* لندن - أ.ش.أ:
شكك خبير استراتيجي بريطاني في مصدقية الأنباء التي ترددت بشأن حدوث تمرد العراقيين في مدينة البصرة جنوب العراق في وقت سابق من يوم الثلاثاء مشيرا إلى أن مصدر هذه الأنباء ربما جاء من المعارضة الشيعية المتمركزة في ايران.
وقال الدكتور مصطفى العاني مستشار المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية في تصريحات لمجموعة من الصحفيين في لندن انه يتعين النظر لتلك الأنباء في إطار الحرب النفسية والدعائية التي تشنها واشنطن ولندن ضد العراق، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة العراقية لاتزال تسيطر على الموقف داخل مدينة البصرة.
وردا على سؤال لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط في لندن حول ما تردد حول انقطاع ارسال التليفزيون العراقي في بغداد وعودته مرة أخرى وهل يعتبر ذلك ضمن ما يتم ترويجه في إطار الحرب النفسية ضد القيادة العراقية..
قال العاني إن المفهوم في هذا النوع من الحرب هو اسقاط القيادة السياسية وليس تحرير الأرض كما كان الحال في الكويت عام 1991 وبالتالي فإن قطع اتصال القيادة السياسية مع الشعب العراقي ومع العالم الخارجي يعد أحد الاهداف الاساسية للولايات المتحدة وبريطانيا في هذه الحرب لمنع توصيل وجهة النظر العراقية للداخل والخارج.
وأوضح أن هناك طريقتين لتدمير وسائل الاتصال مثل الإذاعة والتليفزيون الطريقة الأولى تتمثل في التدمير الشامل للمباني والاجهزة مثلما حدث في العام 1991 والثانية مثل تلك التي حدثت عند تدمير التليفزيون اليوغوسلافي عام 1998 عندما استخدمت قوات التحالف قنابل بودرة الالومنيوم التي تقوم بتدمير الاجهزة واحراقها دون تدمير المنشأت.
وأكد اننا لاندري حتى الآن نوعية التدمير الذي يمكن أن يكون قد حدث مما تسبب عنه انقطاع الارسال التليفزيوني وعودته مرة أخرى غير أن الموكد أن قطع الاتصال بين القيادة السياسية العراقية والشعب العراقي والعالم الخارجي يأتي ضمن الاهداف الاستراتيجية للقوات الامريكية والبريطانية التي تقوم بالحرب على العراق في الوقت الراهن.
وحول تقييمه للوضع الاستراتيجي للقوات الامريكية والبريطانية التي سيتعين عليها أن تخوض حربا شرسة في بغداد بينما لاتزال المقاومة العراقية تعمل خلف خطوط تلك القوات قال الخبير الاستراتيجي الدكتور مصطفى العاني إن القوات الامريكية والبريطانية واجهت مشكلة استراتيجية غير متوقعة لدي بدء عملياتها في العراق حيث كان تقديرها يعتمد على أن المنطقتين الجنوبية ( شيعة) والشمالية (أكراد) هما مناطق ستكون صديقة خلال عملية الحرب نظرا لعدائها للنظام العراقي.
وأوضح أن هذه المناطق شهدت عمليات مقاومة سواء كانت مقاومة نظامية أو غير نظامية وان مناطق المقاومة التي أطلق عليها اسم جيوب المقاومة بدأت في مشاغلة مؤخرة الجيش الامريكي وقطع خطوط الامدادات للقوات البريطانية مما أوقعهم في مشكلة كبيرة.
واعرب مستشار المعهد الملكي البريطاني للشئون الدفاعية عن اعتقاده بأن القوات الامريكية والبريطانية ربما تضطر لتخصيص ثلث أفرادهما على الاقل للتخلص من تلك الجيوب بينما تستمر بقية القوات في التقدم صوب بغداد وسيكون الحجم الهائل لعدد القوات الامريكية المشاركة في القتال ( 250الف جندي) عاملا مساعدا في التغلب على تلك المشكلة مما قد يمكنهم من التقدم نحو بغداد والتعامل في الوقت نفسه مع المقاومة العراقية عبر مشاغلة نقاط تمركزها في بقية انحاء العراق.
|