المتحدث إن القوات الصاروخية العراقية اطلقت 32 صاروخا من طراز «طارق» وثلاثة صواريخ من طراز «أبابيل» على تجمعات القوات الغازية.
وأضاف أن القوات المسلحة العراقية والميلشيات الشعبية نجحت في إبقاء قوات العدو في الصحراء بعيدا عن المدن وسط عواصف رملية شديدة لم يشهد العراق لها مثيلا منذ أكثر من ربع قرن.
وقد ساد بغداد والمدن الجنوبية غبار كثيف ورياح قوية مما أدى إلى انعدام الرؤية تقريبا وسقوط الأشجار وانقطاع الكهرباء عن عدة مناطق من العاصمة وتوقف الاتصالات التليفونية فترة من الوقت قبل أن يتم إصلاحها مرة أخرى.
وأكد المتحدث العسكري العراقي أن قوات بلاده كبدت القوات الغازية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في مناطق عمليات البصرة والناصرية والنجف وكربلاء وأرغمت العدو على التراجع إلى الصحراء تاركا وراءه دبابات ومدرعات وعجلات مدمرة.وقد قامت مجموعات استشهادية من فدائي صدام لأول مرة بالإغارة على تجمع معاد في الجنوب حيث نجحت في تدمير خمس دبابات وثلاثة مدرعات وقتلت عدداً من جنود العدو.
وتستعد بغداد حاليا لمحاولات أمريكية وبريطانية للاقتراب منها ومحاولة اقتحامها برا أو عن طريق إنزال الرجال المظليين.
وينتشر المسلحون العراقيون في كل مكان من أنحاء العاصمة بغداد، حيث يعتقد أن المعركة الفاصلة ستقع فيها خلال الأيام القادمة.
ويؤكد المسؤولون العراقيون أنهم مصممون على الدفاع عن بغداد وإلحاق خسائر فادحة في صفوف القوات الغازية سواء على الطرق المؤدية إلى العاصمة أو في حال نجاحها في الوصول إلى المدينة التي يسكنها أكثر من خمسة ملايين نسمة.
من جهة أخرى، قال مراسل لرويترز في شمال العراق: إن طائرات التحالف قصفت أمس الاربعاء مواقع عراقية قرب بلدة جمجمال الواقعة في المنطقة الشمالية التي يسيطر عليها الأكراد.
وشاهد مايك كوليت وايت طائرات يعتقد أنها طائرات أمريكية تمرق فوق الراوس، وارتفع عمودان من الدخان الأسود من التلال القريبة على بعد ثلاثة كيلو مترات نحو الساعة 10:9 صباحا كما سمع انفجاران آخران بعد نحو ساعة.
وتقع بلدة جمجمال على بعد نحو 35 كيلو مترا إلى الشرق من مدينة كركوك النفطية في شمال العراق التي تعرضت للقصف أيضا خلال الأيام القليلة الماضية.
ويعزز الجيش الأمريكي وجوده في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق منذ خروج المنطقة عن سيطرة بغداد بعد حرب الخليج عام 1991.كما قصفت الطائرات الأمريكية أيضا مواقع شمالية تسيطر عليها جماعة أنصار الإسلام التي تتهمها واشنطن بأن لها صلات مع تنظيم القاعدة.كما انطلقت صفارات الإنذار في مدينة الموصل العراقية في الساعة السادسة والنصف من صباح أمس الأربعاء بتوقيت القاهرة معلنة بدء غارات جديدة على المدينة الوقعة شمالي العراق.
وأفاد شهود عيان أن أصوات الانفجارات ترددت بقوة في المدينة.
يذكر أن صفارات الإنذار قد انطلقت في الموصل أربع مرات الليلة قبل الماضية.
|