* موسكو سعيد طانيوس:
اعتبر خبير عسكري روسي كبير أن الأمريكيين سارعوا إلى توزيع الاتهامات على الشركات الروسية بتزويد العراق بتجهيزات عسكرية متطورة في محاولة منهم لتغطية فشلهم في إصابة أهدافهم في العراق بدقة، وفي محاولة لايجاد «كبش فداء» لهذا الفشل، فقد أعلن اوليغ أنطونوف، رئيس شركة «أفياكونفيرسيا» الروسية التي تتهمها واشنطن ببيع تجهيزات عسكرية للعراق، منها صواريخ مضادة للدبابات ومصوبات للرؤية الليلية وكذلك أجهزة راديو إلكترونية تشوش على القنابل والصواريخ، أن الأميركيين يتهمون شركات روسية ببيع الأجهزة العسكرية إلى العراق في محاولة منهم لتبرير عدم دقة ضرباتهم على بغداد والمدن العراقية الأخرى.
وقال أنطونوف «إن الشركة لم يسبق لها أن جهزت العراق بمثل هذه الأجهزة»، وأن التقارير الواردة تشير إلى أن الولايات المتحدة أخفقت في توجيه الضربات الدقيقة لذلك أخذت تفترض بأن العراق يمكن أن يكون قد تمكن من الحصول على مثل هذه الأجهزة.
وأعرب عن اعتقاده بأن العراقيين يمكن أن ينتجوا مثل هذه الأجهزة بأنفسهم أو أن يشتروها من بلدان ثالثة.
وأشار أنطونوف إلى أن الأمريكيين وعندما رأوا محطات تشويش روسية في المعرض الجوي في مدينة جوكوفسكي الروسية في العام 1997، اشتروها من أجل إكتشاف تأثيرها على الأسلحة الأميركية العالية الدقة، وأن الخبراء الأميركيين إستنتجوا بأن مثل هذه المحطات تحول دون إصابة صواريخ كروز والقنابل الذكية أهدافها بدقة، لأنها تؤثر على الأجهزة الإلكترونية التي توجه هذه الصواريخ والقنابل إلى أهدافها، واعتبر أن هذه المحسسات الروسية أدت عمليا إلى إنهيار نظام الأسلحة الأمريكي العالي الدقة وتهاوي المذهب الإستراتيجي الأمريكي اللانووي المستند إليها.
وذكر الخبير العسكري أن اتهامات واشنطن في هذا المجال تعود إلى شهر سبتمبر من عام 2002، عندما أعلنت القيادة السياسية الأمريكية عزمها على تنفيذ ضربة جوية ضد العراق في المستقبل، على غرار الضربات الجوية التي وجههتها إلى يوغسلافيا عام 1999، وأعرب رئيس «أفياكونفيرسيا» عن اعتقاده بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اشتبهت منذ ذلك الحين بأن لا يكون لضرباتها الجوية ضد العراق تأثير مشابه للأذى الذي أحدثته أثناء قصفها ليوغسلافيا، لأن شكوكا ساورتها بأن يكون العراق قد تمكن من امتلاك مثل هذه المحطات.
وكشف أنطونوف أن واشنطن قررت بناء على ذلك تأجيل البدء بعملياتها العسكرية ضد العراق، ثم راحت تستدعي السفير الروسي في واشنطن وتوجه الاتهامات للشركات الروسية بتزويد بغداد بتكنولوجيا التشويش على الأجهزة الالكترونية المخصصة لتوجيه أسلحتها الذكية.وقال إن ممثلي «أفياكونفيرسيا» أوضحوا كل الأمور المتعلقة بالصفقات التي تعقدها شركتهم إلى الأجهزة الروسية المختصة و«قلنا بأن ذلك أكذوبة، ونحن لم نزود العراق بهذه الأجهزة وخمدت الفضيحة» إلى حين.
كما قال أنطونوف، وأعلن رئيس هذه المؤسسة المتخصصة بإنتاج المعدات العسكرية المتطورة أن الأميركيين الآن ينشرون مثل هذه المعلومات في أجهزة الإعلام بعد أن عجزت أسلحتهم العالية الدقة عن إصابة أهدافها، واعتبر أنطونوف أنه يمكن تفسير هذا بسعيهم المحموم لايجاد «كبش فداء» لفشلهم، وكان البيت الأبيض قد اتهم روسيا بأنها باعت أسلحة ومعدات خاصة إلى العراق، متهما شركة «آفيا كونفرسيا» الروسية بالقيام بهذه الصفقة، إلا أن ناطقا باسم الشركة نقى مرارا هذه الشبهات قائلا: «إن مؤسستنا لم تعقد أية صفقات منافية للقانون مع العراق ولم ترسل أصلا إلى هذا البلد أية أسلحة».
|