* الرياض- الجزيرة:
يبدو أن المنافسة بين المدارس الأهلية دخلت في مرحلة متقدمة فيما بينها في مجال الكسب المادي على حساب أولياء أمور الطلاب عن طريق ابتكار أساليب متجددة ومتنوعة ومشوقة خاصة للتلاميذ الصغار في التمهيدي والروضة على أن الامر لم يقتصر على هذه المراحل الدنيا بل إن بعض كليات البنات تشهد نماذج من هذا السباق المحموم نحو المكاسب المادية، ففي رياض الاطفال تتوالى المناسبات والحفلات التي تتطلب مشتريات وتجهيزات وبالونات وحلويات وبسكوتات وهذه قد يهون أمرها امام تفصيل موديلات من الملابس المحددة لزوم الحفل الكبير والحفل الصغير وحفل وسط السنة وحفل الربيع وحفل الاستعداد للتخرج «وهذا في الروضة» تخيلوا استعداداً لاحتفالات التخرج، أي أن حفلاً يتم لزوم حفل سيتم لاحقاً وعلى ولي الأمر أن يدفع لطفله مبلغاً يسلم «للأبله» فلانة لأنها المتعهدة للتنسيق مع محل الخياطة الفلاني لتجهيز ملابس الصغيرات والصغار الذين سيحتفلون رغماً عنهم ورغم أنهم لايعلمون سبب وهدف الاحتفال الذي سيقام دون التنسيق مع أولياء الامور ولا علاقة لهم به سوى دفع المبلغ الذي حددته الابلة.
والغريب أن الخطاب الموجه لولي الأمر وغالباً يكون لولية الامر أي والدة الطفلة أو الطفل هذا الخطاب يكون مكتوباً على ورق يخلو من اسم المدرسة أو شعارها أو ما يثبت انه فعلاً جاء من إدارة المدرسة، ويأتي ضمن عباراته: أن جميع أولياء الأمور موافقون على التفصيل ودفعوا قيمة الملابس ولم يبق سوى طفلكم أو طفلتكم، وحينما تتحدث والدة الطفل مع صديقاتها هاتفياً ويأتي الحديث عن خبر ورود خطاب الابلة فلانة بخصوص الحفل وتفصيل الزي الموحد له، يخبرنها جميعاً انه وردهن الخطاب نفسه والاسلوب نفسه، فمن المستفيد من حملة التفصيل وحملة المشتريات للحفل العجيب هل هي إدارة المدرسة أم الابلة المتعهدة أم محل الخياطة ولمن يتبع هذا المحل ولا ننسى ان الحلويات سيتم شراؤها من المحل الفلاني التابع للابلة فلانة وزوجها، وهكذا فإن اختراعات باتت تتوالى علينا وتستنزف جيوبنا في مسائل لاطائل منها خاصة اذا علمنا أن ملابس الصغيرات والصغار وفي كل المدارس الأهلية موحدة سلفاً قبل فكرة هذه الاحتفالات الطارئة.
| 
