أخي الشاب.. لقد كان لي شرف الحديث معك في حلقة سلفت ويأتي حديثي الآن تكملة لسابقه واني ارجو ان تجد فيما اقول شيئاً من الفائدة ولا سيما وانا هدفي رضاؤك والعمل على ما فيه صلاحك.
اخي الشاب.. لاشك انه لن يطالع الجريدة اي جريدة ولا كتاب اي كتاب الا شخص يجيد القراءة ونقف عند هذه النقطة لمناقشتها قليلا لنرى هل نحن في مستوى القراءة؟
أم ماذا يجب علينا حتى تصح لنا القراءة.. وقد اكون خرجت من صلب الموضوع ولكن العلم وحده كالماء والهواء.. لم يكن وقفا على شخص دون آخر.. العلم ذلكم النهر الصافي الذي يرتشف منه كل ولهان.. العلم وحده هو الذي ينير الطريق لكل محتار كالبدر ليلة تمامه يهتدى بضوئه المسافر في الفيافي الجرد.. وقد حث الله سبحانه وتعالى على التعليم حيث قال «هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون» ويقول الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم»: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. ولا افتح مجال الاستدلال بالشعر على فضل العلم.. لانها كثيرة ولا يخفى ذلك على اخواني الشباب.. ولكن لكي نحقق فكرة القراءة الصحيحة.. يجب اتباع الآتي:
1- نوعية الكتاب.. وهذا يعني ان نختار لان الكتب على كثرتها تشبه بلا شك رؤوس الاغنام في المجلبة اي مكان البيع.. منها ماهو سمين جدا ومنها ماهو سمين عادي ومنها ماهو وسط ومنها ماهو ضعيف لا طعم له.. فكذلك الكتب منها ماهو دسم ومفيد جدا ومنها ماهو متوسط الفائدة ومنها ماهو مجرد مضيعة للمادة وللوقت وبالتالي تعب وسهر دون فائدة.. فيجب عليك اخي الشاب وانت تحاول الاطلاع ان تختار الكتاب المفيد ولو كان ثمنه باهظا.. ولا تكون كحاطب الليل يجمع كل ما تقع يده عليه..
2- وقت القراءة.. وهو الثاني يجب الاعتناء به وتحديده فلا تقرأ في المقاهي العامة ليقول الناس عنك انك مطلع.. ولا في الشارع فهو بالاضافة الى كونك مرائيا فانك قد تتعرض لصدمة سيارة عارضة او شخص مار او عمود كهرباء يسيل دمك، ولا يكون ذلك في وقت اداء واجب ديني او دنيوي او حتى جسمي كنوم ونحوه، وعند.. تحقيق ذلك تكون قد حققت القصد من القراءة.. وهذا طريق الفهم.. كثير من اخواننا الشباب يخرج من الغلاف الثاني من التاب كيوم قلب التجليد الاول من جهة اليمين وضاع الوقت واصيب الرأس بالصداع والاعين بالحملقة الغاضبة وبالتثاؤب المتوالي ومع هذا لايزال العقل فارغا وهو الذي يراد اشباعه بما يفيد من المعلومات..
ان المكتبة المنزلية لها ما بعدها من الفائدة وقد نستغني عن الصيدلة المنزلية ولا نستغني عن المكتبة غذاء الروح وهذا ما ابرهن به على صدق ذلك.. يقول الشاعر:
اعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
|
إلى اللقاء مع التحيات.
|