«ليبيراسيون»
ركزت الصحيفة على المقاومة الشريفة التي يتبعها الشعب العراقي للدفاع ببسالة عن بلاده حيث أشاد الكاتب باتريك ساباتييه في مقاله تحت عنوان «حرب الأعصاب.. حرب الصور»! قال فيه: من كان ليصدق هذا الانقلاب في القوى.. الولايات الأمريكية التي أصيبت بهستيريا الحرب منذ شهور، تتعرض لهذه الإهانة الكبيرة من دولة لا تفعل سوى الدفاع عن نفسها.. العراق اليوم يعطي الصورة الأصدق والأكثر دهشة في القتال.. قتال من؟ قتال الجنود الأمريكيين الذين جاءوا إلى المنطقة يضحكون.. يطلقون النكات لتسلية بعضهم على حساب العراق.. يقولون «العراق؟ سندخلها بعد نصف ساعة .. أو ربما أقل ..» يتراهنون فيما بينهم.. الحكاية كلها كانت حكاية رهان لم يحسب له حساب من الذين اعتقدوا أن دخولهم إلى بغداد سيكون على بساط من الورود.. صدام حسين ديكتاتوري يقولون لنا دائما، ولكن..أليس ما يريدون فعله بالعراقيين أكبر جريمة وأبعد من الديكتاتورية بكثير؟
أن تقطع دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية كل هذه المسافة .. تقطع الأجواء والبحار لتأتي من آخر العالم كي تحرر العراقيين..؟ أليست نكتة مضحكة؟ربما الآن بالذات أمام الوضع المتغير.. أمام عدد القتلى من الجنود الأمريكيين، والبريطانيين.. أمام هاجس الخسائر الكبيرة القادمة.
وأضاف ساباتييه: لا أعتقد أن ثمة جندياً أمريكياً قادراً على إطلاق نكتة ليضحك عليها.. الوقت لن يكون لصالح الأمريكيين، ولا المتغيرات الجوية في منطقة كالخليج.. هذا ما يعرفه كل واحد من الذين أعطوا الضوء الأخضر لاحتلال العراق، متحديا كل المواثيق الدولية ..الحرب بدأت عكس ما خطط له «جورج بوش» و«توني بلير» وعكس ما اعتقده العالم، لأن الجيش العراقي ليس ضعيفا.. هكذا تقول الحقيقة المبهرة.
«الفيغارو»
كشفت الصحيفة عن الشك الأمريكي في إدارة الحرب وقالت في مقال لكاتبها جاك كاموس تحت عنوان «الشك الأمريكي في إدارة الحرب» الذي قال فيه:«لم تكن الحرب نظيفة في يوم من الأيام خاصة بعد العمليات الجراحية سنة 1991، أراد الأمريكيون أن يجعلونا نصدق أن هذه المرة، ستكون ضربة «القنابل الذكية»، إلا أن« الطلقات الصديقة» الغبية جدا اسقطوا أمس «تورنادو» بريطانيا، أرادوا أيضا إبهارنا بالتقدم السينمائي«المدهش» للدبابات نحو بغداد، إلا أن المقاومة العراقية أوقفت من «نزهة الأمريكيين» في الصحراء.. نعم نزهة الأمريكيين.. أليست هي العبارة نفسها التي استعملها وزير الدفاع الأمريكي لوصف شكل الحرب على العراق قبل اندلاعها؟ لكن النزهة لم تكن ممتعة، لأن تصميم العراقيين لم يتوقف على المقاومة، بل على رفض الغزو من أساسه..
واضاف : هاهي الحرب تقفز إلى الحساب الأخلاقي كما يفعل «دونالد رامسفلد» الذي تفاجأ بوجه جنوده و هم يظهرون عبر التلفزيون العراقي أكثر هشاشة ورعبا..الأمريكيون صدموا و هم يشاهدون وجه «أبطالهم الأقوياء» وهم يسقطون أسرى بين يدي العراقيين، الأخلاق ! حقوق الإنسان ! معاهدة جينيف لحماية الأسرى! وانتقد الكاتب أمريكا نفسها واتهمها باغتصاب كل تلك الحقوق، مشيرا إلى أنها داست على الأخلاق حين قررت تحدي الأمم المتحدة لشن الحرب على العراق..ورمت خلف ظهرها القرارات الدولية الأكثر أهمية و انحازت إلى القوة العمياء.. إلى سياسة الأفلام التي كما تبدو لا علاقة لها مع الواقع بدليل أن المستنقع العراقي الذي دخلته لن تخرج منه منتصرة، حتى لو قضت على النظام العراقي..لأن أمريكا خسرت مصداقيتها منذ زمن بعيد!».
«فرانس سوار»
ركزت الصحيفة على الجانب الآخر للحرب حيث استعرضت مقالا للكاتب برونو فرابا جاء فيه: لكي تفهم هذا النوع من الصراع عليك أن تنظر إليه.. تراقبه.. لأن النظر الى الحرب ليس كالدخول فيها .. وربما هنا يكمن الدرس الحقيقي في الرغبة الحقيقية لتجاوز الشعور بالنقص.. يجب أن نفهم اليوم أن الحرب على العراق هي المساحة التي تبقت كي ننظر فيها إلى بعضنا بجدية. لكي نحاسب بعضنا بجدية، الفشل في إيقافها ليس مبررا للسكوت عليها، الآن و قد اندلعت .. أوروبا متخوفة من «ما بعد الحرب»، طبعا ليس من المنطق الكلام عما بعد الحرب في ظروف تغيرت فيها أشياء بعينها، بعدما اكتشف الأمريكيون أن العراق لن تستقبلهم بالورود والموسيقى الاحتفالية.. من حق الجنود العراقيين أن يرفضوا الغزو الأمريكي لأرضهم، من حق الشعب أن يصرحوا«لا » للهيمنة الأمريكية البريطانية القادمة من وراء البحر لتقسيمهم على شكل دويلات صغيرة..
وأضاف: لهذا بات سابقاً لأوانه الحديث اليوم عن «ما بعد الحرب» طالما الحرب تسير في هذا الطريق الشائك (الصواريخ التي تسقط على رؤوس العراقيين و المقاومة التي تحصد و تأسر الجنود الأمريكيين )، وكون الحرب قائمة لا يعني أن علينا أن نتفرج عليها كي نفهمها، يجب أن نقاوم بدورنا كي تتوقف..الحرب هذه تعطينا الرغبة الشجاعة لرفضها بشدة أكثر فأكثر، يجب ألا يشعر العالم بأن السلام نكتة بائسة، مثلما ليس من العقل أن يقول «توني بلير» أن ما بعد الحرب سيكون العالم أفضل.. هذا كلام سخيف يجب أن يبتلعه «بلير» كي لا يردده ثانية، الحرب قائمة.
|