Wednesday 26th march,2003 11136العدد الاربعاء 23 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الصحافة العبرية : الصحافة العبرية :
جغرافية المشاعر الإنسانية!

قال الكاتب عوفير شيلح: إن «هناك شيئا غير معقول، ومفصوما عن الواقع.في النقاش الذي دار، حول تأثير نشر صور الأسرى الأميركيين على استمرارية الحرب في العراق، وشهد هذا النقاش، بشكل خاص،على مدى وقوعنا أسرى للانطباع العام ورفضنا التعلم من تجاربنا ومن تجارب الآخرين.
وتابع شيلح في مقال له بصحيفة «يديعوت احرونوت» إن الواقع المعروف لنا جيدا، لبالغ الأسى، يقول إن الجهود التي بذلتها الإدارة الأميركية لاخفاء هذه الصورعن المواطنين الأميركييين، كانت غير ضرورية،كما أنه لا أهمية لرضوخ وسائل الاعلام الأميركية لطلب الادارة الأميركية، فالصور البشعة التي نشرت على مدار عامين ونصف العام من العمليات التي تظهر المدنيين الأبرياء من الفلسطينيين الذين قتلوا بشكل مفزع، وليست صور الجنود الأحياء الذين اصيبوا بجراح طفيفة- لم تتسبب إلا للقليل من الاسرائيليين بالتفكير بمدى مصداقية الطريق الحربية التي تنتهجها حكومتهم ، وتابع الكاتب قائلا : تعتبر صورة كل إنسان يعيش ضائقة،صورة تمس شغاف القلب، والأسرى الأميركيون هم أناس يعيشون ضائقة صعبة، لكن التركيز عليهم، أظهرمدى كون المشاعر الإنسانية تعتبر، أيضا، مسألة جغرافية، هذا هو وجه الحرب.قال المذيعون في محطات التلفزة الغربية،بما في ذلك التلفزة الاسرائيلية تلك المحطات التي لم تكرس ولو نصف دقيقة لعشرات المدنيين الذين قتلوا جراء قصف البصرة، لم يحاول أي شخص تقدير عدد المدنيين الذين قتلوا، حتى الآن، في بغداد وفي أماكن أخرى، لم يناقش أحد مدى تأثير صورهم القاسية على الجمهور العراقي، سيما أنه من المعروف، حسب ما يقوله قادة أجهزة المخابرات والساسة لدينا،إن العرب لا يتأثرون لرؤية موتاهم!!لم يفكر أي شخص،بصوت علني،قبل نشر صور الأسرى وبعد نشرها،ما الذي يقصده الاميركيون عندما يتحدثون عن «الصدمة والرعب»؟!، من يتتبع التاريخ الأميركي يعرف أن المقصود ثوبا جديدا لسيدة قديمة جدا: إنها السياسة ذاتها التي كانت تعني خلال الحرب العالمية الثانية «اقصف ولا تبالي»،وهي تلك السياسة التي لخصها أحد الجنرالات الاميركيين في الفيتنام، بقوله: «كان علينا هدم القرية كي ننقذها»،إن وجه الحرب، بالنسبة لي، ينعكس في وجه وزير الدفاع الأميركي، دونالد رامسفيلد: لا يساوره الشك، مقتنع تماما بمصداقية كل قرار اتخذه وكل عمل ينفذ باسمه، إنه يعد العراقيين، كل ليلة، بالدم والنار وأعمدة الدخان «للنظام»، حسبما يحرص على القول، كي يفرق بينه وبين الشعب، لكن ما العمل. عندما يتم قطع الأشجار، تتطاير الشظايا، وأحيانا، تحيد القذيفة قليلا عن مسارها، فتصيب أحدا من الابرياء بالذات، إنه يبدي تأثره العلني بدقة قذائفه، بضخامتها غير المسبوقة، بمقدرة القوة العظمى،التي أودعت سلاحها بين أياديه، على تحويل كل دولة في العالم، خلال عدة أيام،إلى كومة جمر يتصاعد منها الدخان.عجلة الحرب الأميركية لم تحدث صريرا، كان من الواضح أنه بعد عدة أيام من قيام الصحفيين المرافقين للقوات بارسال صور حماسية لطوابير المدرعات التي تمخر أرض العراق،ستأتي صور القتلى الأميركيين،وستكون المرحلة القادمة.هي الحرب على بغداد،.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved