المستنقع.. أو حرب المفاجآت.. مصطلحات تقرأها في الصحف الفرنسية في تعليقها على الحرب غير الشرعية التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق، ووصفتها بانها أخذت منحنى آخر، ربما ساهم في خلط الأوراق الاستراتيجية الأمريكية في وقت تبدو فيها الأيام متسربة من روزنامة جنرالات البيت الأبيض ..
جريدة اللموند، في صفحتها الأولى تقول «مستنقع العراق» : «وتعتبر ان الولايات المتحدة في طريقها إلى تكرار تجربة الفيتنام مع اختلاف المكان والمنافس. لكن الحرب هي نفسها، حرب سيطرة تسير إلى مستنقع ربما سيغرق فيه الجنود الأمريكيون مع تسارع وتيرة الحرب والمفاجآت معا»..
جريدة الفيغارو تكتب على صدر صفحتها الأولى: «الورطة» تقول : «ليست أكثرمن ورطة وجد الجنود الامريكيون أنفسهم فيها.. لم يعد بامكانهم وقف الحرب التي بدأوها، و لا التقدم فيها على الرغم من عامل القوة العسكرية التي ظلت لصالحهم منذ البداية. الأمريكيون لا يفهمون ما يجري، يشاهدون صور قتلاهم وأسراهم في التلفزيون، بعضهم يصرخ: يا الهي.. لماذا كانت هذه الحرب أصلا ! .
«بينما تتساءل جريدة «الألزاس» : «هل يمكن المقارنة بين أطفال يموتون تحت الغارات مع نوعية النفط العراقي؟ من الصعب الاعتماد على سياسة الكلمات المتقاطعة وقد صار الموت حقيقة، ليس بالنسبة للعراقيين فقط، بل وبالنسبة للأمريكيين والبريطانيين الذين جاءوا معتقدين أن انفجار أول قنبلة على بغداد سوف تمنحهم شرعية الدخول إليها فاتحين ومبشرين بالحرية !
فيما أجرت «الاكسبريس» حواراً مع وزير خارجية فرنسا، «دومينيك دوفيلبان» الذي يقول رداً على سؤال حول مستقبل الحرب لو طالت أكثر من هذا : «لم نوافق على الحرب، وبالتأكيد لا نوافق على الطريقة العشوائية التي تتخذها امريكا من قصف يومي للمدنيين.. المسألة ليست مسألة رفض فقط، بل قناعة بأن الولايات الأمريكية أخطأت، وعليها أن تتحمل مسئولية ذلك الخطأ بتوقيفها لهذه الحرب غير الشرعية.. هذا ما سيحفظ كرامتها بعد أن فقدت مصداقيتها..
الناطقة الرسمية باسم الايليزيه قالت في مقابلة أجرتها معها جريدة «لاتريبيون» أن «واشنطن لا تعرف كيف تتصرف الآن، لأن إحساسها بالحرج دولياً هو الذي سيفقدها صوابها في محاولة الانتقام من المدنيين العراقيين..
نفس الجريدة كتبت في مقال في صفحتها الداخلية تقول بعنوان «الجنون الأمريكي» تقول فيه: «كيف سنغفر لأنفسنا إحساسنا بالهزيمة أمام مناصري الموت؟ كنا ملايين من الرافضين للحرب، كيف انتصر الموت على أصواتنا المنادية للسلام؟ كيف ارتكب الأمريكيون حماقة الضحك علينا باسم الحرب التي تحمي العراقيين من أنفسهم، وتحمي الأمريكيين من العراقيين! يا له من جنون!.
اتفاقيات جينيف الخاصة بأسرى الحروب كانت محل سخرية بعض الصحف الفرنسية منها صحيفة «الألزاس» التي تتساءل: «ليس من حق الدول المتصارعة أن تنقض عهداً دولياً كالذي يمس حقوق الأسري. و لكن، أليس من المضحك أن تفتح أمريكا هذا الباب القانوني أمام حق الأمريكيين الأسرى في عناية خاصة، في الوقت الذي تغلقه في وجه الآخرين؟ أليس هذا ما فعلته مع الأسرى الأفغانيين؟ مع أولئك الذين وضعتهم في الأقفاص الضيقة في معتقل «غوانتانامو» كما لو كانوا حيوانات فحسب؟ الأسير هو الأسير ولهذا يجب الكلام عن حقوقه ليس لأنه أمريكي، أو بريطاني أو عراقي بل لأنه إنسان في النهاية، وهو الشيء الذي غاب عن الأمريكيين طويلاً في تعاملهم مع الآخرين من منطلق القوة والسيطرة على الطريقة الأمريكية!»
مواطنون عراقيون يحيطون بهليكوبتر أمريكية تم إسقاطها
|